بعد تفجير "داعش" الانتحاري.. تعرف على مدينة السويداء السورية
بعد تفجير "داعش" الانتحاري.. تعرف على مدينة السويداء السورية
شهدت مدينة السويداء السورية هجوما انتحاريا، صباح اليوم، حيث ذكرت وزارة الصحة أن حصيلة التفجير 38 قتيلا و37 مصابا بجروح متفاوتة.
وأفادت الوكالة السورية للأنباء "سانا"، اليوم، بسقوط قتلى ومصابين في مدينة السويداء السورية جراء هجوم انتحاري نفذه إرهابيون.
فيما قالت مصادر رسمية، لوكالة "رويترز"، إن تنظيم "داعش" الإرهابي قتلوا العشرات في سلسلة هجمات على مناطق تسيطر عليها الحكومة في جنوب غرب سوريا يوم الأربعاء من بينها عدة تفجيرات انتحارية بمدينة السويداء، مشيرة إلى أن تلك الهجمات المنسقة هي الأعنف في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة منذ شهور طويلة.
بينما قالت وسائل إعلام رسمية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن المتشددين شنوا هجمات متزامنة على عدد من القرى بالريفين الشمالي والشرقي لمدينة السويداء حيث اشتبكوا مع القوات الحكومية.
وتعتبر محافظة السويداء واحدة من المحافظات السورية التي تقع في الجنوب الشرقي من دمشق، حيث تحدها العاصمة من الشمال ومحافظة درعا من الغرب والبادية السورية والصفا من الشرق والأردن من الجنوب، وتبلغ مساحتها 6550 كيلو مترا مربعا، بينما يسود فيها مناخ معتدل جبلي بارد.
وتعدّ متحفا مفتوحا للآثار التي تعود إلى آلاف السنين، حيث عثر العلماء بعدة مواقع فيها على أدوات صوانية منحوتة كان يستخدمها إنسان ما قبل التاريخ، منها مراح كوم التينة ومراح المزرعة القريبة وقراصة، وكوم الحصى، وحزحز، والشبكي، كما تحتضن المحافظة مواقع أثرية مهمة مثل تل الدبة قرب قرية بريكة، وموقع دير الأسمر بين قريتي نجران وأم العلق، تشير اللقى الأثرية فيها على وجود آثار من العصر البرونزي، وفقا لموقع السويداء الرسمي.
كما تنتشر بالمحافظة أيضا آثار للأراميون والصفويون والأنباط واليونانيون والرومان، حيث كانت المدينة تعتبر مركزا تجاريا واقتصاديا وعسكريا متميزا، وهو ما يظهر في احتضانها قلعة "صلخد" الضخمة، فضلا عن تقسيم المدن على غرار روما.
وتشتهر بزراعة العنب والزيتون والقمح والعدس والشعير والحمص وغيرها، بالإضافة إلى صناعة السجاد والبلاستيك والمشروبات الكحولية وزيت الزيتون.
تمزج السويداء بين الحضارة القديمة المنقوشة بين ثنياها مع اللمسات العصرية التي أضيفت إليها مؤخرا، وهو ما كان يجعلها مدينة سياحية معروفة، حيث تشتهر بكونها تضم المسرح الروماني، وأقواس النصر، والمعابد، والكنيسة البيزنطية، ومعبد الشمس والكثير من الاثار إضافة للجبال المكسوة بالخضرة والغابات الطبيعية.
لم تكن تلك هي المرة الأولى التي تشهد فيها السويداء عمليات إرهابية، حيث سبقت أن جرى بها العديد من التفجيرات، أبرزها في نوفمبر 2013، حيث تم تفجير فرع المخابرات الجوية بسيارة ملغومة الذي أودى بحياة 14 قتيل وأكثر من 70 مصابا، فضلا عن أنه هز المدينة بالكامل وتدمير العديد من الأبنية، وفي مايو 2017، أصيب 3 أشخاص بجروح، جراء انفجار عبوات ناسفة استهدفت حافلة على طريق دمشق السويداء، زرعها إرهابيون في منطقة كوع حدر على طريق شهبا بريف السويداء الشمالي.
كما قُتل 8 مقاتلين من قوات الأسد، جراء انفجار عبوة ناسفة في حافلتهم، على طريق دمشق السويداء، في مايو الماضي، وبالشهر التالي لقى 3 أشخاص مصرعهم وأصيب 2 آخرون بجروح في اعتداء لمسلحي تنظيم جبهة النصرة بالقذائف الصاروخية على الأحياء السكنية في مدينة السويداء.