بالصور| البابا باكيا: الأنبا إبيفانيوس كوكب مضيء اختطف من بيننا

كتب: مصطفى رحومة:

بالصور| البابا باكيا: الأنبا إبيفانيوس كوكب مضيء اختطف من بيننا

بالصور| البابا باكيا: الأنبا إبيفانيوس كوكب مضيء اختطف من بيننا

أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الأنبا إبيفانيوس، أسقف رئيس دير أبو مقار بوادي النطرون، كان كوكب مضئ استضاءة به المسكونة، وتميز بغزارة المعرفة ووداعة الحكمة وبساطة الحياة.

جاء ذلك خلال كلمة البابا، ظهر اليوم، عقب صلوات التجنيز، التي أقيمت بدير الأنبا مقار بوادي النطرون، للأسقف الذي عثر عليه مقتولا أمام قلايته في الدير يوم الأحد الماضي.

وقال البابا الذي تساقطت دموعه: "لقد كان بالحقيقة اسقفا منيرا ومضيئا لمن حوله رغم الالم الذي يعتضرنا جميعا وانا شخصيا، ولكن على رجاء القيامة نودعه كما تعلمنا الكنيسة، واننا امام هذا المصاب الجلل، نعلم أن الله يضبط الحياة وليس احد بعيد عن هذا، ونؤمن ان الله يضبط حياتنا بكل تفاصيلها ويضبط ميلادنا ورحيلنا من هذه الحياة، ونؤمن انه صانع الخيرات، ويظهر شمسه على الأبرار والأشرار، وهو محب للبشر وحتى الخطاه حتى يتوبوا ويستيقظوا قبل فوات الاوان".

وأضاف البابا: "أخونا الحبيب الذي غادرنا بهذا الرحيل المفاجئ، كنا نرى فيه نموذجا مشرقا وكما استمعتوا في الصلوات كوكب مضئ استضاءة به المسكونة، وفي حياته نتعلم الكثير منها 3 صفات: (كان يمتاز بوداعة الحكمة، وغزارة المعرفة، وبساطة الحياة)، هو اول اسقف سمحت ظروفنا ان يقام في حياتنا".

وتابع البابا: "حتى في صمته وابتسامته كان وديعا وفي أرائه، وكان دائما يطلب السلامة ويبحث عن سلام الكنيسة والدير والحياة، لم تكن الوداعة صفة فيه بل كانت ملتحفة بالحكمة فيه فكان حكيما عندما تناقشة بسبب خبرته الكبيرة، وكنت استرشد به كثيرا في القرارات التي يتخذها، لم اكن اعرفه من قبل الا بعد ان اختاره رهبان الدير في 2013 لكي يكون اسقفا، وقد حصل على اعلى الأصوات، وكان غزيز المعرفة فلم تكن معرفته سطحية فكان عميق المعرفة، وكلفته بحضور أكثر من 20 مؤتمر على مستوى العالم، وكان يمثل وجه كنيسة مصر، وكان وجه مشرقا، وكان أخونا الحبيب بالحقيقة نموذجا وقامة ويحتل هذه المكانة وأمام كنائس العالم كان يشرف الكنيسة القبطية، وانتج عدة كتب طبعها الدير".

وأردف البابا: "ورغم وداعة الحكمة وغزارة المعرفة الا انه كان يتمتع ببساطة الحياة قلايته وملبسه وطعامه يشهد على ذلك، فكان بسيطا في حياته وتعليمه وأجاباته، خسرناه بالحقيقة ولكن كما هو اسمه مستمد من النور فكان نورا وسط مجمعنا المقدس وصورته ومثاله واسمه سيظل خالدا وطوبه لهذا الدير الذي انجب هذه الشخصية المباركة، وطوبة لهذا الدير الذي له قرون وعاش به قديسيون ولهم سير حسنة نقرأ فيها، واشهد امام الله وامامكم ان هذا النموذج الرفيع في المعرفة والحياة الروحية".

واختتم البابا كلمته بالقول: "رحيلة والمصاب الذي اصاب كنيستنا امر ليس يسيرا ولكننا نؤمن بالله ضابط الكل، ادعوكم للتعلم من سيرته وكتاباته وشخصه، لقد اختطف من بيننا، وصار في معية الله، وذهب بعيدا عن كل اطماع الأرض، فماذا ستجني سوى تراب الأرض، فقد اعطانا عظة كاملة بحياته، وأن كان مات بالحقيقة ولكنه عايش في قلوبنا وذاكرة الكنيسة والدير".

والأنبا ابيفانيوس من مواليد 27 يونيو 1954 في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وهو حاصل على بكالوريوس في الطب، والتحق بالدير في 17 فبراير 1984، قبل أن يرسم راهبا في 21 أبريل 1984، باسم الراهب ابيفانيوس المقاري، ورسم قساً في 17 أكتوبر 2002، وكان يشرف على مكتبة المخطوطات والمراجع بكل اللغات في الدير، واختير رئيسا للدير بالانتخاب في 10 مارس 2013.

ووجد الأنبا أبيفانيوس، صباح الأحد، مقتولا أمام قلايته "مكان سكنه" بدير الأنبا مقار بوادي النطرون.


مواضيع متعلقة