الأطباء: رحلة العلاج تستغرق شهوراً طويلة ما بين نفسى وجسدى.. وأكثرها ضراوة ما يترك أثراً يصعب محوه

كتب: آية الألفى

الأطباء: رحلة العلاج تستغرق شهوراً طويلة ما بين نفسى وجسدى.. وأكثرها ضراوة ما يترك أثراً يصعب محوه

الأطباء: رحلة العلاج تستغرق شهوراً طويلة ما بين نفسى وجسدى.. وأكثرها ضراوة ما يترك أثراً يصعب محوه

تعد إصابات الحروق ثالث الإصابات التى تسبب الوفاة حول العالم، وذلك بحسب ما رصدته منظمة الصحة العالمية فى دراساتها، ويستغرق العلاج مراحل عديدة من خلال مجموعة من العمليات التى يتوقف عددها على الحالة المصابة ومدى استجابة الجسم ونوع الحرق ومساحته بالنسبة للجسم الكلى ودرجته، التى تنقسم إلى ثلاث درجات، وهى الدرجة الأولى والثانية «السطحية والعميقة» والثالثة، بالإضافة إلى درجة رابعة متعارف عليها عند الأطباء وهى التفحم.

يقول الدكتور هيثم شبانة، متخصص جراحة وتجميل الحروق، إن رحلة علاج مريض الحروق قد تطول أو تقصر، وتتوقف أنواع الحروق ودرجاتها على حسب مسبباتها، فبعضها ينتج عن سقوط سوائل ساخنة أو مواد كيميائية أو ملامسة الجسم لسطح ساخن لفترة طويلة أو الناتج عن النيران، ويجب التعامل مع كل منها بحذر شديد حتى لا يتفاقم وضع المريض، موضحاً أن هناك بعض الإسعافات الأولية التى يجب أن يقوم بها، وبعد ذلك تأتى مرحلة العلاج داخل المستشفى، موضحاً أنه إذا كانت نسبة الحرق لدى المريض أكثر من 10% للأطفال و15% للكبار فإنه يتم حجزه لتبدأ رحلة العلاج، ويتابع هيثم حديثه مبيناً أن علاج المريض لا يتوقف على إجراء العملية الجراحية له، فسلامة المريض تحتاج أيضاً إلى التغذية السليمة، حيث إن مريض الحروق يحتاج إلى نسب كبيرة من السعرات الحرارية التى تصل إلى 5000 سعر حرارى فى اليوم، بجانب متابعة وزن المريض، بالإضافة إلى طبيب العلاج الطبيعى لمساعدته على تحريك أطرافه فى حالة تعرضه لمضاعفات جسدية، ويعيب د. هيثم على بعض السلوكيات الخاطئة التى يتبعها الأفراد فى علاج الحروق مثل استخدام المعجون و«السمنة» خصوصاً فى الأرياف، فضلاً عن الصورة الخاطئة التى يصدرها التليفزيون للمشاهد، فيقول: «المسلسلات بتبين إن المريض بيرجع وشه زى الأول وبالتالى المريض بيفتكر إن شكله هيرجع زى الأول وبيتصدم لما يلاقى إن لسه فيه آثار حروق على جسده»، مؤكداً أنه إذا تجاوز علاج المريض 21 يوماً فإن التشوهات الناتجة عن الحادث الذى تعرض له ستظل معه للأبد.

