تركيا تسعى إلى تهدئة الأسواق وسط توترات مع الولايات المتحدة

كتب: أ ف ب

تركيا تسعى إلى تهدئة الأسواق وسط توترات مع الولايات المتحدة

تركيا تسعى إلى تهدئة الأسواق وسط توترات مع الولايات المتحدة

سيسعى براءة البيرق وزير المالية التركي وصهر الرئيس رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، إلى تهدئة الأسواق بشأن الانهيار الكبير لليرة التركية، وسط تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة.

وسجل نحو 3000 مستثمر من الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا أسماءهم للانضمام إلى مؤتمر عبر الدائرة المغلقة مع البيرق الساعة 13.00 ت غ، بحسب وكالة "الأناضول" الرسمية.

وكان أردوغان، عين صهره البيرق وزيرا للمال الشهر الماضي ليواجه مهمة صعبة لإصلاح اقتصاد البلاد المتعثر.

ويأمل البيرق، في أن يترك انطباعاً أفضل من الانطباع الذي تركه الجمعة الماضي عندما قدم عرضا توضيحياً بشأن استراتيجية النمو في تركيا بينما كانت الليرة تشهد سقوطا مريعاً.

وصرح مصدر دبلوماسي أوروبي، طلب عدم الكشف عن هويته "هذه آخر فرصة للبيرق ليثبت عدداً من الأمور من بينها أنه يفهم ما يحدث، وأنه يستطيع أن يكون لديه رد فعل مناسب، وأنه يتمتع بنفوذ على اردوغان".

وشهدت العملة التي خسرت 40% من قيمتها هذا العام، انهياراً كبيراً الأسبوع الماضي ما أدى إلى هلع في البورصات العالمية خوفا من عدوى.

وسرّع انهيار العملة، تصاعد التوتر بين تركيا والولايات المتحدة اللتين تبادلتا فرض عقوبات ورفعتا الرسوم الجمركية على بعض المنتجات بسبب احتجاز تركيا لقس أميركي.

إلا أن العملة التركية سجلت تحسنا الخميس حيث بلغ سعر الليرة الخميس 5.7 ليرة مقابل الدولار و6.5 ليرة مقابل اليورو.

يبدو أن العملة استقرّت منذ الثلاثاء نتيجة تدابير اتخذها البنك المركزي وقيود جديدة وضعتها السلطات المصرفية للحدّ من المضاربة على العملة التركية وتوفير السيولة للبنوك التركية.

- "تغيير في السياسة"- إلا أن محللين يقولون أن هذه الخطوات ليست كافية ويدعون إلى رفع معدلات الفائدة بشكل كبير، وهو ما تعارضه حكومة اردوغان التي تعتبر تحقيق النمو الاقتصادي من أهم أولوياتها.

وقال هولجر شميدنج الخبير الاقتصادي في بيرنبرج "حتى الآن لا يبدو أن تركيا تغير سياساتها بالسرعة اللازمة".

وأضاف: "ونتيجة لذلك فإن المخاطر تتزايد من احتمال انكماش الاقتصاد التركي لفترة إذا لم يجر تغيير موثوق وسريع للسياسات".

وتزايدت التوترات بين تركيا والولايات المتحدة بسبب رفض انقرة تحرير القس الاميركي اندرو برانسون المحتجز منذ أكتوبر 2016 بتهم الإرهاب والتجسس والذي يخضع حاليا للإقامة الجبرية.

وأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة بمضاعفة الرسوم على واردات بلاده من الصلب والألمنيوم التركي في خطوة أدت إلى انهيار الليرة.

وردا على ذلك دعا أردوغان إلى مقاطعة السلع الإلكترونية الأمريكية مثل آيفون، كما رفعت أنقرة الرسوم على منتجات أمريكية في خطوة وصفها البيت الأبيض بأنها "مؤسفة".

ولم يظهر أردوغان استعدادا كبيرا للتسوية مع الولايات المتحدة، وتعهد بالنصر في "الهجوم الاقتصادي" كما قال إن وراء انهيار الليرة التركية "مؤامرة سياسية".

كما حذر من أن أنقرة قد تبدأ البحث عن حلفاء جدد وأسواق جديدة.

والأربعاء تعهدت قطر، التي يدعمها أردوغان في الحصار الذي تفرضه عليه دول بقيادة السعودية، باستثمار 15 مليار دولار في تركيا، في مؤشر على العلاقات الجيدة بين البلدين.

كما أبدت تركيا في الأيام الأخيرة رغبة في إصلاح العلاقات مع أوروبا بعد أزمة سببتها حملة القمع التي شنتها أنقرة على من تقول أنهم وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة في 2016.

وأجرى أردوغان مكالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، شددا خلالها على "أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين بلديها"، بحسب الرئاسة التركية.

وأمرت محكمة إسطنبول بالإفراج عن مدير منظمة العفو الدولية في تركيا تانر كيليتش الأربعاء بعد أن أمضى أكثر من عام في السجن بتهمة علاقته بالمحاولة الانقلابية.


مواضيع متعلقة