وزع الذهب في طريقه قبل 694 عاما.. حكاية حج أغنى أغنياء الأرض

كتب: دينا عبدالخالق

وزع الذهب في طريقه قبل 694 عاما.. حكاية حج أغنى أغنياء الأرض

وزع الذهب في طريقه قبل 694 عاما.. حكاية حج أغنى أغنياء الأرض

قبل أكثر من 700 عام، ذاع صيته واشتدت قوته وحكمته بمختلف بقاع العالم حينها، فضلا عن غناه الفاحش، حتى عُرف بـ"أغني أغنياء الأرض"، بجانب لقبه كـ"أعظم زعماء إمبراطورية مالي"، حيث كان من أشهر زعماء إفريقيا والإسلام في القرون الوسطى.

المانسا موسى.. رغم أنه لا توجد صور واضحة وأكيدة له، إلا أنه ترك بصماته القوية في التاريخ، حيث ازدهرت دولة مالي بشدة في عهده، وكان ذو حكمة وحنكة سياسية مميزين، واشتهر أيضا بقصة حجه إلى بيت الله الحرام قبل 694 عاما، وتحديدا في عام 724 هجريا و1324 ميلاديا، والتي تتزامن مع أداء حوالي مليوني مسلم لفريضة الحج هذا العام.

زيارة أغني أغنياء الأرض، بحسب موقع وزارة الحج السعودية، كانت حدثا كبيرا، امتزج بجانب إنساني مميز، حيث نقلت الوزارة عن المؤرخ إبراهيما بابا كاكي السنغالي، قوله، إنه دخل البيت الحرام يوم الجمعة، خامس ذي الحجة 742، الموافق 23 نوفمبر 1324، وأدى طواف القدوم 7 أشواط، ابتدأها من الحجر الأسود وسعى بين الصفا والمروة ثم حضر خطبة موسم الحج وتذكير الناس بما عليهم من واجبات المناسك.

وتوجه "مانسا" إلى "مِنى" متبعا الخطوات نفسها التي سلكها النبي- صلى الله عليه وسلم-، وكل المناسك، منقطعا إلى الصلاة والعبادة والتوسل بين هذه الحشود الخاشعة الضارعة إلى رب الأكوان.

وفي يوم عرفة، الذي كان يصادف الاثنين 26 نوفمبر، بعد تأدية الامبراطور للمناسك، رجع إلى مكة، ومعه شيخ سدنة الكعبة، الذي كان مالكيّ المذهب، حيث يتفرغ للعبادة ويتفحص البيت الحرام، حيث كانت الكعبة تكتسي برداء أسود يغلفها من سائر الجهات، وبابها مصفحا بصفائح الفضة، بديع الصنعة، تعلوه عضادة من الذهب الخالص، وقد نقش على الباب بعض الآيات بالذهب الخالص.

اعتاد الإمبراطور أن يجلس في الظل على عقبيه يرتدي إحرامه الأبيض، ليشعر بحالة روحانية لم يعشها في حياته، كان يتوسل ويتلو آيات من القران الكريم، بلا سلطة ولا مسؤولية، وكان يشعر باضطراب داخلي كبير، ولا تعد إليه الطمأنينة إلا عندما يصلي أمام الكعبة، وفقا للوزارة السعودية.

 وقبل ذلك، وفي رحلته من بلاده الإفريقية إلى الأراضي المقدسة، وزع "المانسا" أطنانا من الذهب على فقراء البلدان والشعوب التي قابلها، بينما في عودته حمل الكتب والعلم والمهندسين لبناء دولته وصروحها العلمية، أسهموا في النهضة العلمية لمالي، كما أحضر مهندسا معماريا بنى مدينة تمبكتو، ومسجد جاوه، وجامعة سانكور، وفقا لموقع "الإمارات اليوم".

ونقل الموقع عن الباحث في الدراسات الإفريقية، أحمد عبد الغفار، قوله إن رحلة الإمبراطور المالي الشهيرة إلى الحج عام 1324، احتلت مساحة ضخمة في الجدل العلمي بالغرب، لما أحدثته من تأثيرات، من حيث الضجة التي أحيطت بها، وتوزيعه أطنان الذهب على الفقراء في طريقه من غرب إفريقيا وحتى الحجاز، إلى الحد الذي أدى إلى إفلاسه عند وصوله، وإلى خفض سعر الذهب عقدا من الزمان.

وأضاف عبد الغفار أن "الروايات تضاربت حول هذه الرحلة، فالبعض روى أنه كان بين يديه 500 عبد، وبيد كل منهم عصا من ذهب، في كل منها 500 مثقال من الذهب، والبعض الآخر قال إن الرحلة تكونت من 100 جمل، وألف من العبيد، و500 من الجواري، وكان كل جمل محملا بنحو 150 كيلو جراما من الذهب، والبعض الثالث قال إن الرحلة ضمت 6 آلاف عبد".

وكان موقع Celebrity Net Worth website نشر قائمة "أغنى 25 شخصية عبر التاريخ" عام 2012، جاء فيها أن مانسا موسى ملك إمبراطورية مالي، التي كانت تشمل حينها غانا، أغنى أغنياء البشرية على مر العصور، إذ بلغت ثروته ما يعادل 400 مليار دولار أمريكي بعملة اليوم.


مواضيع متعلقة