عاملون فى مؤسسات «خدمات التعهيد»: المرض والإهانة مقابل «لقمة عيش»

عاملون فى مؤسسات «خدمات التعهيد»: المرض والإهانة مقابل «لقمة عيش»
- البيانات الكبيرة
- السوق العالمية
- العمود الفقرى
- القيمة المضافة
- المؤسسة الاستشارية
- المشاكل الصحية
- النمو العالمى
- برج العرب
- بنى سويف
- تأمين صحى
- البيانات الكبيرة
- السوق العالمية
- العمود الفقرى
- القيمة المضافة
- المؤسسة الاستشارية
- المشاكل الصحية
- النمو العالمى
- برج العرب
- بنى سويف
- تأمين صحى
رغم أن مصر تحتل مرتبة متقدمة عالمياً فى مجال «خدمات التعهيد»، «الكول سنتر»، فإن هناك مشاكل كبيرة تواجه العاملين فى هذه الوظيفة، أبرزها ضعف الرواتب، وزيادة أعداد ساعات العمل وبعض المشاكل الصحية وتحول الأمر إلى سبوبة من أجل الحصول على «لقمة عيش».
مؤسسة «آى دى سى» العالمية للأبحاث، قالت فى أحدث دراسة أجرتها عن قطاع خدمات تكنولوجيا المعلومات والتعهيد المصرى، إن هذا القطاع فى مصر يسير بخطى واثقة نحو تحقيق معدلات نمو طموحة من صادرات تكنولوجيا المعلومات والخدمات القائمة عليها، حيث بلغت قيمتها أكثر من 3.25 مليار دولار فى 2017، ليحقق معدل نمو سنوياً يقدر بنحو 13.4% حتى 2020.
وأشارت الدراسة إلى أن صادرات التعهيد، «خدمات الكول سنتر»، لقطاع نظم الأعمال «BPO» بلغت 1.9 مليار دولار فى 2017 بنسبة 58%، فى حين أن قيمة صادرات التعهيد لخدمات تكنولوجيا المعلومات «ITO» بلغت 771 مليون دولار خلال العام نفسه، ما يمثل 24% من إجمالى صادرات البلاد فى مجال تكنولوجيا المعلومات والخدمات القائمة عليها، وأنه من المتوقع أن يحقق هذان القطاعان معدلات نمو سنوية تقدر بـ16.5%، و8.1%على التوالى، خلال الفترة من 2017 إلى 2020.
{long_qoute_1}
وتوقعت المؤسسة الاستشارية الدولية أن تشهد صادرات التعهيد للعمليات المعرفية «KPO»، مثل خدمات القيمة المضافة والبحوث والتطوير نمواً كبيراً، من 591 مليون دولار عام 2017 إلى 775 مليون دولار عام 2020، بمعدل نمو سنوى يقدر بـ9.4%. وتوقعت «آى دى سى» أن يرتفع عدد العاملين فى قطاع تكنولوجيا المعلومات المصرى والخدمات القائمة عليها، شاملة خدمات الصادرات وخدمات التعهيد المحلية والداخلية، إلى 378 ألف موظف بحلول 2020، وذلك بعد أن قام بتوظيف أكثر من 292 ألف موظف خلال 2017.
وتعد مصر واحدة من رواد السوق العالمية للتعهيد فى قطاع نظم الأعمال بمعدل نمو سنوى من المتوقع أن يتضاعف بما يزيد على متوسط معدلات النمو العالمى فى هذا القطاع خلال الأعوام الثلاثة إلى الأربعة المقبلة. وبلغ متوسط عائدات كل موظف بقطاع تعهيد نظم الأعمال 17.800 ألف دولار عام 2017، والذى جاء نتيجة جهود 106.500 موظف من ذوى المهارات فائقة التخصص، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد، ليتخطى حاجز 161 ألفاً بحلول 2020 فى حين بلغ متوسط الإيرادات لكل موظف لخدمات التعهيد لقطاع تكنولوجيا المعلومات 40 ألف دولار لعام 2017، حيث يعمل 19 ألف موظف تقريباً.
