صانع أحذية المرضى: اتعلمت «الصنعة» فى «المستعمرة» من «أمريكى»

صانع أحذية المرضى: اتعلمت «الصنعة» فى «المستعمرة» من «أمريكى»
- الجذام
- مرضى الجذام
- مستعمرة الجذام
- صانع أحذية المرضى
- حذاء طبي
- متعافون من الجذام
- علاج الجذام
- مساعدة المرضى
- الجذام
- مرضى الجذام
- مستعمرة الجذام
- صانع أحذية المرضى
- حذاء طبي
- متعافون من الجذام
- علاج الجذام
- مساعدة المرضى
سنوات طويلة مرت على إصابة محمد رمضان، 44 سنة، بالجذام، ورغم تعافيه منذ 18 عاماً، لا يزال مهتماً بمساعدة غيره ممن لهم نفس معاناته، على طريقته الخاصة، بصنع أحذية طبية خاصة بهم، للحد من مضاعفات المرض.
مشهد المرأة الستينية فى إحدى القرى النائية بمحافظة أسيوط، التى أصابها الجذام وتسبب فى انتفاخ وبتر عدد من أصابع قدمها وأجبرها على ارتداء كيس بلاستيكى بدلاً من الحذاء لتتمكن من الحركة، لا يزال عالقاً فى ذهنه، الأمر الذى زاد «محمد» إصراراً على استكمال ما تعلمه أثناء فترة إقامته فى مستعمرة الجذام بأبوزعبل على يد المتطوع الأمريكى «مستر بوب»، الذى يقول «رمضان» إن له الفضل فى زيادة الوعى لدى المرضى بتعليم عدد منهم كيفية صناعة هذه الأحذية للحفاظ على أطرافهم.
يؤكد «محمد» أنه لا يوجد فى مصر سوى ثلاثة أفراد فقط متخصصين فى هذه الصناعة النادرة، يقوم الرجل بصناعة الأحذية الطبية بنوعيها الحريمى والرجالى فى ورشته الخاصة التى قام بتجهيزها فى منزله بمحافظة كفر الشيخ: «ولادى بيحاولوا يتعلموا المهنة بسبب حبى ليها وبيساعدونى فى ترقيم الأحذية وكتابة أسامى أصحابها عليها»، ويستعمل الرجل الأربعينى فى مهنته أدوات خاصة عبارة عن «قوالب لمعرفة مقاس القدم ومكبس لدمج الجلد مع النعل وصنفرة لتشكيل النعل فى حالة ما إذا كانت القدم كبيرة وليس هناك قوالب مناسبة لحجمها.
{long_qoute_1}
صناعة هذا النوع من الأحذية ليس بالأمر السهل حيث يقوم «محمد» كل فترة بالتوجه لمنطقة العتبة مقبلاً من مدينته بلطيم لشراء مستلزمات الحذاء الذى يتكون من الجلد الجاموسى، وتستغرق صناعة الحذاء الواحد فقط من 3 إلى 5 ساعات، فعلى حد تعبيره: «رجل المريض بتكون حساسة جداً والجلد الصناعى بيكون مضر ليها»، بالإضافة إلى الفرش الذى يعتبره «رمضان» أهم مكون للحذاء: «لازم الفرش يكون سميك عشان يمتص الصدمات ويحافظ على الرجل ولو فيه جرح ميكبرش».
بعد توفير مكونات الحذاء يقوم «محمد» بأخذ مقاسات المرضى بعد اختيارهم لشكل الحذاء المناسب لهم: «فيه حاجات لازم أراعيها يعنى لو الجذام مأثر على صوابع المريض مينفعش أعمل له حذاء برباط ولو صوابع رجليه مبتورة بعوضه عنها بإنى بزود أجزاء فى الفرش نفسه من قدام تبقى مكان الصوابع». يحتفظ رمضان بألبوم يضم صور عدد من الأحذية التى انتهى من صنعها: «أحذية المرضى زمان كانت بتبقى كبيرة وضخمة بسبب المضاعفات بتاعة المرض عشان مكانش فيه أدوية زى دلوقتى وكمان مكانش فيه اهتمام كافى بالمريض»، ويضيف: «شكلها كان لافت جداً وعشان كده المرضى مكانوش بيلبسوها وبيستعملوا الأحذية العادية اللى بتأثر على رجليهم بشكل سلبى من أقل خبطة ممكن يتعرضوا ليها، عشان كده بدأت أطور من شكلها لحد ما بقى منظرها طبيعى وشبَه الأحذية العادية»، ورفض صانع الأحذية الكشف عن تكلفة الحذاء، وأكد أن هدفه ليس التربح ولكن مساعدة المرضى فى المقام الأول.