من كندا لسوريا "داعش" تتبنى 3 عمليات في يوم واحد.. وخبراء: نتوقع أكثر

04:11 م | الأربعاء 25 يوليو 2018

3 عمليات بثلاث قارات مختلفة أعلن تنظيم داعش الإرهابي على تبنيهم اليوم، فبدأ بتبني الهجوم الذي قالت مصادر أمنية إنه تم عن طريق انتحاري صدم دراجته النارية بمركبة تابعة للشرطة قرب مركز اقتراع في باكستان، ثم تبنى هجومًا واسعًا تخلله عمليات انتحارية استهدف صباحًا محافظة السويداء في جنوب سوريا، وأوقعت وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 100 قتيل، وأخيرًا تبنى تنفيذ إطلاق النار في مدينة تورنتو، العاصمة الاقتصادية لكندا، الذي تسبب الأحد الماضي بمقتل شخصين وإصابة 12 آخرين بجروح.

في بيانات متتالية عبر حسابات التنظيم الإرهابي على تطبيق "تلجرام"، أعلن في البداية مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري الخاص بصدم دراجة نارية لمركبة تابعة للشرطة قرب مركز اقتراع، وقتل انتحاري 29 شخصًا على الأقل قرب مركز اقتراع بمدينة كويتا الباكستانية اليوم، فيما يدلي الناخبون بأصواتهم في انتخابات برلمانية عامة.

والبيان التالي كان بشأن سوريا، حيث تبنى التنظيم بيان تداولته حسابات جهادية على تطبيق تلجرام الهجوم الذي استهدف صباحًا محافظة السويداء في جنوب سوريا، وأوقعت وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 100 قتيل، ومنذ قليل تبنى التنظيم تنفيذ إطلاق النار في مدينة تورنتو، العاصمة الاقتصادية لكندا، الذي تسبب الأحد بمقتل شخصين وإصابة 12 آخرين بجروح.

ويرى ماهر فرغلي، الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي، إن تلك الأعمال متوقعة، خصوصًا وأن تنظيم داعش من البداية حتى عام 2015/2014 يركز على العمليات الخارجية خارج حدود الأماكن التي يسيطر عليها، وعمل على ذلك منذ أن بدأ يضربه التحالف العربي على حدوده، فاعتمد استراتيجية "التأمين الحدودي"، وهي تقوم على ضرب الأذرع الخارجية حتى يخف من الضغط على الأماكن المسيطر عليها، وأصبح يدمد بين "قتال العدو القريب" و"قتال العدوالبعيد" بعد ما كان يستهدف القريب فقط.

بدأت تضح تلك الاستراتيجية، حسب حديث فرغلي لـ"الوطن"، بإنشار فرع العمليات الخارجية الذي ترأسه أبو محمد العدناني قبل موته، وبدأت تظهر عمليات في أوربا وتونس وغيرهم حتى يزيد الأمور ضراوة، وفي الفترة الماضية انحسرت عملياته بسبب انهيار التنظيم ومقتل قياداته وإصابات البغدادي فبدأ التنظيم يفقد تماسكه، حتى أنه بدأ يتماسك في الـ6 شهور الأخيرة، والبيانات الثلاثة الأخيرة تعتبر رسالة منه بأنه مازال متواجدًا ومستمرًا، فإن داعش في النهاية لم ينتهي كتنظيم لكنه سيستمر لفترة أطول مما نتوقع.

وهوالأمر الذي رمى إليه الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، حيث رأى أن إعلان تبني العمليات الثلاث اليوم هو تأكيد من التنظيم على وجوده وأنه لم يندثر ويخرج من مناطق تمركزه في العراق وسوريا إلى مناطق خارجية، واختيار 3 مدن في 3 دول مختلفة حتى في القارات فهو رسالة منه بأنه ينتشر ويتمدد في مناطق أخرى، وهو ما يؤكد ما قاله قادة داعش إنهم سيخرجون إلى مناطق ممتدة فهو يبعث برسائل سياسية واستراتيجية، وأن التنظيم فكرة قائمة.

وأشار فهمي، في تصريح لـ"الوطن"، أن الخطورة تكمن في تلك "العمليات الخاطفة" مثلما حدث اليوم فهي تتم من عناصر تم تجنيدها إلكترونيًا ليس لها حضور أو تأثير ومن المتوقع أن تكون هناك عمليات أخرى قادمة في الطريق.