بروفايل| «روحانى».. اللعب بالنار

كتب: حسن رمضان

بروفايل| «روحانى».. اللعب بالنار

بروفايل| «روحانى».. اللعب بالنار

ملامحه السمحة كرجل دين سابق لم تخفِ نواياه الشريرة تجاه أمن المنطقة، ودبلوماسيته الشهيرة مع الأوروبيين لم تمنعه من الهجوم على الغرب.. فتحولت خطاباته من هدوء «شيخ مفاوض» كما لُقّب خلال منصبه ككبير المفاوضين فى البرنامج النووى الإيرانى مع الاتحاد الأوروبى، إلى «صيحة جنرال».

«لا تلعب بالنار لأنك ستندم»، كلمات قالها الرئيس الإيرانى حسن روحانى، منذ أيام قليلة، محذراً واشنطن من أن «السلام معنا هو السلام الحقيقى والحرب معنا هى أُم كل الحروب»، لكنها تحولت إلى تهديد عملى حينما قام الحوثيون المدعومون من طهران باستهداف ناقلتى نفط سعوديتين.

الشيخ الدبلوماسى المحسوب على التيار الإصلاحى، قال إن «منع إيران من تصدير النفط يعنى أن كافة دول المنطقة ستكفّ عن بيع النفط»، مهدداً بغلق مضيق هرمز، لكن تهديداته بالوكالة امتدت إلى مضيق باب المندب أيضاً، ليجد «روحانى» نفسه محاطاً بدعم من أشد المتشددين فى إيران، بعد أن قال قاسم سليمانى، القيادى بالحرس الثورى الإيرانى المصنف إرهابياً، إنه سيرد على تهديدات ترامب بدلاً من رئيسه، وقال الجنرال إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، يجب أن يوجه إليه هو الحديث عندما يهدد إيران، وليس للرئيس الإيرانى. الفائز بفترة رئاسة ثانية فى إيران، قال إن من حق المواطنين الإيرانيين الاحتجاج ضد الحكومة على ألا يهددوا الأمن وبلا تخريب، واعترف أن هناك مشكلات يجب حلها، محذراً منذ البداية من أنه لن يكون هناك «حلول بين عشية وضحاها» لمشكلات إيران العديدة، كما حذر من أن الحكومة لن تتهاون مع أحداث العنف. «روحانى» الذى يجيد الإنجليزية والألمانية والفرنسية والروسية والعربية، عرف بامتلاك كاريزما واضحة عندما يتحدث فى المحافل والمناسبات المختلفة. وتعهد الحاصل على درجة الدكتوراه فى القانون بأسكتلندا، خلال حملته الانتخابية بتبنى بلاده نهجاً معتدلاً، وحظى بدعم إصلاحيين بينهم الرئيس السابق محمد خاتمى. روحانى «69 عاماً» تعهد بإجراء إصلاحات وإطلاق سراح السجناء السياسيين، الذين ألقى القبض عليهم خلال احتجاجات 2009، كما تعهد بضمان الحقوق المدنية واستعادة كرامة البلاد.. إلا أنه لم يحقق أياً من وعوده بحسب منتقديه، فقد تحول إلى التشدد فى نهاية المطاف ليصبح مثل سلفه أحمدى نجاد.

ويحاول «روحانى» عبر تشدده أن يجارى التغيرات فى إيران وفى الموقف الدولى منها، حيث كان انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة بداية لتغير شخصيته الهادئة المتفائلة، الموصوفة بالاعتدال والبعيدة عن التطرف، حيث اعتبره «الصقور» فى إيران أنه لم يعد مناسباً، لمواجهة القرارات المفاجئة وغير المدروسة التى يتخذها «ترامب».

 


مواضيع متعلقة