اعتقل منقذه من الانقلاب.. خبراء يفسرون غدر أردوغان بحلفائه والمقربين

اعتقل منقذه من الانقلاب.. خبراء يفسرون غدر أردوغان بحلفائه والمقربين
- تركيا
- فتح الله جولن
- حركة الخدمة
- العقوبات الأمريكية
- أردوغان
- الطيار التركي
- تركيا
- فتح الله جولن
- حركة الخدمة
- العقوبات الأمريكية
- أردوغان
- الطيار التركي
في خطوة تبدو مفاجئة، اعتقلت السلطات التركية الطيار يونس بويرس، واتهمته بالاشتراك في محاولة الانقلاب الفاشلة على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في يوليو 2016، والانضمام لجماعة حركة الخدمة ورئيسها فتح الله جولن، على الرغم من إنقاذ الطيار لأردوغان في ليلة الانقلاب، وتكريمه من الدولة ووصفه بـ"البطل".
وكان يونس نفذ أوامر بمرافقة مقاتلته من طراز أف 16 لطائرة الرئيس رجب طيب أردوغان لتأمينها حتى الهبوط في مطار أتاتورك بإسطنبول رغم سيطرة الانقلابيين على الأجواء والقواعد العسكرية في ليلة الانقلاب، ليعتقله نظام أردوغان، بعد عامين وشقيقه التوأم والطيار أيضا إمري بويرس، وهما يخدمان ضمن ما يعرف بـ"نمور سلاح الجو"، بالتدبير لنفس الانقلاب.
"النظام التركي ورئيسه رجب طيب أردوغان، يعيش حالة من التوتر والخوف والقلق الشديد، والهواجس بتآمر الجميع ضده".. هكذا وصف للدكتور كرم سعيد، الباحث المتخصص في الشؤون التركية الوضع التركي الحالي، مشيرًا في تصريحات خاصة لـ"الوطن" إلى تزايد تلك الحالة مع الفشل في حل الأزمة الاقتصادية، وحالة الاحتقان الاجتماعي والسياسي في تركيا.
وأكد سعيد أن اعتقال الطيار التركي وشقيقه التوأم ليس النوع الوحيد من الاعتقالات التي يمارسها أردوغان للمقربين منه، موضحا أن الرئيس التركي يمارس الاعتقال المعنوي على المقربين منه منعا لخطورتهم عليه، كذلك الحالة التي فرضها على كل من عبدالله جول وداوود أوغلو، وتحديد إقامتهما وإبعادهم عن الساحة.
ويرى الباحث في الشأن التركي أن أردوغان أصبح يعتمد على أهل الولاء والثقة، مثل وزير المالية صهره، وهي الحالة التي تسببت بشكل أساسي في الأزمة الاقتصادية، بسبب السياسات النقدية والمالية الخاطئة التي نتجت عن إبعاد الكفاءات والوجوه المقبولة والموثوق فيها من المستثمرين.
وقال سعيد: على الرغم من سيطرة أردوغان على الوضع في تركيا، وإمساكه بمفاصل الدولة، إلا أن سياسة العصا الغليظة لا تضمن الاستمرار في الحكم، وأن الهواجس المسيطرة على الرئيس التركي مع الفشل في حل الأزمة الاقتصادية، وانتهاء نغمة الاقتصاد القوي والنهضة التنموية التي كان يعزف عليها دوما، كلها أمور تنبئ بصعوبة فرصه في الاستمرار لفترة ثانية في رئاسة تركيا كما يخطط.
الدكتور محمد حامد، خبير الشأن التركي، يقول إن اعتقال الطيار التركي رغم إنقاذه لأردوغان ليلة الانقلاب، أمر لا يدعو للاستغراب، حيث سبقه كثيرون من المقربين لأردوغان ونظامه وحزبه للسجن، ومنهم أشقاء وزراء في الحكومة ورؤساء بلديات، بتهمة جاهزة ومعلبة هي الانتماء لجماعة فتح الله جولن.
وأضاف حامد لـ"الوطن" اليوم، أن اعتقال الطيار التركي وشقيقه وقبلهم عدد من المقربين من النظام، يدل على حالة عدم الثقة التي يعيشها أردوغان والشك في جميع الموجودين حوله، مشيرًا إلى انعدام النزاهة والشفافية لدى القضاء التركي، الذي يستخدمه الرئيس التركي في اغتيال من يرغب معنويا.