ومع توافر عوامل قوية لنمو خدمات صناعة الإلكترونيات، فإن مصر تتمتع بسوق قوية للتعهيد بقطاع العمليات المعرفية، والذى حقق أعلى متوسط عائدات بلغ 55.400 دولار لكل موظف بالمقارنة بكل القطاعات عام 2017.
ولمواكبة استراتيجية التوسع خارج القاهرة كجزء أساسى من التحول الجارى فى القطاع، تم بناء عدد من المناطق التكنولوجية الجديدة ودخولها حيز التشغيل فى أسيوط، والإسكندرية، ومدينة السادات، وبنى سويف، وتوفر هذه المناطق فرصاً استثمارية هائلة، ويشمل ذلك مراكز البيانات الكبيرة، (برج العرب)، ومراكز التصنيع والتصميم الإلكترونى، (أسيوط)، ومراكز البيانات والمراكز السحابية الحكومية المصرية، (القاهرة وبرج العرب).
من جانبهم، أكد العاملون فى الكول سنتر أنها «مهنة من لا مهنة له»، خصوصاً أنها انتشرت فى الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، وشهدت إقبالاً كبيراً خاصة من فئة الشباب حديثى التخرج.
المهندس محمد عادل أحمد، أحد العاملين بإحدى شركات الكول سنتر، أكد أنه قرر الالتحاق بهذه الوظيفة، رغم أنه حاصل على بكالوريوس هندسة كمبيوتر، لأن الأوضاع الحالية فى البلد تجعله من الصعب أن يجد وظيفة فى مجاله خلال مدة قصيرة، لافتاً إلى أن العمل فى الكول سنتر يعطى الشاب بعض الخبرات التى تكون سبباً فى أن يؤهل فى وظائف أخرى.
يقول معتز الشبراوى، حاصل على بكالوريوس تجارة، إن أكبر مشكلة تواجه العاملين فى الكول سنتر عدم وجود جهة تحميهم من ظلم الشركات لهم، خصوصاً أن الرواتب التى يحصلون عليها تعتبر صغيرة جداً، وأن الشركات تكسب ملايين الجنيهات من وراء هؤلاء الشباب، مؤكداً أن معظم العاملين فى الكول سنتر ليس لديهم تأمين صحى أو اجتماعى، لأن معظم الشركات لا ترغب فى ذلك، خصوصاً أنها تفضل التخلص من العاملين من وقت لآخر حتى لا يطالبوا بحقوقهم المشروعة كزيادة المرتبات. وتابع «الشبراوى» أن الأمر أصبح صعباً، خاصة أن هذه الشركات تستغل الشباب دون أن تعطيهم أى حقوق، مؤكداً أن هناك شباباً مصريين ممتازين لديه القدرة على التحدث بعدد كبير من اللغات فى العالم، وهناك شركات عالمية تقدم خدماتها من مصر، ولكن بمرتبات قليلة للغاية، ويجب أن يتم زيادة مرتبات العاملين فى الكول سنتر، حسب قوله.
وأكدت إيناس محمود، إحدى الموظفات فى شركة «كول سنتر»، أن أبرز مشكلة قد تواجهها هى تعصب المتصلين عليها، مشيرة إلى أن هناك بعض العملاء يوجهون إليها ألفاظاً غير لائقة أثناء الحصول على الخدمة، وتابعت أن تغيير مواعيد العمل ما بين الصباح والمساء جعلها شبه منعزلة اجتماعيا. محمود عبدالحسيب، شاب ثلاثينى، واجه بعض المشاكل الصحية، أبرزها ضغط الدم والعمود الفقرى، بسبب ضغط العمل والجلوس على الكرسى لأكثر من 9 ساعات يومياً معتبراً أنها مهنة من لا مهنة له.