إدانات دولية لهجوم الأردن.. و"عمان" تؤكد استمرار حربها على الإرهاب

كتب: بهاء الدين عياد

إدانات دولية لهجوم الأردن.. و"عمان" تؤكد استمرار حربها على الإرهاب

إدانات دولية لهجوم الأردن.. و"عمان" تؤكد استمرار حربها على الإرهاب

جدد الأردن عزمه على مواصلة الحرب على الإرهاب والتطرف، وذلك إثر هجوم إرهابي استهدف رجال الأمن، مساء أمس، بمنطقة الفحيص، غرب العاصمة الأردنية عمان.

وأعلنت العديد من الدول العربية والأجنبية، تضامنها مع المملكة الأردنية الهاشمية، مؤكدة ضرورة اتخاذ خطوات جادة نحو المواجهة الشاملة للإرهاب وداعميه.

وأصدرت وزارة الخارجية المصرية، اليوم، بيانا، الهجوم الإرهابي بعبوة ناسفة زُرعت أسفل سيارة دورية أمنية مكلفة بحماية مهرجان فني سنوي غرب العاصمة الأردنية عمان، مما أسفر عن استشهاد أحد أفرادها وإصابة 6 آخرين.

وشدد بيان الخارجية، على أن تلك الأعمال الإرهابية لن تثني مصر والأردن على الوقوف في مواجهة الإرهاب، وتؤكد الرؤية المصرية القائمة على ضرورة اتخاذ خطوات جادة نحو وقف تمويل الجماعات الإرهابية، وتوفير التدريب والتمويل والملاذ الآمن لها.

وأدانت السعودية والبحرين والإمارات والكويت، اليوم، التفجير الإرهابي الذي استهدف دورية مشتركة لقوات الدرك والأمن العام بالأردن.

وأعرب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للتفجير الإرهابي، والذي أسفر عن مقتل رجل أمن وإصابة 6 آخرين، مؤكدا تضامنها ووقوفها إلى جانب نظيرتها الأردنية الهاشمية ضد الإرهاب والتطرف.

وبعث أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، برقية عزاء، اليوم، إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أعرب خلالها عن خالص تعازيه وصادق مواساته في ضحايا التفجير الإرهابي.

كما أدان الهجوم الإرهابي أيضا، كلا من الاتحاد الأوروبي، ومنظمة التعاون الإسلامي (مقرَّها جدة).

ومن جانبه، شدّد رئيس الوزراء الأردني، الدكتور عمر الرزّاز، على أنّ الأردن سيبقى دوما في مقدّمة الركب لمحاربة الإرهاب الغاشم والأفكار الظلاميّة، التي تستهدف حياة الأبرياء، وتحاول تقويض الأمن والاستقرار.

ودعا، خلال زيارة أجراها، صباح اليوم، إلى المديريّة العامّة لقوات الدرك، والتقى مديرها العام، اللواء الركن حسين محمد الحواتمة، بحضور وزير الداخلية سمير مبيضين، ومدير الأمن العام اللواء فاضل الحمود، ومدير الدفاع المدني اللواء مصطفى البزايعة، إلى ضرورة الالتفاف حول القوات المسلّحة والأجهزة الأمنيّة، الذين يقدّمون التضحيات في سبيل الدفاع عن أمن الوطن، حسبما أفادت وكالة الأنباء الأردنية "بترا".

واستمع رئيس الوزراء، إلى إيجاز، قدمه اللواء الركن الحواتمة، حول ما خلصت إليه التحقيقات المتعلّقة بالحادث الإرهابي، مشدّداً على أنّ هذا العمل الجبان لن ينال من عزم الأردن، بل سيزيده قوّة ومنعة، وإصرارا على التمسك بقيمه الراسخة، ووحدته الوطنيّة.

وأكّد عدم التهاون في ملاحقة الإرهابيين وحَمَلَة الأفكار الهدّامة أينما كانوا، وضرورة ملاحقة مقترفي الجريمة النكراء، وتقديمهم للعدالة لينالوا الجزاء، مشيداً بالكفاءة العالية لمنتسبي الأجهزة الأمنيّة وما يتمتعون به من شجاعة واحترافيّة على الدّوام.

