"من الإقلاع للتسليم".. قصة خطف الطائرة المصرية بقبرص

كتب: إبراهيم حسن

"من الإقلاع للتسليم".. قصة خطف الطائرة المصرية بقبرص

"من الإقلاع للتسليم".. قصة خطف الطائرة المصرية بقبرص

تسلمت مصر، سيف الدين مصطفى، المتهم باختطاف الطائرة المصرية والتوجه بها إلى قبرص، حيث توجهت بعثة أمنية من الإنتربول المصري إلى قبرص، وتسلمت المتهم، وعادت به للقاهرة، فيما أمر النائب العام بعرض المتهم على النيابة المختصة لبدء التحقيق معه، بحسب ما ورد في بيان النائب العام، اليوم.

يأتي ذلك بعد قرابة عامين ونصف من لحظة وقوع الحادث النادر، الذي أثار ردود أفعال عارمة بين الشجب والسخرية، ليتصدر المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي آنذاك.

بدأت القصة في التاسع والعشرين من مارس عام 2016، في تمام الثامنة والنصف صباحًا، عندما اتصل قائد الرحلة 181 مصر للطيران، والتي كان مقررًا لها أن تقلع من مطار برج العرب في الإسكندرية متوجهةً إلى مطار القاهرة ببرج المراقبة، قائلا إن رجلا هدد بتفجير حزام ناسف، وأرغمه على تحويل مسار الطائرة إلى لارنكا في جزيرة قبرص، وذلك قبل أن تسمح السلطات القبرصية للطائرة بالهبوط، بحسب ما ذكرته "رويترز".

في وقت لاحق، أعلنت وزارة الطيران المصرية في بيان لها أن 81 شخصا، بينهم 21 أجنبيا، وطاقم من 15 فردا، كانوا على متن الطائرة عندما أقلعت من الإسكندرية، فيما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن مطار "لارنكا" القبرصي شهد استنفارا أمنيا مكثفا، حيث نشرت السلطات المدرعات وعربات الشرطة لتأمين المطار.

ولم يمض الكثير من الوقت قبل أن يعلن وزير الطيران المدني آنذاك، شريف فتحي، خلال مؤتمر صحفي، أنه بعدما هبطت الطائرة في مطار لارناكا بدأت المفاوضات وأُفرج عن جميع من كانوا على متن الطائرة باستثناء ثلاثة ركاب، وأربعة من أفراد الطاقم.

وبعد أن نقلت "رويترز" عن شهود عيان قولهم إن الخاطف ألقى رسالة بالعربية من الطائرة وطلب تسليمها إلى مطلقته -وهي قبرصية تقيم بالقرب من لارنكا-، أعلن التلفزيون القبرصي وصولها إلى المطار رفقة والدها، والتي صرحت لصحيفة "فيلفثيروس" القبرصية في وقت لاحق أنها عاشت معه أياما سوداء.

لقطات حية بُثت عبر التلفزيون القبرصي، أظهرت عددًا من الأفراد يخرجون عبر سلم الطائرة، فيما خرج المتهم من نافذة قمرة القيادة، رافعا يديه، معلنا استسلامه للسلطات القبرصية، بعد ثمان ساعات طوال، تخللتها مفاوضات مع الشرطة، طالب فيها المختطف بلقاء مسؤول في الاتحاد الأوروبي والسماح له بالسفر إلى دولة أوروبية، بحسبما قاله رئيس الوزراء المصري حينذاك، الدكتور شريف إسماعيل.

وعرض التلفزيون المصري صورا للخاطف على متن الطائرة، ظهر فيها مرتديًا نظارات، ويمسك بحزام أبيض بجيوب وتتدلى منه أسلاك، اتضح فيما بعد أنه حزام ناسف وهمي، بحسب ما نشرته "رويترز" نقلًا عن السلطات القبرصية.

وانتهت الأزمة عندما توجهت طائرة مصرية إلى قبرص، في السادسة من مساء اليوم نفسه، لإعادة ركاب الطائرة المختطفة المفرج عنهم، بحسب ما أعلنته شركة "مصر للطيران".

وتضاربت التصريحات وقت الحادثة حول هوية الخاطف ودوافعه، حيث تناقلت وسائل إعلام كونه طبيب بيطري مصري، يحمل الجنسية الأمريكية، وذلك قبل أن يؤكد بيان وزارة الداخلية أن الخاطف يدعى سيف الدين مصطفى، ويبلغ من العمر 60 عامًا، فُصل من كلية الحقوق، وله سجل إجرامي يشمل جرائم سرقة.

وبينما قالت الإذاعة الرسمية القبرصية إن الخاطف طالب بالإفراج عن سجينات في مصر، أكدت وزارة الخارجية القبرصية أن أسبابا شخصية تقف وراء الحادث، وفقًا لـ"رويترز"، فيما نفى الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس، خلال مؤتمر صحفي، أي علاقة للحادث بالإرهاب.

وبعد أن ألقت السلطات القبرصية القبض على المتهم، أصدرت المحكمة العليا القبرصية قرارا بحبسه لمدة ثمانية أيام على ذمة التحقيقات، طالب خلالها بلجوء سياسي.

وفيما بعد، طالبت السلطات المصرية نظيرتها القبرصية بتسليم المتهم، حسبما ذكرته شبكة بي بي سي، فيما دأبت الأخيرة على إرجاء عملية الترحيل مرات متكررة، إلى أن أصدرت المحكمة العليا القبرصية قرارا نهائيا بترحيل المتهم، في نوفمبر الماضي، حسبما أعلنته صحيفة "سيبروس ميل" القبرصية.

وقالت الصحيفة إن المحكمة اعتمدت بإجماع كامل هيئتها حكم محكمة نيقوسيا المحلية الذي صدر في سبتمبر 2016، والذي كان مفاده "أن مصطفى لم يكن مطلوبا من السلطات المصرية بسبب معتقداته السياسية أو آرائه وإنما لجريمته التي اعترف بها وهي اختطاف طائرة تابعة لخطوط مصر للطيران في مارس 2016 باستخدام حزام انتحاري وهمي وحول وجهتها إلى قبرص".


مواضيع متعلقة