«سلمى» أشهر المحكوم عليهم بالحبس فى «التسويق الشبكى».. وقضيتها جنحة وعقوبتها الحبس 3 سنوات

كتب: طارق عباس

«سلمى» أشهر المحكوم عليهم بالحبس فى «التسويق الشبكى».. وقضيتها جنحة وعقوبتها الحبس 3 سنوات

«سلمى» أشهر المحكوم عليهم بالحبس فى «التسويق الشبكى».. وقضيتها جنحة وعقوبتها الحبس 3 سنوات

يتزايد يومياً عدد ضحايا النصب على مواقع الإنترنت، فى ظل استحداث بعض المستخدمين طرقاً جديدة للاحتيال وابتزاز المواطنين مادياً للوصول للثراء السريع، وهى جرائم تستطيع الأجهزة الأمنية الوصول لجزء كبير من مرتكبيها، إلا أن هناك المئات من الضحايا آثروا الصمت خوفاً من الفضائح، أو لعدم ثقتهم فى عودة أموالهم المسروقة مرة أخرى.

المذيعة سلمى صباحى، ابنة مرشح الرئاسة السابق ومؤسس حزب التيار الشعبى، حمدين صباحى، كانت من أوائل الذين اتُّهموا فى جرائم النصب الإلكترونى، حيث شاركت ما عُرف بـ«التسويق الشبكى» فى عام 2013 وقت أن كانت تلك التجارة رائجة وتجذب الكثيرين من الباحثين عن الكسب المادى المضمون، ووقتها سلَّمت نفسها للنيابة العامة بعد أن تعددت البلاغات ضدها، ووُجهت لها اتهامات النصب والاستيلاء على أموال عدد من المواطنين عبر شركة «جلوبال آد مارت» للتسويق الإلكترونى.

بداية القصة كانت منذ عدة سنوات عندما ظهرت على الساحة تجارة إلكترونية مشبوهة سُميت بـ«التسويق الشبكى»، وهى حيلة لجأ لها البعض لجنى أموال طائلة على حساب آمال الآخرين فى الوصول للثراء عبر شراء منتجات لا قيمة لها بمبالغ مالية بغية الاشتراك فى هذه التجارة العنكبوتية، والحصول على عمولات لجلب زبائن جدد، وتبين بعد ذلك أنها كانت وهما وأن هناك أشخاصا فى قمة الهرم فقط يحصلون على أموال المشتركين دون أن يستفيد أحد منهم بعد أن تعرضوا لعملية نصب مقنعة.

{long_qoute_1}

«أقنعنى المطرب حاتم فهمى بالدخول فى التسويق الشبكى بعد إلحاح منه، وبعدها اقتنعت وأقنعت زوجى ووالده بالدخول فى الشركة معنا».. هكذا قالت سلمى صباحى، فى التحقيق الذى جرى بمعرفة نيابة العجوزة، برئاسة المستشار أحمد رفعت، وحاولت الدفاع عن نفسها بأنها لم تعلم أن الأمر خارج إطار القانون، قبل أن تصدر النيابة قراراً بحبسها 4 أيام.

بعدها أخلت النيابة سبيل سلمى صباحى بكفالة 200 ألف جنيه، لكن البلاغات تراكمت أمام النيابة ضد ابنة «صباحى» وباقى المشاركين فى التسويق الشبكى، فتقدمت النيابة بطعن على إخلاء سبيلها وتم رفضه، ليقرر محامى عام نيابات شمال الجيزة إصدار قرار جديد بحبسها على ذمة القضية.

وفى أكتوبر 2013 كانت «سلمى» أُحيلت لمحكمة جنح العجوزة التى نظرت القضية لعدة جلسات وأصدرت قراراً، برئاسة المستشار عمرو حسين، بحبس المذيعة الشابة 3 سنوات بتهمة النصب والاحتيال، وشمل الحكم وقتها إنجى حبيب، مالكة الشركة، والمطرب حاتم فهمى أيضاً، إضافة إلى 6 آخرين.

