ثنائية الهزيمة والمرض.. السنوات الأخيرة في حياة محمد علي باشا

ثنائية الهزيمة والمرض.. السنوات الأخيرة في حياة محمد علي باشا
- الدولة العثمانية
- محمد علي
- مصر الحديثة
- إبراهيم باشا
- الباب العالي
- لندن
- معاهدة لندن
- الدولة العثمانية
- محمد علي
- مصر الحديثة
- إبراهيم باشا
- الباب العالي
- لندن
- معاهدة لندن
تحل، اليوم، ذكرى رحيل محمد علي باشا، الذي يرى عدد كبير من المؤرخين، أنه "والد مصر الحديثة"، كونه كان الحاكم الأول لها، الذي استطاع تجريد الباب العالي من سلطته الفعلية على البلاد، منذ الفتح العثماني لمصر عام 1517، وعلى الرغم من أنه فشل في تحقيق الانفصال التام لمصر عن الدولة العثمانية، إلا أنه وضع أسس الدولة المصرية الحديثة، التي تبلورت بعد وفاته، فمن خلال بنائه لجيش قوى يدافع عن بلاده ويوسع رقعتها، أنشأ دولة مركزية ونظامًا تعليميا سمح بحدوث تقدم اجتماعي واقتصادي وعسكري في مصر.
الأيام الأخيرة في حياة محمد علي باشا الكبير غلب عليها الطابع المأسوي، بعض الشيء، فبعد انسحاب الجنود المصرية من بلاد الشام وفصل الأخيرة عن مصر وعودتها لربوع الدولة العثمانية بدعم دولي كبير، وبعدما تبيّن أن فرنسا ليست مستعدة لخوض حرب في سبيل مصر أو واليها، أصيب محمد علي باشا بحالة من جنون الارتياب، وأصبح مشوش التفكير شيئًا فشيئًا، ويُعاني من صعوبة في التذكّر، ومن غير المؤكد إن كان هذا نتيجة جهده الذهني خلال حرب الشام، أو حالة طبيعية نتيجة تقدمه بالسن، أو كان تأثير نترات الفضة التي نصحه أطباؤه بتعاطيها منذ زمن لعلاج نفسه من مرض الزحار، بحسب ما أكد الدكتور أشرف مؤنس، أستاذ التاريخ الحديث ورئيس قسم التاريخ بكلية التربية جامعة عين شمس.
السبب الرئيسي في وفاة محمد علي باشا هو وفاة ابنه، وفقا لـ"مؤنس"، حيث أن إبراهيم باشا توفي في حياة أبيه بعد إصابته بالسل، واشتد عليه داء المفاصل، وأخذ يبصق دمًا عند السعال، فزاد ذلك من هموم محمد علي وحزنه، فأرسل ولده إلى إيطاليا للعلاج، وأدرك في قرارة نفسه أن ولده في عداد الأموات.
بعد ذلك عاد محمد علي إلى ولاية مصر حتى اشتدت عليه الشيخوخة، وبحلول عام 1848 كان قد أصيب بالخرف وأصبح توليه عرش الدولة أمرًا مستحيلاً، فعزله أبناؤه وتولى إبراهيم باشا إدارة الدولة، بحسب أستاذ التاريخ الحديث.
ما أحزن والي مصر الحديثة كثيرا هو عدم ثقته في أبنائه الآخرين وأحفاده على قدرتهم في إدارة شؤون البلاد مثل ثقته في قدرة "إبراهيم باشا"، بحسب "مؤنس"، الذي حقق أكثر من 19 انتصارا في معارك حربية وكان محمد علي باشا يعتمد عليه بشكل كبير، غير أن القدر قرر أن يذيل تلك المتاعب عن محمد علي باشا بعد 5 سنوات، فقط، من وفاة نجله المحبب إلى قلبه، ليرحل في 2 أغسطس عام 1849.