"نجازاكي".. مدينة حولت الرماد الذري إلى ذكريات لا تنسى

"نجازاكي".. مدينة حولت الرماد الذري إلى ذكريات لا تنسى
- الحرب العالمية الثانية
- القنبلة الذرية
- القنبلة النووية
- حديقة السلام
- اليابان
- "نجازاكي"
- الحرب العالمية الثانية
- القنبلة الذرية
- القنبلة النووية
- حديقة السلام
- اليابان
- "نجازاكي"
موقعها في الطرف الغربي من اليابان جعلها بمثابة جسر يربط بين اليابان وقارة آسيا، جذبت إليها مختلف الثقافات، وكانت البوابة الوحيدة لآسيا أثناء فترة "ساكوكو"، وهي فترة من العزلة الوطنية عانت منها اليابان حوالي قرنين من الزمن، مدينة "نجازاكي" الصناعية الشهيرة، أصُيب 30% منها الدمار، بعدما ألقيت القنبلة النووية الأمريكية عليها في الـ9 من أغسطس عام 1945، وأسفر عن مقتل 73884 شخصا.
الآن، تمتلك "نجازاكي" 286 ميناء للصيد، و36.2% من إنتاج اللؤلؤ في اليابان أي 8.093 مليار ين، حسب ما قاله موقع "نجازاكي"، ومن الناحية السياحية والتاريخية، يعتبر "Glover House"، أقدم مبنى على الطراز الغربي في اليابان والذي تم تشييده عام 1863، و"Oura" أقدم كنيسة كاثوليكية في اليابان بنيت عام 1865.
لم تقف عند هذا الحد، فلقد دخلت ضمن موسوعة جينيس من خلال أطول "Kadomatsu"، وهو ديكور ياباني يتم إنشاؤه للاحتفال بالعام الجديد، وفي 2006 سجلت رقما قياسيا لصناعة شاشات العرض الأكثر وضوحا في العالم.
وبالعودة إلي الماضي، عندما اجتاحت الحضارة الغربية اليابان ضمن موجة الاستكشاف عام 1550، انتشرت الديانة المسيحية ضمن موجة التبشير لدرجة أن المدينة لقبت بـ"روما الصغيرة"، ولكن في عام 1587 أصدر "Hideyoshi Toyotomi"، صاحب أقوى سلطة يابانية قرارا بطرد كل المبشرين خوفا من الاحتلال، وتم توسيع الحظر حيث هدمت أغلب الكنائس لاستبدالها بالمعابد اليابانية "تيرا"، ومع حلول 1630 بدأ عصر العزلة الوطنية "ساكوكو" وهو منع اليابانيين من مغادرة البلاد وحظر التجارة من الخارج، وكانت نجازاكي وقتها النافذة الوحيدة للربط بين اليابان والعالم.
دورها كميناء وحيد انتهي مع حلول عام 1859، حيث تم فتح البلاد للتجارة الخارجية وتوافد عليها التجار من مختلف الجنسيات، ليقع الشعب الياباني في غرام الثقافة والصناعة الغربية، وفي الـ9 من أغسطس 1945، ومع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية أصبحت "ناجازاكي" الهدف الثاني والأخير للقصف الذري، لتفقد المدينة حياة حوالي 73884 من أبنائها، وأصيب 74909 آخرون.
وقتها توحد شعب ناجازاكي من أجل استعادة المدينة واستعادة جمالها ومحيطها الطبيعي، وتم الحفاظ على العديد من مخلفات القصف الذري وعرضها للجمهور، بهدف تحقيق رغبة الناجين في ألا تحدث المأساة مرة أخرى أبدا، ومنها متحف ناجازاكي للقنبلة الذرية، الذي تم تجديده في عام 1996، بجانب قاعة ناجازاكي التذكارية للسلام الوطني التي شيدت من أجل ضحايا القنبلة الذرية وبُنيت عام 2003، وهما من أكثر المواقع التي تزورها للتعرف على ما حدث، من أجل إحياء ذكرى أرواح الراحلين بهدوء، وفي كل عام، يُقام حفل للسلام في حديقة السلام، وتتميز هذه الحديقة بأنها مليئة بالأعمال الفنية، التي تبرعت بها الدول من جميع أنحاء العالم، لدعم صلاة "ناجازاكي" من أجل السلام.