بعد إحباط هجوم مسطرد.. لماذا عادت جماعات الإرهاب لاستهداف الكنائس؟

02:54 م | السبت 11 أغسطس 2018

رغم القدسية الشديدة التي تتمتع بها دور العبادة في مصر والعالم أجمع، وهيبتها الضخمة داخل نفوس الكثيرون، لكن الإرهابيون اتخذوا منها ساحة لعملياتهم الخسيسة، الذي راح ضحيتها أبرياء من المدنيين ورجال الشرطة والجيش، في مختلف أنحاء البلاد.

وفي آخر تلك المساعي الإرهابية، تمكنت قوات الشرطة في القليوبية من إحباط تفجير كنيسة العذراء بمنطقة مسطرد، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى محيط الواقعة، وتم فرض كردونا أمنيا في محيط الحادث، وانتقل خبراء المفرقعات، ولاتزال التحقيقات مستمرة.

وقالت مصادر أمنية لـ"الوطن": إنه تم التعامل مع الإرهابي، على بعد 200 متر من الكنيسة، أجبر على تفجير نفسه قبل الوصول إلى كنيسة العذراء، مضيفة، أن الانتحاري كان يرتدي جاكت فسفوري بهدف "التمويه" مخفيًا الحزام الناسف أسفله، موضحة أنه فجر نفسه أعلى كوبري مسطرد.

وأعادت تلك المحاولة الإرهابية الغاشمة، إلى الأذهان مشاهد تفجير دور العبادة من المساجد والكنائس، التي توارت منذ أكثر من 8 أشهر، حيث كان آخرها تفجير كنيسة مارمينا بحلوان، في ديسمبر 2017، لتثير التساؤل عن عودة ذلك الأمر مرة أخرى.

يعتبر ذلك الهجوم مخطط مزدوج، الجزء الأول منه لدى الإرهابيين الذين يهدفون إلى استهداف مناطق وأماكن ذات قيمة رمزية كبرى، وعلى رأسها دور العبادة، وفي أوقات ذات دلالة هامة لأصحابها، حسب قول اللواء محمد زكي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، مشيرًا، إلى أن تلك المحاولة تتزامن مع فترة "صيام العذراء" لدى طائفة الأرزوثوكس المسيحية.

وأضاف زكي، لـ"الوطن"، أن الشق الثاني من المخطط هو الحماية الأمنية المكثفة لتلك الأماكن الرمزية، مشيرًا، إلى نجاح ذلك الجانب وتفوقه على الشق الآخر، حيث أسفرت تلك الإجراءات عن بيانات إيجابية أدت إلى الكشف عن التفجير وابتعاد الإرهابي عن الكنيسة وتفجيره لنفسه، مؤكدًا أن الانتحاري يعتبر شخص مريض نفسي ضحى حياته في سبيل قتل الآخرين.

وأكد أن استهداف تلك الكنيسة يرجع إلى عدة أسباب محتملة، أبرزها موسم الصيام، وكونها تقع في منطقة شعبية مزدحمة، أو أنها رد فعل لعمليات أمنية أخرى أحبطتها قوات الأمن، مشيرًا إلى أن ذلك ماستكشف عنه عمليات البحث.

فيما أكد اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الأمر لاعلاقة له بعودة استهداف دور العبادة، وإنما يتزامن مع ذكرى فض اعتصام رابعة العدوية، وميدان النهضة من الإخوان، لذلك فهي بمثابة رد على ذلك الأمر، مؤكدًا أهمية تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة ضد قيادات الجماعة الإرهابية لإنهاء تلك العمليات المماثلة.

وأضاف، أن محاولة التفجير تتزامن أيضا مع موسم صيام العذراء، حيث تعتبر تلك الكنيسة من أكبر الكنائس بالمنطقة ويتوجه إليها العديد من الأرثوذوكس.

"قمة النجاح".. هو الوصف الذي وصفه مساعد وزير الداخلية الأسبق عن تمكن قوات الأمن من إحباط المحاولة الإرهابية، بسبب التحريات الاستباقية والمعلومات واليقظة الأمنية لدى الشرطة بمصر وهو ما تسبب في عدم تنفيذ تلك العملية وتفجير الإرهابي لنفسه.