معاناة أصحاب السيارات القديمة: الأعطال كتير.. والمشى بالزق

كتب: محمد غالب

معاناة أصحاب السيارات القديمة: الأعطال كتير.. والمشى بالزق

معاناة أصحاب السيارات القديمة: الأعطال كتير.. والمشى بالزق

المصابيح إضاءتها خافتة، الزجاج الأمامى به خدوش يعوق الرؤية بوضوح، لون السيارة باهت وأحياناً غريب عن المتداول فى الموديلات الحديثة، الشكمان يطرد أدخنة ويصدر أصواتاً تلفت الانتباه، البطارية لا تعمل إلا بدفع السيارة للأمام.. هذا هو حال السيارات القديمة التى ترجع موديلاتها إلى الستينات والسبعينات وتسير بالكاد فى شوارع القاهرة، ورغم معاناة أصحابها من عدم توافر قطع الغيار وكثرة الإصلاحات، فإنهم متمسكون بها لسببين: أولهما ارتفاع أسعار السيارات المبالغ فيه، وثانيهما أنها وراثة، وقطعة من زمن جميل لم يتبق منه شىء.

تختلف طرق التعامل مع السيارات القديمة من شخص إلى آخر، البعض لا يعتنى بها، فتغطيها الأتربة، والبعض الآخر يقوم بتلميعها وعمل الصيانة اللازمة لها، لتبدو وكأنها جديدة.

فى رمسيس ظل فتحى كامل، يبحث عن مكان يستطيع أن يركن فيه سيارته موديل 60، الأمر ليس بالسهل، فالسيارة كبيرة الحجم، مقارنة بالسيارات الأخرى، يهرول عليه السايس، فيطلب مبلغاً إضافياً، وكل ما يفعله «فتحى» هو تحريك السيارة للبحث عن مكان آخر. أكثر ما يرهق «فتحى»، بخلاف صعوبة ركن السيارة، هو كثرة توجيه الناس أسئلة إليه، عن موديل السيارة وثمنها، ومنهم من يقوم بتصويرها: «كل ده بيعطل وقتى ومتعب بالنسبة لى».

{long_qoute_1}

عدم تغييره لسيارة أخرى حديثة سببه هو سهولة إصلاحها، بالإضافة إلى عدم توافر مبلغ مالى يصلح لشراء أخرى حديثة: «الجديد يعتبر مريح، لكن مفيش فلوس حالياً أغيرها، وكده كده أخدت عليها علشان باسوقها من زمان، لكن لو شاب مش هيعرف يسوقها وهتتعبه».

يحب يسرى محمد، قيادة سيارته القديمة فى شوارع القاهرة، خاصة فى ساعات الليل المتأخرة، حيث يقتنى سيارة موديل السبعينات، ويصف حبه لها بالإدمان. تذكره سيارته السبعينية، بأيام يتمنى أن تعود، كانت الشوارع هادئة وتشجّع على القيادة، حينها كان يسمع «عبدالحليم»، وهو يسير براحة بال: «دلوقتى زحمة وتكدس، علشان كده باحب أمشى بالليل». اقتناء سيارة قديمة لا يتعلق بمسألة الميزانية فقط، فالبعض يمتلك القدرة على شراء الجديد، لكنه يفضل السيارة التى يصفها بالأنتيكة: «فيه ناس تقيلة ماتستغناش عن القديمة، وناس كتير توقفنى تسألنى بكام، وفيه اللى عايز يشتريها».

يعتبر «يسرى» سيارته كابن من أبنائه، يقوم بعمل الصيانة اللازمة لها باستمرار فى شارع شامبليون، عند محمد الجرى، صاحب ورشة متخصصة فى إصلاح السيارات القديمة.

يجد «الجرى» متعة كبيرة فى إصلاح السيارات القديمة، يجلس وسط مجموعة سيارات تركها أصحابها عنده لصيانتها، يلوح بيده نحو العربات، مردداً: «القديمة بتستحمل، إصلاحها سهل ومتوافر، ولو صاحبها محافظ عليها مش هتعطل، وليا زباين عندهم حديث ومحتفظين بالقديم برضه».

أما بعض الشباب فيحرصون على شراء موديلات قديمة بعد تعديلها بشراء كاسيت جديد، وتركيب تكييف مع تعديل الموتور، وهو ما لاحظه «الجرى» فى الفترة الأخيرة.

يعمل جمال طارق سائقاً، حيث قاد العديد من السيارات، فى الوقت الحالى يعمل على سيارة موديل 1960، وأخرى 2018: «باحب القديمة، أنيقة وشيك ومتينة».


مواضيع متعلقة