"الوطن" تحاور والد عهد التميمي قبل الإفراج عنها: ابنتي هزمت السجان

كتب: محمد علي حسن

"الوطن" تحاور والد عهد التميمي قبل الإفراج عنها: ابنتي هزمت السجان

"الوطن" تحاور والد عهد التميمي قبل الإفراج عنها: ابنتي هزمت السجان

"ما في عدالة تحت الاحتلال وهادي المحكمة غير شرعية"، جملة أصرت الفتاة الفلسطينية عهد التميمي على ترديدها أثناء كل جلسة محاكمة، إضافة إلى "حق الصمت" التي التزمت به في جميع تحقيقات الاحتلال، لتنفذ عقوبة السجن لمدة 8 أشهر بعد الإقرار بذنبها، فمن المقرر الإفراج عنها يوم الأحد القادم، حسب والدها.

"الوطن" حاورت باسم التميمي، والد عهد، الذي قال إنه كان يعلم أخبار ابنته من خلال المحامين وبعض الزيارات، موضحا أنها استطاعت أن تتغلب على الظروف التي تمر بها بالرياضة والدراسة.

وأضاف التميمي، في حواره لـ"الوطن"، أن عهد تحدت الاحتلال وجهات التحقيق التابعة له، وصمدت في وجه الظلم والسجان، معربا عن سعادته لما لمسه من تضامن عربي وعالمي تجاه قضية ابنته.

وإلى نص الحوار:

- سلطات الاحتلال أبلغتلك بالإفراج عن ابنتك عهد، فهل تتوقع حدوث تعنت بهذا الشأن؟

ابنتي عهد يفرج عنها الأحد المقبل، وتنتهي مدة محكوميتها بعد قضاء ثمانية أشهر في سجون الاحتلال، وأنا أحسن الظن بالله ولا أحب أن أكون متشائما، وفي النهاية هذا احتلال غاشم تتوقع منه أي شيء، لكن الحياة علمتني أن أعيش كل لحظة أعطيها حقها، ولم أعتاد على تقدير البلاء قبل وقوعه، وأن أحسن ظني بالله.

{long_qoute_3}

- كيف كانت تصلكم أخبار عهد من داخل المعتقل؟

كنت أعلم أخبارها عن طريق المحامين، وشقيقها الصغير كان يزورها كلما سنحت الفرصة، وآخر مرة زارتها خالتها، وكانت تصلنا الأخبار المتاحة عنها من بعض المعارف.

- صف لنا، كيف تعيش عهد في المعتقل؟

عهد بطبيعتها تحب الحياة والحرية، وقدمت للثانوية العامة وهي في المعتقل وخاضت امتحانات الثانوية العامة، وننتظر النتيجة حيث إنها لم تظهر حتى الآن، وكانت تمارس الرياضة، لأنها تعشق كرة القدم ومهتمة بمتابعة أخبارها، كما أنها طورت من نفسها في اللغة الإنجليزية، خلال الفترة التي قضتها في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

- هل علمت عهد مدى التضامن العربي والعالمي مع قضيتها خلال فترة اعتقالها في سجون الاحتلال؟

نحن نتحدث في العموم عن شخصية ابنتي عهد، فالطبيعي أنها صغيرة في السن لكنها مؤمنة بقضية وطنها، وبالطبع عرفت حجم التضامن معها، حيث إنها كانت تتابع القنوات والإذاعات العربية والإسرائيلية المتاحة في السجن، ومن خلال أحاديث الناس في الزيارات للمعتقل، تعلم التفاعل مع قضيتها، لكن كل ما يشغلها هي القضية الفلسطينية.

{long_qoute_1}

- بما تنصح ابنتك بعد الإفراج عنها؟

الاحتلال وجوده ليس قدرا ولكنه عرضي، ومقاومته واجب على كل فلسطيني وعربي وإنسان حر، وإذا كان الاحتلال يردعنا بسجونه ومعتقلاته ما كنا سنختار هذا الطريق، وعهد لديها مطلق الحرية للتصرف وتحديد مستقبلها، وأنا على يقين أن فلسطين في قلب وعقل ابنتي.

- ما أصعب موقف تعرضت له عهد خلال فترة اعتقالها؟

أتذكر أن أصعب مواقف تعرضت له عهد، كان خلال فترة التحقيق الأولى، حيث كانت تُمنع من النوم ولم يكف المحتل من تهديدها وتخويفها وعرضها على جهات التحقيق لمدة 14 ساعة يوميا والضغط عليها، ورغم صغر سنها تخطت كل هذه المصاعب ورفعت مستوى التحدي مع الاحتلال ورفضت ذكر اسمها في الـ12 يوما الأولى أثناء اجراء التحقيق معها، إضافة إلى أن والدتها كانت معها في السجن لكن في زنزانة بعيدة عنها.

{long_qoute_2}

- حدثنا عن مشاعرك كأب؟ وكيف مرت عليك هذه الفترة العصيبة؟

مررت هذه الفترة بكل ظروفها الصعبة واختلاط المشاعر من حزن وقلق واحترام وتقدير، لكن الأصعب في هذه التجربة هو غياب الزوجة التي ما زالت معتقلة، وابني وعد الذي اعتقله الاحتلال هو الآخر، فلك أن تتخيل أن ثلاثة من أسرتك في المعتقل، ولم يكن على لساني سوى دعائيين: الأول أن يحفظهم الله ويفك أسرهم وكربهم ويحفظهم، والثاني أن ينتهي هذا الاحتلال الغاشم سريعا، حتى لا نضطر أن نعود للسجون والمعاناة.

- بما تفسر حجم تعاطف الشباب العربي مع عهد؟

هذا شيء يسعدني ويفرحني، فعهد ابنتي كفكرة أخذت هذا الاهتمام من عقول الشباب والنخب العربية، وهذا دليل على أن فكرة الاشتباك مع العدو وفكرة المقاومة هي الفكرة المركزية والمحورية في العقلية والنفسية العربية، ويتطلب هذا أن تتبنى النخب هذه الفكرة، وأن تدشن مشروعنا التحرري والنضالي على أرضية الاشتباك بعيدا عن الهرولة، لأن هذا الكيان غير شرعي، فهو سيبقى عدوا وسنظل نواجهه.


مواضيع متعلقة