صغار يحققون انتصارات كبيرة فى سباحة المكفوفين: المهم الإرادة

كتب: مها طايع

صغار يحققون انتصارات كبيرة فى سباحة المكفوفين: المهم الإرادة

صغار يحققون انتصارات كبيرة فى سباحة المكفوفين: المهم الإرادة

ببطء شديد يتقدمون نحو حمام السباحة، يتحسسون المياه بأطراف أصابعهم وهم يرتعدون خوفاً، فهم مقبلون على طريق مختلف، وما زال العالم المظلم الذى يعيشون فيه يحجب عنهم اكتشاف الأشياء الجديدة، هكذا خطا الأطفال المكفوفون أولى خطواتهم إلى رياضة السباحة، الرياضة التى بدأوها بخوف ومنها انطلقوا إلى عالم البطولات والميداليات الذهبية.

جوليا رامى، 10 أعوام، بدأت رياضة السباحة فى عمر الخامسة، بدعم من والدتها التى لمست حبها الشديد للمياه، تحكى مارلين ويليام، والدة «جوليا»، قصة ابنتها مع السباحة التى حققت فيها بطولات على مستوى الجمهورية: «أنا استغليت حبها للمياه وقدمت لها فى دورة تدريبية لتعلم السباحة، كان عمرها 5 سنوات، واتفاجئت بتقدمها فى المستوى بسرعة كبيرة، فكنت بسجل لها فى أى مسابقة رياضية للسباحة».

خاضت «جوليا» بطولة الجمهورية فى أبريل الماضى، وحصلت على ميداليتين ذهبيتين، الأولى عن فوزها فى السباحة لمسافة 50 متراً، والثانية لمسافة 100 متر: «ماحستش بصعوبة مع جوليا أبداً، الصعوبة الوحيدة كانت فى أنها بقت مسئولة ضمن فريق وبتدخل مسابقات جادة، والمفروض بقى لها اسم فى مسابقة وتحافظ على مستواها»، حماس «جوليا» لتحقيق انتصارات أخرى ومراكز متقدمة أعلى كان دافعاً لها لخوض بطولة كأس مصر، فى مايو الماضى، وحصلت على 3 ميداليات، عن الـ 50 متراً حرة، والـ 100 متر حرة، وكذلك 50 متراً سباحة على الظهر، وحصلت فى المسابقة نفسها على كأس أسرع سباح: «جوليا بتحس بفخر كبير، لمجرد أنها بتسمع اسمها وهى بتتكرم». استطاع يوسف أحمد، صاحب الـ 12 عاماً، أن يحصد عدة ميداليات ذهبية، فى مهرجان الجيزة للسباحة عن 50 متر حرة، وأخرى فضية فى بطولة الجمهورية عن 100 متر ظهر، التى أقيمت فى الإسكندرية، وكذلك حصل على البرونزية عن 100 متر ظهر، من الاتحاد الرياضى المصرى للمكفوفين فى أبريل الماضى، وبحسب رانيا عبدالحسيب، والدة يوسف: «يوسف شاطر ومتفوق فى كل حاجة، طول الوقت بيحاول يطور من نفسه، بيحفظ قرآن وبعدين يروح تمرين السباحة، وبيفرج جداً لما يبقى عنده تمرين، لأنه بيحب اسمه يتقال كل شوية فى البطولات، بيحس بفخر ومسئولية لما ياخد ميدالية ويمشى فى البيت بيقول أنا بطل»، وعلى الرغم من خوفه طوال الوقت، لممارسة رياضة كالسباحة، لكنه كان يصر على المعافرة والذهاب إلى التمرين باستمرار.

إسلام كراكيرى، مدرب فريق المكفوفين فى مركز شباب الجزيرة، لديه 16 طفلاً وطفلة، بذل جهداً كبيراً حتى يساعدهم فى الوصول إلى هذا المستوى: «أول ما بدأت مع الأولاد ماكانوش فاهمين يعنى إيه سباحة، ماكانوش عارفين إيه اللى قدامهم، لأنهم مشافوش حاجة، فكنت بمسك إيديهم واحد واحد، وأخليهم يتحركوا ويلفوا حول الحمام وبعدين أخليهم يلمسوا المايه وأشرح لهم قد إيه طول الحمام وعمقه، وأعرّفهم إنه زيه زى سباق الجرى، ومن هنا بدأوا يفهمونى شوية».

من الصعوبات التى كان يواجهها «إسلام» أثناء تدريب الأطفال، هى حالة الملل التى كانوا يشعرون بها ما بين الحين والآخر، نظراً لعدم معرفتهم عن المكان الذى يسبحون فيه: «كنت لازم أحفّزهم طول الوقت وأعرّفهم إنهم أبطال صغيرة، وأسماؤهم هتتقال فى كل حتة ونجحوا فى إنهم يعملوا حاجة محدش قدر يعملها فى ظروفهم». مشقة حقيقية يواجهها هؤلاء الأطفال، إلا أن إرادتهم كانت كافية لتبقيهم فى المقدمة طوال الوقت: «الطفل اللى عنده ظروف خاصة مابيكونش مشغول بحاجة غير إنه يطور نفسه، ويكون له طريق مختلف عن غيره، وده غالباً بيوجهوا للرياضة».


مواضيع متعلقة