ومن جانبه، قال رئيس مجلس النواب الأردني، المهندس عاطف الطراونة، إن الأردن سيبقى عصيا، بقيادته وجيشه وأجهزته الأمنية وبشعبه، في وجه الإرهاب الأسود وزمرته الجبانة.

وأشار الطراونة، في تغريدة له على "تويتر"، إلى أن "يد الغدر والإرهاب لن تنال من وطننا، وسيبقى الأردن عصيا بقيادته وجيشه وأجهزته الأمنية وشعبه بوجه الإرهاب الأسود وزمرته الجبانة"، داعيا الله أن يتغمد الشهيد البطل علي قوقزة برحمته وهو يرتقي بركب الشهادة في سبيل أمن بلدنا، والسلامة لرفاقه الأبطال، والخزي والعار للمعتدي الأثيم.

وأدان مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين، العمل الإرهابي، حيث قالت في بيان لها اليوم، أن "هذا العمل الإجرامي الخسيس الذي أودى بحياة أحد أفراد قوات الدرك، وأصاب عددا من زملائه، يستهدف زعزعة الأمن الوطني والنيل من استقراره".

ومن جانبه، قال الدكتور أحمد أبوزيد، الباحث في إدارة الأزمات والأمن الإقليمي، لـ"الوطن"، إن تكرار العمليات الإرهابية في الأردن بين الحين والآخر، يمثل أحد انعكاسات الأزمة السورية على دول الجوار، معتبرا أنه لا سبيل إلى مكافحة الإرهاب بصورة شاملة وحقيقية إلا من خلال استعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا والعراق واليمن وليبيا.

وأكد الباحث في شؤون الأمن الإقليمي، أن رؤية مصر لمكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف، تتضمن نهجا شاملا لا يفرق بين مسميات التنظيمات الإرهابية، وانتماءاتها المتعددة، معتبرا أن تلك التنظيمات في المنطقة التي خرجت من عباءة تنظيم (الإخوان) الإرهابي، لا تختلف من حيث غاياتها وأهدافها وخلفياتها الأيديولوجية المتطرفة والراديكالية، كما أن هناك صلات تنظيمية وروابط مادية وعقائدية وتمويلية بين تلك تنظيمات (العنف المسلح والإرهاب).

وقال إن التعامل مع التحديات الإرهابية يقتضي تفعيل الاتفاقيات العربية المعنية بمكافحة الإرهاب وتسليم المطلوبين، فضلا عن تفعيل وثيقة صيانة الأمن القومي العربي الصادرة عن قمة الدمام بالسعودية في إبريل الماضي، وتوقف بعض وسائل الإعلام والدول العربية عن توفير الغطاء السياسي والإعلامي للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها قناة الجزيرة القطرية.

وأعلنت وزارة الداخلية الأردنية، اليوم، أن عبوة ناسفة بدائية الصنع كانت وراء انفجار حافلة الدرك في الفحيص، الذي أدى إلى مقتل رقيب وإصابة 6 من أفراد الدورية.

وقالت الوزارة، في بيان لها: "إثر حادثة الانفجار التي وقعت مساء أمس (الجمعة) لدورية مشتركة لقوات الدرك والأمن العام في منطقة الفحيص، قامت الفرق الأمنية المختصة بالتحقيق وجمع كافة الأدلة المتوفرة من موقع الحادثة، وخلصت بتحقيقها إلى أن الانفجار نتج عن عبوة ناسفة، بدائية الصنع".

وذكر البيان، أن التحقيقات أشارت إلى أن العبوة الناسفة زرعت أسفل موقع اصطفاف الدورية، قبل وصولها للقيام بواجبها الاعتيادي كنقطة غلق في الطوق الخارجي لموقع مهرجان الفحيص.

وأكد البيان أن "هذا العمل الجبان لن يزيد الأجهزة الأمنية إلا عزما وإصرارا على أداء واجبها المقدس في الحفاظ على أعراض وأموال وأرواح المواطنين"، متوعدا بـ"ملاحقة الزمرة الجبانة الفاعلة والاقتصاص منها بشدة، شأنها شأن كل من حاول أو يحاول العبث بأمن الوطن".


مواضيع متعلقة