مباحثات «مصرية - أمريكية» حول تطوير العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وجهود مكافحة الإرهاب وبرنامج الإصلاح الاقتصادى

09:49 م | الاثنين 06 أغسطس 2018

بدأ سامح شكرى، وزير الخارجية، زيارته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، أمس، وتستغرق يومين، يجرى خلالها مباحثات مع نظيره الأمريكى «مايك بومبيو»، ومستشار الأمن القومى جون بولتون، كما يلتقى بأعضاء غرفة التجارة الأمريكية، حيث يلتقى مع ممثلى كبريات الشركات الأمريكية المستثمرة فى مصر، أو الراغبة فى الاستثمار، فضلاً عن مشاركته فى مائدة حوار مستديرة مع عدد من الشخصيات الأمريكية المؤثرة العاملة بمراكز البحث، من المهتمين بالشأن المصرى والإقليمى.

وتأتى الزيارة فى إطار التواصل رفيع المستوى مع الإدارة الأمريكية، وتستهدف تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وتأكيد أهمية تحقيق المصالح المشتركة فى المجالات المختلفة، والتنسيق بشأن مواعيد انعقاد الجولة القادمة للحوار الاستراتيجى وآلية «2 + 2» على مستوى وزيرى الخارجية والدفاع بالبلدين. كما ستشمل المباحثات تبادل الرؤى والتقديرات بشأن عدد من القضايا والتحديات الإقليمية محل الاهتمام المشترك، لا سيما فى ظل التطورات المهمة التى تشهدها المنطقة والتحديات المرتبطة بها، حيث تحرص واشنطن والقاهرة على تكثيف التشاور والتنسيق حيالها، بما يعزز دعم الاستقرار والسلام فى المنطقة.

ويجرى «شكرى» مباحثات ثنائية مع نظيره الأمريكى «بومبيو» بمقر وزارة الخارجية الأمريكية، ومن المتوقع أن تتناول المباحثات مختلف جوانب العلاقات الثنائية، بما فى ذلك برنامج المساعدات الأمريكية لمصر بمختلف جوانبه الاقتصادية والتنموية والعسكرية. ويحرص «شكرى» على إحاطة نظيره الأمريكى بتطورات برنامج الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى الذى تتبناه الحكومة المصرية من أجل دفع عجلة الإنتاج، وتحقيق الاستقرار والنمو المنشود، فضلاً عن تناول الجهود المصرية فى محاربة الإرهاب، لا سيما على ضوء النجاح المتحقق فى العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018»، التى تستهدف القضاء على الإرهاب.

{long_qoute_1}

ويلتقى وزير الخارجية خلال زيارته مع مستشار الأمن القومى «جون بولتون» فى لقاء هو الأول منذ تولى الأخير منصبه فى أبريل الماضى، حيث ستتركز المناقشات على سبل دفع مسار العلاقات الثنائية خلال المرحلة المقبلة، فضلاً عن التشاور بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية فى منطقة الشرق الأوسط، وعدد من القضايا الدولية التى تهم البلدين.

وقال مساعد وزير الخارجية السفير ناجى الغطريفى: إن زيارة وزير الخارجية سامح شكرى سبق أن أُعلن عنها خلال الاتصال الأخير بين وزيرى خارجية البلدين، بعد إتمام اتفاق استئناف المعونة العسكرية، الذى يسير فى الاتجاه الصحيح دون أى معوقات، فى ظل إدراك واشنطن أهمية الدور المصرى فى استقرار منطقة الشرق الأوسط، وضرورة محاربة الإرهاب.

وأوضح «الغطريفى» أن وزارة الدفاع والأجهزة المصرية، بالإضافة إلى وزارة الخارجية، لعبت دوراً مهماً فى تغيير الموقف الأمريكى تجاه إعادة تقييم الأوضاع المصرية، خاصة ملف حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب، مما دعم إعادة جزء من المساعدات العسكرية المقرّرة لمصر.

وأشار السفير ناجى الغطريفى إلى أن الولايات المتحدة تدرك جيداً دور مصر فى استقرار وأمن المنطقة وجهودها فى مكافحة الإرهاب، رغم الضغوط التى تمارسها بعض الدوائر بالكونجرس على مصر، مؤكداً أن إعادة المساعدات العسكرية لمصر مؤشر إيجابى للعلاقات بين البلدين.

{long_qoute_2}

وتوقع مساعد وزير الخارجية أن تركز الزيارة على مناقشة ملف اعتبار الإخوان تنظيماً إرهابياً من قِبَل الكونجرس الأمريكى، وأن يكون هناك شرح وافٍ لمواقف الإخوان الإرهابية، التى تؤكد ضرورة اعتبار الجماعة تنظيماً إرهابياً، وذلك بعد سنوات من اعتبارها فى مصر ودول أخرى تنظيماً إرهابياً.

وشدد «الغطريفى» على أن زيارة «شكرى» تأتى فى وقت مهم للغاية بعد شهور من تعيين وزير الخارجية مايك بومبيو، وأنه لا بد من شرح المواقف المصرية للجانب الأمريكى والتنسيق بين الجانبين خلال الفترة المقبلة بما يعود إيجابياً على تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن.

من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير كمال عبدالمتعال: إن الملف الفلسطينى وإقرار السلام فى الشرق الأوسط يعدان من الملفات الأساسية والرئيسية للاجتماع المهم الذى يجمع بين القيادات المصرية والأمريكية، بجانب الأوضاع فى سوريا واليمن وليبيا، بجانب تعزيز العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وواشنطن والعمل على زيادة الاستثمارات الأمريكية فى مصر خلال الفترة المقبلة.

وأوضح السفير كمال عبدالمتعال أن زيارة «شكرى» إلى واشنطن ستحمل الكثير من الملفات التى تمس المنطقة والأحداث التى تمر بها دول الإقليم فى الوقت الراهن، بالإضافة إلى ملف الإرهاب ومكافحته، والتنسيق فى ما بين القاهرة وواشنطن يعد من أبرز الملفات على مائدة الطرفين.

ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد أبوزيد، الباحث فى إدارة الأزمات والأمن الإقليمى، لـ«الوطن»، أن زيارة «شكرى» ستوضح الخطوط العريضة للمقترحات الأمريكية بشأن عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، وخاصة مع زيادة اللغط حول هذا الموضوع، وضبابية الحديث حول «صفقة القرن»، حيث ستكون فرصة لإطلاع الجانب الأمريكى على جهود القاهرة لتحقيق المصالحة الفلسطينية ومنع تفجر الأوضاع فى غزة، فضلاً عن تثبيت التهدئة، ومنع اندلاع حرب إسرائيلية جديدة فى القطاع، وشدد «أبوزيد» على أهمية أن تخرج الزيارة بنتائج فى تحريك عملية السلام، وخاصة أن الجانب الإسرائيلى يحاول التهرب من التزاماته من خلال التصعيد غير المبرر فى القدس وغزة، رغبة منه فى تصفية القضية الفلسطينية، والعمل على تحويلها إلى قضية مساعدات إنسانية لغزة، ونسف حل الدولتين، وهو ما يلقى قبولاً لدى قطاع كبير من الإدارة الأمريكية.