اقتلوا حلا شيحة!
- أعضاء الجماعة الإرهابية
- أعمال فنية
- اعتزال الفن
- الأفكار المتطرفة
- القوى الناعمة
- المذيعة بسمة وهبى
- المسيح الدجال
- أبو تريكة
- أثار
- أخطر
- حلا شيحة
- أعضاء الجماعة الإرهابية
- أعمال فنية
- اعتزال الفن
- الأفكار المتطرفة
- القوى الناعمة
- المذيعة بسمة وهبى
- المسيح الدجال
- أبو تريكة
- أثار
- أخطر
- حلا شيحة
صراخ ونواح وبكاء وعويل وانهيارات والكل يجرى هنا وهناك ... ارتباكات ورعب وذعر ومشادات واشتباكات .... هل قامت القيامة أم ظهر المسيح الدجال؟!
لا ........ "حلا شيحة قلعت النقاب"!
يبدو أن عودة "حلا شيحة" للتمثيل وخلعها النقاب هو أمر خطير للغاية توقفت له عقارب الساعة عند وقت القرار فانهزم الدين أمام عودة ممثلة معتزلة وانتفضت العروق لمواجهة الحرب والعدو الذى اجتذب "حلا" من نقابها وضمها لصفوفه ليضرب فى مقتل ويهزم حاملى لواء الدين وملاكه الجدد!
هذه الصورة التى صدرها لنا المتشددون والمناصرون لهم مع أعضاء الجماعة الإرهابية الذين أصابهم القرار بصدمة أفقدتهم توازنهم فى عالمهم الآخر الذين يعيشون به وكأنهم فقدوا ذراعاً أو ساقاً أو عيناً فى حربهم مع الجاهلية فكان السواد المخيم عليهم والمناشدات الباكية لتعود لصوابها وللأسف انجرف معهم بعض الغيورين واستنكروا تخليها عن نقابها ثم حجابها وعودتها للفن والأخطر هم الأكثر تشدداً والذين أصابتهم حالة عصبية هيستيرية ووصفوها بكل ما هو خارج عن الدين لتقف "حلا" وحيدة أمام مجتمع كامل إلا القليل أعلن الحرب عليها من كل اتجاه وأطلق إشارة الهجوم بلا هوادة ورصاصات لا تعرف الرحمة وأقر بعدم وجود مكان لها بينه تحت شعار واحد فقط تعددت عناوينه والمعنى واحد .... "اقتلوا حلا شيحة"!
القتل ليس كله دماء أو سم أو خنق ... ولكن هناك القتل المعنوى وهو الأشد والأنكى ومن يمارسه يكون أشد إجراماً من المجرم التقليدى وهو ما طال "حلا" فى قرارها فمهاجموها اعتبروها عائدة للوثنية والأدهى من فتح برنامجه لأمثال هؤلاء ليصولوا ويجولوا ويقوموا بوصلات التقطيع على الهواء مباشرة لتصبح عودة "حلا" للفن بين يوم وليلة قضية رأى عام وربما نهاية العالم وهى فى الأساس مسألة شخصية تماماً فى صلب علاقة شخص بربه لن يستطيع كائن من كان أن يتدخل فيها أو يفهم تفاصيلها ولا مجال بها للمجاملات ولا المزايدات لأن الأمر برمته ملكاً لخالقه وليس لك فلا مجال نهائى أن تتخيل بكلام حنجورى وشعارات زائفة مغلفة بمصطلحات مقعرة "هتوجب مع ربنا وتاخد بونط مثلاً" فربما إن لم يكن مؤكد أنك من ترتكب الحماقة أو الذنب نفسه وأولى بحل مشكلتك مع الله!
للأسف كل المندفعين خلف المتشددين والأخوات وحتى خلف قناعتهم بغيرتهم على دينهم لم ينظروا لـ "حلا" إلا من زاوية واحدة فقط وانزلق معهم معظم المجتمع خاصة البسطاء منهم وهى الصورة الظاهرة للجميع ولكن لم يلتفت العقلاء لزاوية أهم وأخطر وهى أن "حلا" ضحية جماعات تسترت خلف الدين وجعلت منه "برافان" شيك وجذاب ظاهره الرحمة وباطنه الشر والعنف والعداوة وهو ما ظهر فى بكاء ونحيب ابنة أعتى قيادات الإرهاب عندما وصفت "حلا" بـ "المهتزة" و"المتذبذبة" لرفضها قبول فكرة التكفير عامة وتكفير الحاكم تحديداً وهو الأمر الخطير الذى يجب أن تتوقف عنده وتسأل منتبهاً .....
ماذا يفعل هؤلاء وكيف يفكرون وما الذى يترقبونه وينتظرونه ومدى خطورتهم وسط المجتمع! لم يدرك العقلاء حقيقة المخطط الذى بدأ فى بداية التسعينيات بانتشار دعاة الترهيب وشرائطهم التى كانت تباع على الأرصفة بأسعار زهيدة لضمان وصولها لمختلف شرائح المجتمع وكان أحد أذرع المخطط الرئيسية هو السيطرة على أهم وأخطر القوى الناعمة للمجتمع وهو الفن وبدأت عملية عزل الفنانات واحتجابهم وكان المبرر هو التوبة كمصطلح مرعب تهتز أمامه فتوالى اعتزال الفنانات واستخدامهم فيما بعد لدعوة زميلاتهن وكلما توسعت الدائرة كلما أيقن أصحاب المخطط نجاحه ونجاحهم فى السيطرة على المجتمع وعقوله وتأصيل فكرة أنهم الحل وكل من دونهم آثم مصيره الجحيم!
