الحياة خلف أسوار الأديرة.. البحث عن «الخلاص» فى الصحراء

الحياة خلف أسوار الأديرة.. البحث عن «الخلاص» فى الصحراء
- الاكتفاء الذاتى
- البابا تواضروس
- الفترة الأخيرة
- الكنيسة القبطية
- الكنيسة المصرية
- تاريخ الكنيسة
- دير وادى الريان
- ذكر الله
- لأول مرة
- الاكتفاء الذاتى
- البابا تواضروس
- الفترة الأخيرة
- الكنيسة القبطية
- الكنيسة المصرية
- تاريخ الكنيسة
- دير وادى الريان
- ذكر الله
- لأول مرة
فى البرارى، ودروب الصحراء، هاموا على وجوههم يبحثون عن «الرب» لـ«خلاص» نفوسهم، تركوا الدنيا وزخرفها، زادهم الصلاة، وماؤهم ذكر الله، واهبين حياتهم لمناجاته فى مغائر بالجبال، ناذرين له الصوم، متقشفين عن متاع الدنيا وملذاتها، نساكاً، عباداً، قبل أن تعرفهم الكنيسة القبطية بلقب «رهبان»، وتصير على مدى القرون «الرهبنة القبطية» المعلم والمثال لهذا النوع من العبادة فى العالم كله.
{long_qoute_1}
ومنذ عرفت «الرهبنة» بشكلها الحالى فى القرن الثالث الميلادى وشيد أول دير قبطى، تحولت «الأديرة» إلى «واحات صلاة» يسكنها عباد نذورهم «التبتل» و«الفقر الاختيارى» و«الطاعة»، لا يشغلهم فى الدنيا سوى الصلاة آناء الليل وأطراف النهار، وبينهما يعملون فى مهن مختلفة لتحقيق الاكتفاء الذاتى لهم لكسب ثمن مأكلهم ومشربهم، وهم من يعيشون على «الكفاف». إلا أن تلك اللوحات الرهبانية المنتشرة فى ربوع مصر، أصابها ما يصيب أى مجتمع، فيها الخير والشر، وبينهما يدور الصراع، ورغم أن الهدوء سمت الحياة الرهبانية، والسكينة شعارها، إلا أنها شهدت خلال الفترة الأخيرة أحداثاً وأزمات طفت على السطح تسببت فى مشاكل للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حاولت التعامل معها بمرونة أبرزها أزمة دير وادى الريان فى الفيوم، إلا أن أزمة دير «أبومقار» بوادى النطرون الأخيرة كانت الحدث الاستثنائى الأبرز فى تاريخ الكنيسة، فلأول مرة يقتل رئيس الدير «الأنبا إبيفانيوس» خارج قلايته -سكنه- بالدير، وهى الأزمة العاصفة التى اتبعتها أحداث وقرارات فارقة فى تاريخ الكنيسة المصرية، منها عمليات «تجريد» -طرد- لرهبان من الأديرة، ووقف الرهبنة القبطية لمدة عام، لمحاولة تلافى الشوائب التى أصابت الرهبنة فى الماضى. ووسط ذلك يقود البابا تواضروس سفينة الكنيسة التى يتلاطمها الموج العاتى، بحكمة الربان، ويحاول أن يصنع «الصيدلانى» من «السم» الدواء، باحثاً عن سلامة السفينة ومن فيها. «الوطن» تتلمس خطى «الباحثون عن الخلاص» فى طريقهم للبحث عن «الرب» فى دروب الصحراء، التى شيدت عليها الأسوار والحصون وعرفت باسم «الأديرة»، لترسم ملامح الحياة التى تدور خلف تلك الجدران المغلقة.