بعد دعوة "جريفيث" لها.. ما فرص نجاح محادثات "جنيف" في النزاع اليمني؟

كتب: محمد حسن عامر

بعد دعوة "جريفيث" لها.. ما فرص نجاح محادثات "جنيف" في النزاع اليمني؟

بعد دعوة "جريفيث" لها.. ما فرص نجاح محادثات "جنيف" في النزاع اليمني؟

بعد عدة لقاءات شابتها تعقيدات مع مختلف الأطراف اليمنية، أكد المبعوث الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث، مساء أمس، في جلسة مجلس الأمن الدولي أن ثمة فرصة لتحقيق السلام في اليمن، قائلًا: إنه يعتزم عوة أطراف العملية السياسة في اليمن إلى جولة مفاوضات في جنيف يوم السادس من سبتمبر.

 

وعقدت عدة جولات سابقة، لكنها لم تحدث أي تقدم على صعيد حل الأزمة في اليمن حتى توقفت عام 2016، ما يفرض كثير من التساؤلات حول فرص نجاح أي جولة مقبلة من المباحثات.

"نحن مع خيار الحرب وليس السلام"، هي الكلمات التي عبر بها عضو المكتب السياسي لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) محمد البخيتي، في اتصال لـ"الوطن"، عن موقف جماعته من المحادثات المزمع الدعوة إليها في "جنيف"، مضيفا: "نحن من حيث المبدأ مع الحوار، وحتى تتضح بقية التفاصيل سنبين الأمر ويكون لنا موقف نهائي".

وعادة ما كانت المباحثات في السابق التي تجرى بين أطراف النزاع في اليمن تضطدم بطلب جماعة "الحوثيين" وقف غارات "التحالف العربي" على مواقعهم والتي بدأت في الرابع والعشرين من مارس عام 2015.

 

إلا أن القيادي الحوثي محمد البخيتي قال لـ"الوطن" إنه "إذا ذهبنا إلى هذه المباحثات سنذهب دون أية شروط". وبحسب "البخيتي" فإنه "لا يحق لأي طرف وضع شروط لأي محادثات".

لكن "البخيتي" اعتبر أن هناك بعض الأمور تكون هامة لإنجاح الحوار والمحادثات وليس لبدئها، كالمطالبة بوقف "التحالف العربي" عملياته في اليمن.

 وفي السابق طالت جماعة الحوثيين اتهامات عدة بتعطيل مسار المحادثات مع بعض شروطهم التي من بينها عدم الاعتراف بالرئيس عبدربه منصور هادي، أو المطالبة بإبعاده عن أي مباحثات، ويبدو أن المبعوث الأممي استطاع أخيرا إقناع الحوثيين بما يمكن أن تتمخض عنه جولة جنيف المقبلة إذا انعقدت.

فبحسب "البخيتي"، فإنه خلال المحادثات مع "جريفيث"، ألكد المعبوث الأممي "ضرورة أن يكون هناك مسار سياسي داخلي وحوار يمني – يمني بين المكونات السياسية اليمنية، للاتفاق على سلطة انتقالية جديدة مقبولة من الجميع، أي رئيس جديد وحكومة وحدة وطنية".

وتابع: "بالإضافة إلى مسار آخر على الصعيد الخارجي بين جماعة الحوثيين كطرف وبين السعودية والإمارات كطرف ثان في الصراع، من أجل وقف الحرب والتهيئة لعملية سياسية مستقرة في اليمن، على أساس التوازنات الداخلية ومصلحة اليمن وليس على أساس التوازانات الخارجية"، وفقا له.

 

في المقابل، يرى المحلل السياسي السعودي الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة أن الكرة في ملعب جماعة "الحوثيين" و"الأمم المتحدة"، وقال في، اتصال لـ"الوطن"، إن "المباحثات القادمة في جنيف يمكن أن تنجح إذا استطاعت الأمم المتحدة إقناع الحوثيين بالرضوخ إلى المرجعيات الثلات: المبادرة الخلجية ومخركات الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن رقم 2216".

وأعلنت المباردة الخليجية في 3 أبريل 2011، لترتيب نقل السلطة وقتها من الرئيس الراحل علي عبدالله صالح بعد الانتفاضة الشعبية ضده، في عملية انتهت بإجراء انتخابات رئاسية في فبراير 2012 فاز بها الرئيس الحالي هادي في انتخابات كان هو مرشحها الوحيد.

وانعقد مؤتمر الحوار الشامل في اليمن في الفترة من مارس 2013 وحتى يناير 2014، وتمخضت عنقه وثيقة حول هيكلة الحكومة والبرلمان وصياغة الدستور، إلى جانب الدعوة إلى حظر الميليشيات.

بينما فرض قرار مجلس الأمن رقم 2216 الصادر في أبريل 2015 عدة عقوبات على جماعة الحوثيين وبعض القوى الحليفة لها وقتها كالمؤتمر الوطني، داعيا المتمردين إلى التخلي عن السلاح.

وقال "آل زلفة": "إذا تخلى الحوثيون عن السلاح، وقبلوا أن يكونوا حزبا سياسيا كغيره من القوى السياسية، في هذه الحالة يمكن الحديث عن جولة مباحثات أو محادثات ناجحة، الأمر يتوقف على الضغوط التي يمكن أن تقوم بها الأمم المتحدة".

 

وأوقعت الحرب في اليمن أكثر من 10 آلاف قتيل منذ تدخل التحالف العربي في النزاع بين جماعة الحوثيين والقوات الموالية للحكومة المستمر منذ 2014 والتي انقلبت عليها الجماعة لتسيطر على مناطق واسعة بينها العاصمة "صنعاء".

وتقول إحصاءات لـ"الأمم المتحدة" إن 9500 من بين مجموع قتلى النزاع مدنيون، ومن بينهم أكثر من 2200 طفل، فضلا عن أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم، حيث تهدد المجاعة أكثر من 8 ملايين من سكان البلد الأفقر في شبه الجزيرة العربية.

 


مواضيع متعلقة