3 سيناريوهات لمستقبل الإخوان فى تركيا: الطرد.. التصعيد.. التهدئة

09:06 م | الجمعة 17 أغسطس 2018

تزامناً مع الأزمة الاقتصادية التى تشهدها تركيا حالياً، ظهرت علامات استفهام حول مستقبل تنظيم الإخوان هناك، حيث رجح البعض أن يتخلى النظام التركى عن دعمه للإخوان كخطوة للاقتراب من دول الخليج والاتحاد الأوروبى فى الوقت الذى يواجه فيه أزمة مع الولايات المتحدة الأمريكية، فيما رأى آخرون أن «أردوغان» قد يستخدم الإخوان كورقة ضغط على بعض الأنظمة لمساندة «أنقرة» اقتصادياً، فيما ذهب فريق ثالث إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تهدئة لظهور الإخوان الإعلامى من داخل الأراضى التركية، ربما تكون مقدمة لتغييرات جديدة قريباً.

«الاقتصاد مرتبط بالسياسة، هذه قاعدة أساسية»، قالها الدكتور مصطفى اللباد، مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، المتخصص فى الشئون التركية، مشيراً لـ«الوطن» إلى أن المواقف السياسية غالباً ما تكون مرتبطة بمصالح اقتصادية تتحكم فيها وتوجهها، متوقعاً أن تتخلى تركيا عن دعم الإخوان فى هذه اللحظة التى تشعر فيها بأن «التنظيم صار عبئاً عليها»، لا سيما أنها تمر حالياً بأزمة اقتصادية، ولا يمكن أن تواصل تحمل مسئولية دعم تنظيم «غير مرغوب فيه دولياً». الأمر نفسه أكده المحامى مختار نوح، المفكر الإسلامى، القيادى السابق فى «الإخوان»، قائلاً إن التنظيم يشعر بخوف وقلق حالياً، لأن تركيا كانت الملاذ الأهم له فى الخارج، منذ الهروب من مصر بعد ثورة 30 يونيو، وفى ظل الحرب عليه من دول الخليج باستثناء قطر الداعمة له، مضيفاً أن «الآلة الإعلامية» للإخوان فى تركيا كانت تحتاج إلى دعم مالى كبير طيلة السنوات الخمس الماضية، فضلاً عن الأزمات السياسية التى كان يتسبب فيها الذين يتحدثون بلسان التنظيم من «أنقرة»، ولذلك أتوقع أن تسحب تركيا دعمها للإخوان، فى ظل أزمتها الاقتصادية التى تتصاعد يوماً بعد آخر.

{long_qoute_1}

وتتمثل الأزمة الاقتصادية التركية فى خسارة العملة المحلية (الليرة) نحو 30% من قيمتها مقارنة بالدولار الأمريكى منذ بداية السنة، وانخفض حجم التداول فى سوقها المالى إلى 40%، كما تعانى تركيا من عجز فى ميزان تجارتها الخارجية، فضلاً عن ارتفاع نسب التضخم إلى نحو 16% مقارنة بـ5% فقط العام الماضى، وهو أعلى مستوى تضخم فى تركيا منذ 15 عاماً. على جانب آخر، قال الدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن تركيا استخدمت الإخوان كورقة ضغط سياسية فى السنوات الماضية، ولن تُفقد نفسها هذه الورقة بسهولة، متابعاً: «ربما يفكر النظام التركى بتهور وغباء شديد، كما هو معروف عنه، فى مزيد من دعم الإخوان والتصعيد بهذه الأداة ضد بعض الأنظمة والأطراف للضغط عليها فى مقابل الحصول على الدعم الاقتصادى الذى يحتاجه الفترة المقبلة»، لافتاً إلى أن نظرية «السُعار السياسى»، أى استخدام بعض الأدوات لتهديد أطراف بعينها فى مقابل التفاوض معها للخروج بمكاسب، واحدة من النظريات التى يعتمد عليها «أردوغان». وأضاف: «أردوغان استخدم ورقة اللاجئين للضغط على بعض الأنظمة الأوروبية، واستخدم ورقة الإخوان للضغط على أنظمة عربية، ولن يخسر هاتين الورقتين بسهولة».

يُذكر أن تركيا كانت قد حصلت، مارس الماضى، على دفعة مالية تبلغ ثلاثة مليارات يورو من المفوضية الأوروبية، فى مقابل استقبال ومساعدة اللاجئين السوريين على أراضيها، وهى الدفعة الثانية، حيث سبقتها دفعة أولى بالمبلغ نفسه فى وقت سابق.

{long_qoute_2}

ومن جانبه، توقع الدكتور مصطفى حسين، الخبير السياسى بمركز الدراسات العربية، «خمول» الآلة الإعلامية للإخوان قريباً كنوع من التهدئة فى مرحلة وصفها بـ«الغامضة والعسيرة»، على أن يحدد النظام التركى موقفه، سواء بالتخلى عن التنظيم الإخوانى أو بالمزيد من توجيه الدعم له، وذلك فى وقت لاحق بعد وضوح الرؤية، مضيفاً: «أردوغان فى ورطة كبيرة الآن، وعلى الأرجح أن ملف الإخوان -وبالتحديد إخوان مصر- سيتم تجميده مؤقتاً وتهدئته بدون تصعيد ضد الخليج أو مصر أو دول أوروبية فى الوقت الحالى، لأن تركيا لا تتحمل فتح أكثر من جبهة حالياً».