10 سنوات قضتها "حلا" بين خيوط هذه الشبكة المعقدة السامة شاهدت كل شئ من الداخل .. شاهدت كل الوجوه والأمور على حقيقتها .. فشلت معها كل محاولات الاستمالة والتلقين و"غسيل المخ" فـ "حلا" بطبيعة شخصيتها غير مستقرة ويصعب السيطرة عليها وربما انخدعوا فى ذلك وتخيلوا أنه مفتاح السيطرة فكشفت "حلا" خداعهم وزيفهم واكتشفت أنها تقف خلف ستار كبير يحمل اسم الدين وخلفه وفى الكواليس كل ما ليس له علاقة بالدين وهو ما لخصته "حلا" فى ردها على قرارها بخلع النقاب ثم الحجاب والعودة لحياتها الطبيعية عندما قالت "الحجاب جزء من الدين مش كل الدين" وبالطبع هنا ليس المكان المناسب للتعرض لمناقشة الحجاب وفرضيته ولكنها جملة تكشف حقيقة هؤلاء وتزيح الستار عن المتخفيين خلفه للوصول لأغراضهم الحقيقية!
ما فعلته "حلا" هو جزء مصغر مما فعله شعب بأكمله عندما قرر الثورة فى 30 يونيو على تجار الدين والإطاحة بهم ليحمى مستقبله من طريق مظلم لا يعلم مدى كارثيته إلا الله فلم يترك الشعب وقتها دينه فهل نستكثر على "حلا" كفرد أن تنقذ نفسها وتعود لحياتها ورقيبها هو خالقها أم ننتظر أن تعيد تجربة "فضل شاكر"؟!
الحقيقة أن المجتمع منذ سنوات منقسم لفريقين أساسيين أحدهما يستميت فى الدفاع عن الحجاب بتشدد ويرى غير ذلك فسق وفجور والآخر يستميت فى الدفاع عن التحرر ومهاجمة كل رجل دين يتكلم عن الحجاب باقتناص اجتزاءات من آراء أو أحاديث أو تفسيرات لتزيح الحجاب وتؤكد التحرر الكامل بلا قيود أو شروط وكلاهما متطرف لا يفرق هذا عن ذاك ويعانى بينهما الوسطى صاحب السماحة الذى يحاول استقبال "حلا شيحة" واعتبار قرارها شخصى مكتفياً بدعوة الهداية.
عودة "حلا شيحة"وبدون حجاب رغم أن "حلا" ليست الأولى وربما لن تكون الأخيرة أثارت جدلاً لم تكن لتشعر به لو كانت شخصاً عادياً خارج بؤرة الضوء فهناك آلاف من الحالات المشابهة تتكرر كلها تحت مؤثرات نفسية واجتماعية حتى عودة "حلا" للفن غير مضمون نجاحها مرة أخرى فحجم ما حققته قبل اعتزالها لا يجعلها "عودة أبو تريكة من الظلمات مثلاً" وباسترجاع تجارب سابقة ستجدها كلها خافتة بلا تأثير حتى ولو عودة بالحجاب وعلى رأسها "سهير البابلى – سهير رمزى – صابرين" و"عبير صبرى – المطربة حنان – المذيعة بسمة وهبى" وغيرهن إلا لو فعلتها "حلا" واستطاعت أن تصبح استثناءً فى هذه الدائرة.
الأمر الهام الذى كشفته هذه الضجة أننا محاطون بالأفكار المتطرفة والتى يستلزم محاربتها بالفكر أيضاً وهو ما يلزمنا بتقديم أعمال فنية هادفة مجابهة لهذه الأفكار وتكشفها للمجتمع حتى لا تدع هناك فرصة لخداعه مرة أخرى وهو دور الفن الحقيقى الهادف فنتذكر فيلم "الإرهابى - طيور الظلام – دم الغزال" ومسلسل "العائلة" وغيرها من الأعمال وكيف كانت تمثل سلاحاً إبداعياً وفكرياً لتعرية ومواجهة الإرهاب.
أخطأ أغلب المجتمع فى مواجهة قرار "حلا شيحة" التى هربت به إليه من براثن هذه الشبكة المسمومة فإن فطن كان أولى به مباركة قرارها واحتوائها بدلاً من قتلها معنوياً ولكن فى ظل حملة التسخين والانجراف خلف المشاعر المتضاربة وضعها الغاضبون فى المواجهة أمام المتشددين والمتطرفين خاصة إن كانت "حلا" تكتنز من خبايا الرحلة ما يمثل خطراً عليهم فيستلزم تأمينها .
الصورة غير مكتملة وهناك من يتعمد تشويشها لتتوه الحقيقة التى يجب أن ندركها جيداً ..........
يا سادة "حلا شيحة" لم تخلع حجاب الدين ولكنها خلعت "حجاب التستر خلف الدين" ...............
هداكم الله وهدانا!