نائب رئيس «أورسوس» العالمية: «القاهرة» حققت «إنجازاً» اقتصادياً.. ومشروع الـ«1.5 مليون فدان» يضعها فى صدارة «الاستثمار الزراعى» بـ«شمال أفريقيا»

نائب رئيس «أورسوس» العالمية: «القاهرة» حققت «إنجازاً» اقتصادياً.. ومشروع الـ«1.5 مليون فدان» يضعها فى صدارة «الاستثمار الزراعى» بـ«شمال أفريقيا»

نائب رئيس «أورسوس» العالمية: «القاهرة» حققت «إنجازاً» اقتصادياً.. ومشروع الـ«1.5 مليون فدان» يضعها فى صدارة «الاستثمار الزراعى» بـ«شمال أفريقيا»

كشف نائب رئيس شركة «أورسوس» العالمية، المتخصصة فى تصنيع الماكينات والآلات الزراعية «مايكل نيدزجوريسكى» أن مصر تمتلك كل مقومات الدولة الزراعية المتقدمة، وأن مشروع استزراع مليون ونصف المليون فدان كفيل بوضعها فى صدارة الدول الاستثمارية الزراعية فى شمال أفريقيا، مشيراً إلى أن الإصلاحات الاقتصادية التى اتخذتها الحكومة المصرية أدت إلى تحقيق إنجاز اقتصادى بكل معنى للكلمة.

وأضاف «نيدزجوريسكى»، فى حوار لـ«الوطن» من العاصمة البولندية «وارسو»، أن «الشركة» تعتزم إنشاء مصنع ضخم لتصنيع الجرارات الزراعية فى مصر، باستثمارات تصل إلى 100 مليون دولار (ما يعادل 1.8 مليار جنيه)، لتُصدّر إنتاجه إلى السعودية والأردن وليبيا، وغيرها من الدول.

{long_qoute_1}

وأوضح «نيدزجوريسكى» أن «أورسوس» العالمية تمتلك تاريخاً صناعياً طويلاً يمتد لـ125 عاماً، وأن للشركة مكانة كبيرة على مر التاريخ فى بولندا، حتى إن هناك حياً كاملاً فى «وارسو»، عاصمة بولندا، يطلق عليه اسم «أورسوس»، نظراً لوجود مصانع الشركة بتلك المنطقة قبل انضمامها للقطاع الخاص، وحتى بعد انضمامها ظل اسم الحى كما هو ولم يتغير اعتزازاً بمكانة الشركة.

وإلى نص الحوار..

بداية.. نود أن تعطينا لمحة عن شركة أورسوس، وكم يبلغ حجم أعمالها.

- شركة «أورسوس» هى شركة عالمية تعمل فى مجال إنتاج المعدات الزراعية، وهى تُعد أكبر شركة حاملات وجرارات زراعية فى بولندا، تعمل منذ عام 1893، أى منذ 125 عاماً تقريباً، وخلال تلك السنوات قامت الشركة بتصنيع وبيع نحو 2 مليون جرار.

وتعمل «أورسوس» ليس فقط فى مجال المعدات الزراعية، ولكنها تُعد شركة رائدة فى صناعة حافلات النقل العادية والإلكترونية، حيث إنها كانت تقوم بتصنيع تلك الحافلات قبل الحرب العالمية الثانية، وتوقفت لمدة 80 عاماً، ثم عاودت تصنيعها مرة أخرى.

وماذا عن وجود «أورسوس» الخارجى؟

- تقوم «أورسوس» بتصدير منتجاتها إلى أكثر من 100 بلد حول العالم، ونُعد من أكبر الشركات العاملة فى ذلك المجال بمنطقة شرق أوروبا، وبالطبع فى بولندا، ولدينا وجود خارجى قوى فى أفريقيا، إثيوبيا، تنزانيا، وزامبيا، ونستهدف انتشار وجودنا فى مناطق أكثر بالعالم. {left_qoute_1}

لقد ذكرت أن لديكم وجوداً خارجياً قوياً.. فماذا عن عدد المصانع التى تمتلكها الشركة فى تلك الدول؟

- نمتلك 3 مصانع فى بولندا، ومصنعاً واحداً فى كل من إثيوبيا، وتنزانيا، وزامبيا، ونحن بصدد افتتاح مصنع آخر فى دولة السودان خلال هذا العام.

