أبناء بطلى «سد الشهيدين»: نفخر بآبائنا وسعداء بتقدير الرئيس السيسى

كتب: نهال سليمان

أبناء بطلى «سد الشهيدين»: نفخر بآبائنا وسعداء بتقدير الرئيس السيسى

أبناء بطلى «سد الشهيدين»: نفخر بآبائنا وسعداء بتقدير الرئيس السيسى

«سد الشهيدين»، الاسم الذى أطلقته وزارة الرى على مشروع سد البارود الأبيض بالبحر الأحمر، امتناناً لابنىّ الوزارة، اللذين لقيا حتفهما إثر عملهما فى السد، وعرض الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الرى والموارد المائية، صورتيهما إلى جانب اثنين مصابين أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء افتتاحه قناطر محافظة أسيوط، واعتبر الوزير أنهم جميعاً «نماذج مضيئة»، وهم: الشهيد المهندس أشرف جويدة، والشهيد المهندس عادل عبدالكريم، بالإضافة إلى المهندسة رشا عبدالله، والسائق لطفى السيد، اللذين أُصيبا أثناء أداء أعمال إزالة بكفر الزيات.

وتعمل المهندسة «رشا» مساعدة مدير تفتيش النيل بكفر الزيات بالإدارة العامة لحماية النيل، تحكى لـ«الوطن» أنها كانت قد أُصيبت العام الماضى بجرح كبير فى مؤخرة الرأس جراء اصطدام حجر رماه أحد المواطنين أثناء إزالة تعديات على أملاك الدولة بجوار النيل، حيث تجمهر أهالى قرية منشية سليمان عندما توجهت قوة من الداخلية وفرقة إزالة التعديات إلى مزرعة دواجن لإزالتها، وما كان منها إلا الهرب، لكن نالت الحجارة منها لتدخل إلى المستشفى لعمل 5 غُرز، حيث كانت شبه فاقدة للوعى.

وبعد أن ساعدها لطفى السيد، سائق لجنة الإزالة، فى الوصول إلى السيارة، عاد ليطمئن على باقى أفراد اللجنة، فنال منه المتجمهرون وأصيب بطعنة فى البطن كادت تودى بحياته لولا أنه نُقِل فى الحال إلى المستشفى ليدخل غرفة العمليات لعمل جراحات من شأنها إنقاذ حياته، وذكرت «رشا» أن أكثر ما أعطاها شعوراً بالانتصار هو أمر وزير الداخلية بتنفيذ الإزالة فى اليوم نفسه كى تكون إجراءً رادعاً لتمرد الأهالى مرة أخرى.

وتابعت «رشا» أنها تلقت دعوة لحضور مؤتمر افتتاح قناطر أسيوط، الأحد الماضى، وعندما حضرت تفاجأت بعرض صورتها وإشادة الوزير بما قدمته، وقالت: «كان فخراً لى، وعلى قدر ما اجتهدت، مجهودى ما راحش على الأرض، وبشكر الوزير إنه لسه فاكر الحادثة»، كما تقدمت من خلال «الوطن» بالشكر للرئيس والوزير.

ويعد المهندس الشهيد «عادل» نموذجاً للعمل الجاد، حيث استشهد أثناء بناء سد البارود الأبيض لحماية مدينة سفاجا، بعد أن تعرض ورفيقه المهندس أشرف جويدة لضغوطات كبيرة من المقاول المُشرِف على المشروع، والذى كان مُصِراً على تنفيذ السد بمواصفات غير قياسية بما يخالف العقد، وعندما رفض جويدة وحسنين التسلم والعمل على هذا النحو، عرض عليهما رشوة، فما كان منهما غير الرفض، ليُحضر المقاول مسدساً ويطلق عليهما الرصاص، فلقيا حتفهما فى الحال.

يحكى «عبدالرحمن»، نجل الشهيد، أن نقابة المهندسين رفعت دعوى بجانب الدعوى التى رفعتها العائلة ليتم الحكم بالمؤبد على القاتل، وتم التعامل مع الأمر وكأنه وفاة عادية منذ 2005، حتى كانت السيول العارمة التى وصل ارتفاعها إلى 200 متر عندما وصلت سفاجا ذات المنسوب الصفرى بالنسبة لسطح الأرض، ما جعل سد البارود الأبيض الذى استشهد والده فى سبيله العامل الأكبر فى حماية مدينة سفاجا من الانهيار إذ داهمها ما يقرب من مليون و200 ألف متر مكعب من مياه السيول.

بعد هذه الحادثة، تغير اسم السد ليصبح سد الشهيدين، يقول عبدالرحمن إنه يرى التكريم الذى حصل عليه والده منذ 13 عاماً وحتى الآن غير كافٍ، ففى الوقت الذى توفى فيه كان هو فى الثانوية العامة ولم يكن على دراية بدعاوى التعويضات فسقط حق أسرته بالتقادم فى تعويض مادى لن يُعيد من مات، ولكنه يُعين الأسرة على الحياة. كما ناشد «عبدالرحمن» مجلس الوزراء بالاستجابة لطلبات سبق أن قدمها لإدراج اسم والده فى أسر الشهداء، كى يسرى معاملته، مثل عائلات شهداء الواجب بالشرطة والجيش، وأن يتم وضع اسمه على إحدى مدارس قرية كفر دَينا بكفر الزيات، حيث يرى «عبدالرحمن» إطلاق اسم الشهيدين بصفة عامة دون تخصيص أسماء على سد فى عمق الصحراء لن يُخلِد اسم أبطال رفضوا بيع ضمائرهم غير راجين إلا وجه الله.

أما المهندس «محمد»، نجل المهندس أشرف جويدة، الذى اُستشهد فى نفس الاعتداء الغادر فى موقع عمله بسد البارود الأبيض، فيقول إنه يشعر بالفخر فى كل مرة يجد فيها من يتذكر والده، سواء على مواقع التواصل الاجتماعى أو على منابر المساجد، وخصوصاً بعد أن أسهم السد بالمواصفات التى أصرَّ عليها والده فى حماية سفاجا من سيل غزير، وزادت فرحته عندما دعاه وزير الموارد المائية والرى ومحافظ البحر الأحمر لإعادة تسمية السد باسم الشهيدين بعد سيول سفاجا، ليتخلد ذكر والده حتى الآن بأن يتم ذكره فى مناسبات كبيرة، مثل المؤتمر الرئاسى لافتتاح قناطر أسيوط، وقال: «لافتة كويسة وتقدير أفتخر بيه».

 

المهندسة المصابة رشا عبدالله - الشهيد أشرف جويدة - عبدالرحمن عادل

 


مواضيع متعلقة