تلاميذ الأنبا إبيفانيوس يكشفون لـ"الوطن" وصيته العلمية

تلاميذ الأنبا إبيفانيوس يكشفون لـ"الوطن" وصيته العلمية
- الكنيسة القبطية
- تراث العرب
- كتاب التاريخ
- كلية الطب
- رئيس دير أبو مقار
- الأنبا إبيفانيوس
- مقتل الأنبا إبيفانيوس
- الكنيسة القبطية
- تراث العرب
- كتاب التاريخ
- كلية الطب
- رئيس دير أبو مقار
- الأنبا إبيفانيوس
- مقتل الأنبا إبيفانيوس
في الصفوف الأخيرة وبروح طالب العلم يجلس بزي متواضع، يستمع وعلى وجهه ابتسامة لا تفارقه، لا فرق عنده بين باحث شاب وعالم مخضرم، فكل فكرة هي نور وكل باحث شاب هو بذرة عالم كبير، هكذا عاش الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس دير أبومقار في وادي النطرون. {long_qoute_1}
"اقروا، ادرسوا، ترجموا، اتعلموا.. كنيستنا مليانة بالخير"، كلمات تركت انطباعا لا ينسى لدى عماد نبيل مؤسس حركة محبي التراث الآبائي، حين التقاه لأول مرة في مدرسة الإسكندرية للدراسات المسيحية، لتعريفه بالحركة وأهدافها وأهداه أول كتبهم؛ لكنه فوجئ برد الأنبا إبيفانيوس: "أنا متابع الحركة وشغلها وقريت أول كتاب ليكم.. واستمروا يا ولاد".
"أنتم نور العالم"، قول المسيح للتلاميذ، ردده الأنبا إبيفانيوس لكل من سعى للمعرفة، ويقول نبيل، الحاصل على بكالوريوس العلوم جامعة عين شمس، ودبلومة لاهوت من جامعة البلمند بلبنان ودبلومة آبائيات من المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية، في حديثه لـ"الوطن"، إنه حين التقاه ناقشه بشأن دور علم الآباء "الباترولوجي" في إيصال فكر كنسي سليم للناس، فالأنبا إبيفانيوس يرى أن "العلمانيين، أي غير الرهبان، لهم دور كبير في البحث والترجمة والكتابة"، حسب قوله.
{long_qoute_2}
وكان الأنبا إبيفانيوس يشرف على مكتبة المخطوطات والمراجع بكل اللغات في دير أبومقار، وهو من الباحثين النشيطين بالدير، كما نشرت له مطبعة الدير أوائل إنتاجه العلمي: ترجمة من اليونانية القديمة للعربية: سفر التكوين، والقداس الباسيلي، وحينها كان جار نشر سفر الخروج، والقداس الغريغوري، والكتاب التاريخي القديم "بستان الرهبان".
"ولا يهمك اكتب واستمر ماتقلقش أنا في ضهرك بصليلك وبدعمكم"، كلمات بسيطة شددت من عزيمة ديفيد فاروق (26 عاما) الباحث في الدراسات المسيحية، "علاقتي بأنبا إبيفانيوس كانت من خلال الأبحاث والكتب التي نعمل عليها ضمن أعمال مجموعة محبي التراث الآبائي، كان دائم التشجيع لنا، كما كان يمدنا بالمراجع والمخطوطات لمساعدتنا في أبحاثنا، فضلا عن توفير منح دراسية في كليات اللاهوت".
ويوضح ديفيد الحاصل على بكالوريوس صيدلة، في حديثه لـ"الوطن": "كان الأنبا إبيفانيوس يهتم جدا بأي حراك في الكنيسة القبطية له علاقة بالتعاليم الآبائية، فيرى أن لدينا تراثا عظيما لم يترجم بعد، ولهذا فهو يحرص على تشجيع أي مجهود شبابي لترجمة تلك المخطوطات حتى ترى النور، كما أنه يمثل الكنيسة في مؤتمرات الحوارات مع الكنائس الأخرى".
والأنبا إبيفانيوس من مواليد 27 يونيو 1954 ولد في مدينة طنطا، وتخرج في كلية الطب، والتحق بالدير 17 فبراير 1984م، وكان يهتم بمتابعة وحضور المنتديات العلمية المتصلة بالتراث الكنسي والقبطي، وضمنها المؤتمر الدولي العاشر للدراسات القبطية في روما سبتمبر 2012.
{long_qoute_3}
ويقول أمجد بشارة، محام، وحاصل على دورات في المركز الثقافي الفرينسيسكاني ومركز دراسات الآباء، إن لقاءه الأول مع الأنبا أبيفانيوس كان في محاضرة لمارك سوانسون العالم المتخصص في التراث العربي المسيحي عن بطرس السدمنتي، أحد العلماء الأقباط الذي أصدر عنه أبيفانيوس كتابا قبل أشهر عدة من المحاضرة، ويتابع: "لما رأيته ذهبت له وزميلان وبمجرد الاقتراب منه وقف وابتسم ومد يده، وقبل أن يعرفه بنفسه قاطعه وقال له: (عارفك حبيبي)، وكان يعرف أيضا معي".
ويتابع بشارة، في حديثه لـ"الوطن"، "حاولنا التعبير عن سعادتنا بلقائه لكنه رد سريعا (أنا اللي مبسوط بيكم خالص ومتابعكم، أنتوا شباب يفرح، كملوا مهما حصل اللي بتعملوه دا مش صح بس، لأ دا ضروري، كملوا)"، ويؤكد: "أنا ماشفتش أبدا أسقف في علمه فرغم هذا الكم من الكتابات المرجعية، فإنه كان شديد التواضع، مليء بالبراءة والسلام الطفولي".