كيف ترى السوق المصرية حالياً؟

- نحن نرى أن جمهورية مصر العربية من أكثر الدول تحضراً فى شمال أفريقيا، فهى تطمح للوصول إلى المثالية بالمقارنة بجيرانها مثل ليبيا، السودان، وتونس، وتُعد مصر من أوائل الدول فى إنتاج المحاصيل الزراعية والفاكهة، واتباع الطرق المتطورة فى مجال الرى بالمناطق الصحراوية، كالمشروع القومى الذى يستهدف استصلاح مليون ونصف مليون فدان، وأتوقع أنها ستصبح بالمركز الأول من ناحية الاستثمار الزراعى واتباع التكنولوجيا الزراعية فى منطقة شمال أفريقيا.

ذكرت أن مصر تُعد من أكثر الدول تحضراً بالمنطقة، فما المعايير التى تجعلك تميز قابلية الدول للتطوير؟

- هناك 5 مراحل تجعلنا نتعرف على قابلية الدولة للتطوير، فأول مرحلة هى مرحلة تحول الزراعة من الطرق الاعتيادية إلى الطرق التكنولوجية باستخدام الماكينات الجديدة والمتطورة، والمرحلة الثانية هى اعتماد الدولة على الأساليب والطرق الصحيحة للرى، أما المرحلة الثالثة فهى طرق التسميد الجيد للزراعة، ورابع مرحلة تعتمد على طريقة التخزين المنضبطة للمنتجات الزراعية، وآخر مرحلة هى كيفية الحفاظ على المحاصيل الزراعية من التلف. ونرى أن مصر تتوافر فيها المراحل الخمس السابق ذكرها، لذلك فهى من أكثر الدول طموحاً للتغيير، ويجب عليها استغلال تلك المراحل وتطويرها.

ماذا عن خطتكم خلال الـ10 سنوات المقبلة بالنسبة مصر؟

- «أورسوس» تبيع حتى 9 آلاف جرار سنوياً لمصر، ونستهدف زيادة حجم المبيعات لتصل إلى مستويات تصل إلى مليون جرار خلال الـ10 سنوات المقبلة، فنحن نقوم ببيع 700 ألف جرار سنوياً لتركيا، والسوق التركية تشابه بطريقة ما السوق المصرية، بالإضافة إلى أن السوق المصرية تفسح المجال للشركات الكبرى كشركة «أورسوس» للاستثمار بداخلها، لذلك فنحن نفكر بالاستثمار فى السوق المصرية وليس مجرد البيع داخلها.

{long_qoute_2}

الحكومة المصرية حالياً تقوم بتطبيق برنامج للإصلاح الاقتصادى، فهل قرار الاستثمار بداخل السوق المصرية جاء بعد تتبعكم نتائج عملية الإصلاح، أم أنه جاء منفصلاً عن الإصلاحات التى تتبناها مصر؟

- برأيى، ما حدث فى مصر انجاز اقتصادى، عزز ثقة المستثمرين الأجانب فى الاقتصاد المصرى. وفى الحقيقة «أورسوس» تربطها تعاملات مع مصر منذ السبعينات، حيث إن الشركة كانت تقوم ببيع منتجاتها داخل السوق المصرية، وظلت تلك التعاملات قائمة حتى بداية التسعينات، لذلك فنحن نفكر فى العودة إلى مصر منذ عام 2011، أى منذ أن أصبحت الشركة تابعة للقطاع الخاص، ولكننا نريد أن نصبح مستثمرين بداخل مصر عن طريق إنشاء مصانع خاصة بنا.

قلت إن «أورسوس» تفكر فى إنشاء مصانع داخل السوق المصرية منذ 2011.. إذاً ما العائق الذى قام بتعطيلكم عن القيام بذلك حتى الآن؟

- يمكننا اختصار العوائق فى أننا لم نجد شريكاً محلياً قوياً يشجعنا على القيام بتلك الخطوة حتى الآن، على الرغم من أننا نتسلم عروضاً بصفة مستمرة من شركات مصرية تريد أن تصبح شريكاً لنا فى مصر، ولكننا لم نجد بعد ما نبحث عنه، وبالحديث عن هذا الأمر، لقد تسلمنا مؤخراً عرضاً من شركة توجد بمدينة نصر بالقاهرة، وهى الشركة رقم 25 التى ترسل لنا عروضاً منذ بداية 2018، ولكننا نتوقع أننا بنهاية العام سوف نقوم باختيار الشريك الذى نبحث عنه.

هل قمتم بعمليات إعادة هيكلة بعد أن أصبحت «أورسوس» تابعة للقطاع الخاص؟

- بالطبع.. فالشركة منذ أن أصبحت تابعة للقطاع الخاص، قامت بعمليات إعادة هيكلة، وعمليات إعادة إنشاء علاقات جديدة، لذلك فنحن نضع فى حساباتنا إعادة إنشاء علاقة مع السوق المصرية.