{long_qoute_1}

فيما يرى الدكتور طارق الدهشورى، أخصائى جراحة التجميل والحروق، أن هناك أسباباً عديدة تؤدى إلى إصابة الأشخاص بالحروق، قد تكون حادثاً عارضاً أو إهمال الأسرة فى الاهتمام بالأبناء ما يجعلهم عرضة لملامسة أسطح ساخنه أو مواد كيميائية، لافتاً إلى أن أخطر أنواع الحروق هو الحرق الكهربى، يقول: «الكهرباء تؤدى إلى أسوأ حرق للإنسان، لأنها تدخل جسم الإنسان وتولد الحرارة من الداخل ابتداء من العظام ثم العضلات قبل الجلد، وقد تسبب اضطرابات فى ذبذبات القلب والمخ، لذلك أنصح دوماً بأن يكون العلاج عن طريق الطبيب المختص»، وينوه أيضاً بخطورة الأبخرة الناتجة عن احتراق شىء ما، حيث يمكن أن تسبب اضطرابات فى الجهاز التنفسى تصل إلى الاختناق، وتابع حديثه ليوضح أهم الإسعافات الأولية التى يجب اتباعها فور الإصابة بالحروق الناتجة عن الكيماويات، قائلاً: «أول شىء بيتم تجريد المصاب من ملابسه وتمرير مياه جارية فاترة على أماكن الحرق ما بين 5 لـ10 دقائق ثم يغطى الحرق بشاش معقم»، ومن ثم يتم نقل المريض إلى المستشفى ليبدأ مرحلة علاجه التى تختلف من شخص لآخر حسب مدى استجابته ودرجة الحرق، الذى ينقسم إلى علاج موضعى يتمثل فى وضع الكريمات والمراهم وشاش مغطى بالفازلين على الحرق مباشرة، وعمليات التنظيف والترقيع أن استلزم الأمر، وعلاج كلى فى صورة تعويض للسوائل والأغذية وإزالة السموم»، وواصل حديثه موضحاً أن علاج المساحات الصغيرة من الدرجة الأولى والثانية السطحية تأخذ من أسبوع لأسبوعين إذا تم علاجه بطريقة صحيحة أما الدرجة الثانية العميقة والثالثة فتحتاج إلى وقت أطول، وغالباً ما تحتاج إلى التدخل الجراحى، وهو ما يؤكده «طارق» أن الحرق بمثابة عملية متغيرة قد تشفى تماماً أو تترك مضاعفات وفقاً لأسلوب العلاج المتبع، وبالنسبة لتكلفة العلاج أوضح أن التكلفة رمزية فى كثير من المستشفيات الحكومية وغير ثابتة فى القطاع الخاص، فهى تتوقف على عوامل كثيرة منها عدد العمليات ومستلزماتها والمكان الذى تتم فيه، يتابع: «الموضوع نسبى بدرجة كبيرة، ما يعنى أنه قد يتكلف علاج مريض ١٠٠٠ جنيه وآخر مائة ألف جنيه»،

ويعد العلاج النفسى الجزء المكمل للعلاج الجسدى لمرضى الحروق، حيث قال محمد حافظ، أخصائى نفسى واجتماعى، ومؤسس جروب «أصدقاء مصابى الحروق» على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» إن أغلب الأطفال بعد تعرضهم للحروق وإصابتهم بتشوهات يتجنبون التعامل مع المجتمع الخارجى ويصبحون عدائيين مع غيرهم، وبالتالى يأتى هنا دور العلاج النفسى الذى يتم على مرحلتين من خلال الأسرة أولاً، حيث يتم تقديم بعض الإرشادات والنصائح لهم كى تساعدهم فى التعامل مع طفلهم فى حالة غضبه، فيقول: «المرحلة الأولى فى الغالب بتبقى أصعب مرحلة لأن الطفل بيكون لسه خارج من صدمة اللى حصل له وبيحلم بكوابيس وبالتالى بتاخد وقت ممكن يوصل لـ6 شهور وده طبعاً متوقف على ضخامة الحدث اللى تعرض له»، أما بالنسبة للمرحلة الثانية فتتمثل فى تعامل الطفل مع المجتمع الخارجى «المدرسة والشارع»، حيث يتم خلالها تأهيل الطفل للتعاون والمشاركة فى المجتمع الخارجى من خلال الأنشطة المختلفة والندوات لشرح الإسعافات الأولية وتوضيح معاناة الأطفال المصابة بالحروق، موضحاً أنه يتم عمل معسكرات تحتوى على فعاليات مختلفة لدمج الأطفال المصابين مع المجتمع الخارجى.


مواضيع متعلقة