حجاج فلسطين.. مواكب احتفالية قبل الاحتلال تحولت إلى طوابير انتظار

كتب: سمر صالح

حجاج فلسطين.. مواكب احتفالية قبل الاحتلال تحولت إلى طوابير انتظار

حجاج فلسطين.. مواكب احتفالية قبل الاحتلال تحولت إلى طوابير انتظار

قبل أن يضع الاحتلال بصماته على أرض فلسطين، كانت احتفالات مواكب الحجاج تعم المدن، وكانت القدس تحظى بالنصيب الأكبر من هذه الأجواء، حيث حرص حجاج الماضي على زيارتها للصلاة في الحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى ثم إطلاق نية الإحرام متوجهين إلى أراضي مكة المباركة عبر رحلات جوية مباشرة.

المشهد السابق لم يعد له أي وجود في الزمن الراهن، بعد أن وقعت فلسطين تحت الاحتلال الإسرائيلي، وأصبح السفر إلى القدس غير مباحا لسكان المدن الأخرى، إلى جانب ذلك تغيرت رحلة الحج تماما فسماء البلد المحتلة لم تحلق بها طائرة منذ عشرات السنين بعد أن أغلقت كافة مطاراتها الجوية وبات الطريق البري عبر الحدود إلى البلدان المجاورة وسيلة الحجاج للوصول إلى بيت الله الحرام، فباتت رحلة الحج مشقة وليست موكبًا احتفاليًا كما كانت عليه من قبل.

الحاج منذر زغير، من مدينة الخليل الفلسطينية، أدى فريضة الحج قبل عامين، أكد أن رحلة الحج العام الحالي لم تختلف عن العام الماضي أو قبل عدة سنوات ففي كل عام ترجى قرعة يتقدم لها أهل فلسطين ويتم اختيار العدد المطلوب فقط، والاحتفالات التي كانت تصاحب مواكب الحجاج والمدائح النبوية التي كانت تعم محيط الحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى لم تعد موجودة بسبب صعوبة السفر والتنقل عبر المدن تحت سيطرة الاحتلال.

 

وأضاف زغير "رحلة الحج التي قطعها أصدقائي بدأت من لحظة مغادرة منزلهم بمدينة الخليل متوجهين عبر حافلات نحو جسر "النبي" الرابط بين أراضي فلسطين والأردن لعبور الحدود الأردنية، تستغرق من 20 إلى 25 ساعة، مضيفًا: الحجاج بتنتظر ساعات على الحدود الأردنية لإتمام إجراءات الأوراق اللازمة، وكلما كان العدد كبير كلما زاد الانتظار بمدينة الحجاج الأردنية على الحدود ومن بعدها بنتوجه للسعودية.

وأكد زغير في تصريحات خاصة لـ"الوطن": بعد دخول الأردن يختار الحجاج إما السفر إلى السعودية عبر الطريق البري أو المطارات، والانتظار في مدينة الحجاج الأردنية عبر الحدود كان صعب جدًا لطول الطريق، وإجراءات السفر لدخول البلد علاوة على سوء المرافق عبر الحدود، ولكن مؤخرًا جرى تجديد المكان وأصبح أفضل حالا لاستقبال الوافدين من فلسطين.

 

وتقول الحاجة انتصار العكرماوي، "أكثر ما يخشاه حجاج فلسطين عبر رحلة الحج هو قطع طريق بري طويل ملتوي للوصول إلى الأراضي الأردنية، ففي العام الماضي، سافرت من مدينة القدس لأداء فريضة الحج وضل سائق الحافلة الطريق في ظلام الليل ومرت علينا لحظات خوف ورعب شديد خشية في رحلتهم الطويلة قبل وصول أراضي المملكة السعودية".

وتضيف الحاجة انتصار في حديثها لـ"الوطن": الحجاج أثناء رحلة السفر البري قد يتعرضون لتفتيش مفاجئ من شرطة الاحتلال ما جعل رحلة الحج تفقد الروحانيات التي كنا نشهدها بطفولتنا.

واختتمت قائلة: "الاحتلال غير معه كل شيء في البلد وبنسافر على الحج لحتى ندعي لبلدنا بالنصر دائما".

 

 


مواضيع متعلقة