برأيك.. ما المزايا التى سوف تعود على الشركة بدخولها السوق المصرية كمستثمر لا كبائع؟

- بالتأكيد سيكون هناك العديد من المزايا، فمثلاً سوف تشهد التكاليف انخفاضاً كبيراً، حيث إن الشركة سوف تكتفى بتدريب العاملين وإرسالهم لمصر وهم من سيقومون بالتصنيع هناك.

إنشاء مصنع داخل مصر بالتأكيد يحتاج إلى دراسة جدوى.. فما الاستثمارات التى تنوى الشركة ضخها بالسوق المصرية؟

- لقد ذكرت فى البداية أن «أورسوس» بصدد افتتاح مصنع بالسودان، وبالفعل تم توقيع عقد إنشاء المصنع الأسبوع الماضى، والاتفاق على استثمار نحو 80 مليون دولار بالسوق السودانية، واعتقد أنه بالنسبة لمصر سيكون الأمر مشابهاً للسودان، فمن الممكن أن تتراوح الاستثمارات بين 50 مليوناً و100 مليون دولار.

{long_qoute_3}

لماذا لم تفكروا فى إنشاء مصنع بمصر والتصدير منه للسودان أو العكس بدلاً من إنشاء مصنعين منفردين فى دولتين متقاربتين جغرافياً كمصر والسودان؟

- لأن المصنع داخل السوق السودانية ليس كبيراً جداً ليقوم بالتصنيع والتصدير، وإنما سيكفى فقط للإنتاج المحلى، فالسودان تحتاج لنحو 3 أو 4 ملايين جرار محلياً، هذا بالإضافة إلى أن السودان تمر بمرحلة مبكرة من الإصلاح الاقتصادى، فهى ليست مستعدة للتصدير للخارج. أما بالنسبة لمصر، فالمصنع سيكون أكبر ليقوم بالتصنيع المحلى وأيضاًً التصدير خارجياً لكل من ليبيا، والسعودية، والأردن.

ذكرت أن رأس المال الأوّلى للمصنع بمصر سيتراوح بين 50 مليوناً و100 مليون دولار.. فكم جراراً يمكن أن ينتج المصنع بهذا المبلغ؟

- هذا يعتمد على الاتفاق مع الشريك المحلى، ولكننا يمكننا تقدير عدد الجرارات المنتجة بنحو من 3 إلى 5 آلاف جرار، ومن الممكن الوصول لـ20 ألف جرار سنوياً، والشركة لديها القدرة للوصول إلى 100 ألف جرار، لذلك نبحث عن شريك محلى قوى بمصر ليتمكن من استغلال إمكانيات الشركة.

هل يمكنك إخبارنا بمتطلباتك حول الشريك المحلى.. وكيف ترى معايير الشراكة بينكما؟

- الطرف البولندى سيقوم بتدريب المصنّعين والمهندسين، وإمدادهم بالخبرة الكافية، أما الشريك المصرى فيجب أن يقوم بتوفير العاملين الجيدين الذين سيتلقون التدريب، وتأمين الأرض، وأيضاً التسويق وبيع الجرارات فى مصر، وقبل إنشاء المصنع نحن نقوم ببيع المحاصيل إلى مصر بشكل طبيعى.

ما الخطوات التى قمتم بها لإنشاء المصنع.. هل قابلتم أحد المسئولين الحكوميين بمصر؟

- نعم، قام أحد الأشخاص بـ«أورسوس» بمقابلة إحدى الجهات الحكومية فى مصر، والجدير بالذكر أن الشركة لديها علاقات جيدة بالحكومة الحالية فى مصر، والحكومة السابقة لها، كما لدينا علاقات قوية مع السفارة المصرية فى بولندا.

الحكومة المصرية تقدم عدداً كبيراً من التسهيلات لتشجيع المستثمرين، إلى جانب إصدار قانون الاستثمار الجديد.. فكيف ترى تلك التسهيلات من وجهة نظرك؟

- نحن على علم جيد بتلك التسهيلات، خاصة التسهيلات حول توفير الأراضى الزراعية، ولذلك نقدم على خطوة الاستثمار فى مصر بكل أريحية.

هل لديك مطالب معينة من الحكومة المصرية؟

- نحن ندعو جميع الحكومات لتشجيع البرامج الزراعية، حيث إنها لا تؤثر على المجال الزراعى فحسب، وإنما على الاقتصاد ككل.


مواضيع متعلقة