وبعد عدة أيام قررت «جنح العجوزة» حبس «سلمى» 6 أشهر وكفالة 200 ألف فى القضية رقم 10386 لسنة 2013 والمرفوعة من عدد من المواطنين لاتهامها بالنصب عليهم، من خلال شركة «جلوبال» لتوظيف الأموال عبر الإنترنت مقابل فائدة مادية، بعد أن أقام كل من: محمود عادل أحمد، وأحمد محمد أبواليسر، وأحمد سيف الإسلام، ومحمد أنور حسن، دعوى قضائية ضدها، لقيامها بالاستيلاء على 20 ألف دولار منهم، بغرض توظيفها مقابل فائدة أسبوعية، إلا أنها استولت على المبالغ ولم تردها لهم.

وفى فبراير 2014 أُحيلت بلاغات جديدة ضد سلمى صباحى للمحكمة، إلا أنها تلك المرة شملت 32 بلاغاً من مواطنين كان أبرزهم 3 من لاعبى نادى الزمالك هم: عمر جابر، وأحمد الشناوى، ومحمد إبراهيم، وأحد المستشارين، وأُحيلت الدعوى برقم 13907 جنح العجوزة، بعد أن اتهم الضحايا سلمى صباحى بالنصب عليهم والاستيلاء منهم على 41 ألفاً و400 دولار بحجة استثمارها عبر الإنترنت، وأضيفت إليها بلاغات أخرى من مواطنين آخرين.

وبعد أن أخلت محكمة جنح العجوزة سبيل «سلمى» بكفالة 30 ألف جنيه على ذمة القضية، لم تحضر المتهمة جلسة الحكم فى الدعوى، لتصدر المحكمة حكماً غيابياً بحبسها 3 سنوات مع الشغل وتغريمها ألف جنيه.

وزارة الداخلية بدورها تواصل جهودها فى تحديث وتطوير الوسائل والآليات التى تواجه بها إدارة مكافحة جرائم المعلومات أو مباحث الإنترنت تلك الظاهرة، وهى الوسائل التى تتمكن من خلالها من تتبّع الأنشطة المشبوهة أو المبلغ عنها من جانب الضحايا وتتوصل لأماكنهم، وتلقى القبض عليهم.

اللواء محمد نورالدين، الخبير الأمنى، يقول إنها جريمة نصب عادية تحدث يومياً، وتستهدف «الطمَّاعين»، خاصة فيما يتعلق بالمكاسب الخرافية التى يتحدث عنها الجناة، وقال إنه يعتبر أن النصاب أذكى أنواع المجرمين، لأنه يسرق «بمزاج المجنى عليه»، وفى النهاية تكون جنحة حتى لو كانت الجريمة استيلاء على ملايين الجنيهات، ويعاقب بالحبس من سنة إلى 3 سنوات فقط، مشيراً إلى أنه شخصياً تلقى رسالة منذ فترة بأنه فاز بجائزة 10 آلاف جنيه من برنامج، وحاولوا أن يحصلوا منه على مبالغ كرسوم للجائزة المزعومة.

وأضاف: يجب أن يكون هناك وعى لدى المواطنين وعدم الانسياق وراء تلك الرسائل والدعوات المشبوهة حتى لا يقعوا فريسة للجرائم المستحدثة كالنصب الإلكترونى، وهناك دور كبير على وسائل الإعلام المختلفة بتناول كل الطرق الحديثة فى الجرائم، لأن هناك ضحايا عاديين لا يسمعون عن تلك الطرق، وبعضهم يظن أن «السماء تمطر ذهباً وفضة»، مؤكداً أن وزارة الداخلية لديها إمكانيات تؤهلها لمواجهة تلك الجرائم بنسبة كبيرة جداً من خلال أحدث التقنيات، إلا أن هناك عدداً كبيراً من المواطنين لا يبلّغون عن تعرضهم لهذه النوعية من الجرائم حتى لا تهتز صورتهم فى المجتمع.


مواضيع متعلقة