نائب مدير مستشفى العباسية: «المستديرة» ترمومتر الفرح والغضب

07:04 م | السبت 04 أغسطس 2018

تجذب الساحرة المستديرة الكثيرين إليها لدرجة أن الكرة باتت سر الفرحة والسعادة فى حياتهم، وكذلك سبب الحزن والألم، بحسب الدكتور سامح حجاج، إخصائى الطب النفسى، نائب مدير مستشفى العباسية للصحة النفسية، فالكرة كما يقول، فى حواره لـ«الوطن»، هى المتنفس الوحيد لكثير من الفئات التى تحاول من خلالها أن تحقق احتياجاتها النفسية والشعور بالانتصار والفرحة، ووصف «حجاج» المتطرفين كروياً بأنهم متأثرون بمرجعيتهم، لافتاً إلى أن التعصب الكروى درجات، وتأثيره السلبى على حياة الأشخاص يتحول إلى حالة مرضية تحتاج علاجاً.. إلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

كيف تفسر تأثر الحالة النفسية للفرد بفوز أو إخفاق الفريق الذى يشجعه فى كرة القدم؟

- الكرة هى المتنفس بالنسبة للفرد، فمعها يستطيع أن يشعر بالفرحة ويمكن أن يحقق ما لا يستطيع تحقيقه فى حياته الشخصية، وبمجرد أن يشعر الفرد أن فريقاً أو لاعباً معيناً يمثله أو يشعر بأنه يتماهى معه نفسياً فإنه يتجه إليه دون تفكير، لأنه يشعر داخل نفسه بأنه نفس اللاعب الذى يجرى على أرض الملعب، وكذلك تعتبر كرة القدم وسيلة للفرح لا توجد بها مجازفة شخصية كبرى، مقارنة بالدخول فى مشروع أو تجارة جديدة تحتمل الخسارة، فهى عبارة عن فكرة يحاول من خلالها أن يحقق احتياجاته النفسية بأن ينتصر أو بأن يلعب على مستوى دولى.

كيف ترى ارتباط الجماهير بكرة القدم؟

- الكرة ما هى إلا لعبة رياضية يحاول الفرد تبسيط الواقع من خلالها واختزاله فى أشياء بسيطة للقدرة على التعامل معه، فالواقع لا يوجد له قواعد ثابتة ولا أمور واضحة ومحددة، لذلك يخاف منه الكثيرون، إنما كرة القدم لها شكل وقواعد ثابتة ومحددة، لذلك فإن الأشخاص يفضلون إيجاد حياتهم البديلة التى يريدونها فى شىء مثل كرة القدم.

كيف تفسر التطرف الكروى فى التشجيع وعدم قبول بعض الأشخاص هزيمة فريقهم المفضل؟

- يرجع هذا إلى طريقة تفكير الفرد نفسه، حيث إنه يفكر بطريقة الأبيض أو الأسود لا يوجد عنده خيار وسط، بمعنى أنه لا بد أن ينتصر وإذا لم يحقق انتصاراً فهذا يعنى أنه فشل وهو تفكير غير واقعى ومرتبط بنواحى حياة الفرد المختلفة وليس بالكرة فقط، فهذا الشخص لا يعرف حلاً وسطاً.

هل يعد التعصب الكروى مرضاً نفسياً؟

- نحن كأطباء نفسيين حذرون فى استخدام لفظ مرض نفسى، فكل الأشخاص لديهم ما يسمى بالأعراض النفسية، مثل القلق والخوف والحزن والتوتر، وأحياناً نتعصب أيضاً فى بعض الأشياء، كل هذا وارد بنسب معينة، لكن إذا زادت النسب أو زاد التعصب عن الحد الطبيعى له وأصبح يؤثر بالسلب على حياة الشخص وعلى أدائه الوظيفى والاجتماعى وسلوكياته ووجود اضطرابات فى علاقته بمن حوله مثل أسرته وأصدقائه وأقاربه فهذا يسمى مرضاً نفسياً.

{long_qoute_2}

وكيف ترى حرمان الجماهير من مدرجات الدرجة الثالثة وعلاقته بالتعصب؟

- الدرجة الثالثة كانت وسيلة سهلة للتفريج عن المشجع، لرخص ثمن التذكرة، حيث كان المشجع يستطيع الذهاب إلى المدرج ومشاهدة فريقه المفضل وقضاء 3 ساعات على الأقل من وقته معهم، ومنها تغيير جو، وكل هذا بمبلغ رمزى، أما الآن فلا يستطيع فعل ذلك، ما يزيد من حدة التعصب، وربما يؤدى إلى الدخول فى مشاكل نفسية لأن التشجيع داخل المدرج يعتبر من أهم الأولويات عند بعض المشجعين.