انسحاب «واشنطن» من «المجلس الدولى» لحقوق الإنسان محاولة جديدة لحماية إسرائيل

كتب: بهاء الدين عياد ووكالات

انسحاب «واشنطن» من «المجلس الدولى» لحقوق الإنسان محاولة جديدة لحماية إسرائيل

انسحاب «واشنطن» من «المجلس الدولى» لحقوق الإنسان محاولة جديدة لحماية إسرائيل

منذ أن أعلنت الولايات المتحدة قبل أيام انسحابها من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وذلك بعد أن استنكر رئيس المجلس، زيد بن رعد الحسين، قرارات إدارة ترامب الأخيرة، فيما يتعلق بعزل الأطفال المهاجرين غير الشرعيين عن أسرهم فى مخيمات أقيمت خصيصاً لهذا الغرض على الحدود الأمريكية - المكسيكية، إلا أن السبب الرئيسى يكمن فى غضب واشنطن من انحياز المجلس ضد إسرائيل، بحسب قولهم.

ويضفى الانسحاب الأمريكى شكوكاً حول مصداقية الدور الحقيقى للولايات المتحدة، حيث اعتبرت المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان أن قرار الانسحاب سيؤدى إلى نتائج عكسية فيما يخص الأمن القومى الأمريكى ومصالح السياسة الخارجية الأمريكية، وإلى صعوبة كبيرة فى مساعدة ضحايا الاستغلال والعنف حول العالم.

وقال الدكتور عاطف سعداوى، الخبير فى الشئون الأمريكية، لـ«الوطن»، إن انسحاب أمريكا من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لم يكن غريباً وربما كان متوقعاً، فالانسحاب الأمريكى من المنظمات الدولية التى تنتقد الممارسات الإسرائيلية أصبح نهجاً وليس قراراً انفعالياً، فواشنطن انسحبت من قبل من اليونسكو بعد أن اتهمت هذه المؤسسة العريقة بأنها معادية لإسرائيل، وذلك عقاباً لها على قرارها بعدم وجود سيادة إسرائيلية على مدينة القدس، وإدانتها لأعمال الحفر التى قامت بها دائرة الآثار الإسرائيلية بالمدينة المحتلة، الأمر قد لا يتوقف عند مجلس حقوق الإنسان وقد تنسحب أمريكا من أى مؤسسة دولية أخرى لنفس الأسباب.

وأضاف «سعداوى»: «حتى المؤسسات الدولية التى لم تنسحب منها رسمياً مثل مجلس الأمن همّشتها وأضعفتها وأفقدتها مصداقيتها بعد أن سخرتها لخدمة الأهداف الإسرائيلية، وليس أدل على ذلك من عشرات المرات التى استخدمت فيها حق الفيتو لإجهاض قرارات تدين إسرائيل وممارساتها العدوانية أو تنتصر لعدالة القضية الفلسطينية».

وأوضح أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب كان واضحاً منذ حملته الانتخابية أنه لا يولى حقوق الإنسان أى أهمية ولا يعتبرها محدداً لسياسته الخارجية، ولعل القرارات العنصرية لإدارته تجاه حقوق المهاجرين واللاجئين خير دليل على ذلك، وآخرها وأكثرها قسوة قرار فصل الأطفال عن أهلهم على الحدود المكسيكية - الأمريكية، لكن الموقف الأمريكى من المؤسسات الدولية التى تنتقد إسرائيل لا يقتصر على ترامب وإدارته، بل حتى فى أكثر الإدارات الأمريكية اعتدالاً مثل إدارة «أوباما»، كان لها مواقف مشابهة، لكنها لم تصل حد الانسحاب من تلك المنظمات، مشيراً إلى أن مجلس حقوق الإنسان تحديداً كان دائم الإزعاج للإدارات الأمريكية المتعاقبة بسبب جرأته فى التطرق إلى الانتهاكات الإسرائيلية، فلا أحد ينسى لوزير الخارجية الأمريكى جون كيرى اتهامه لهذا المجلس بالتركيز بشكل غير متناسب على الاتهامات بانتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان، وتصريحه فى كلمة أمام المجلس فى جنيف فى مارس 2015: «موقفنا دائماً الدفاع عن إسرائيل وحماية مصالحها»، مؤكداً أن «اتهام إسرائيل بانتهاك حقوق الإنسان قد يقوض مصداقية هذه المنظمة».

إذن الموقف الأمريكى ليس وليد إدارة ترامب.


مواضيع متعلقة