وسيط اتفاق «حمص»: الدور المصرى «وسيط نزيه ومقبول» فى سوريا ويحقق «الوجود العربى».. وتركيا وقطر تخرّبان وقف إطلاق النار

وسيط اتفاق «حمص»: الدور المصرى «وسيط نزيه ومقبول» فى سوريا ويحقق «الوجود العربى».. وتركيا وقطر تخرّبان وقف إطلاق النار
- إنهاء الأزمة
- اتفاق وقف إطلاق النار
- الأراضى السورية
- الأزمة السورية
- أتراك
- اتفاق حمص
- سوريا
- تيار الغد السوري
- المعارضة السورية
- إنهاء الأزمة
- اتفاق وقف إطلاق النار
- الأراضى السورية
- الأزمة السورية
- أتراك
- اتفاق حمص
- سوريا
- تيار الغد السوري
- المعارضة السورية
أوضح عبدالسلام النجيب، القيادى بتيار «الغد السورى»، وسيط اتفاق وقف إطلاق النار فى حمص، الذى تم توقيعه فى القاهرة مؤخراً، أن لمصر دوراً لا غنى عنه فى الحل السياسى فى سوريا، مؤكداً أن هذا الدور تواجهه تركيا وقطر بأعمال تخريبية لإفشال اتفاقات وقف إطلاق النار التى تستهدف المحافظة على وحدة الدولة السورية، وفقاً للموقف المصرى الثابت والمعلن منذ بداية الأزمة. وشدد «النجيب»، فى حواره لـ«الوطن»، على ضرورة أولوية المحافظة على وحدة سوريا فى المرحلة الراهنة، منعاً لضياعها، مؤكداً أن أهداف المعارضة تحولت لتلائم أولويات المرحلة الراهنة، وإلى نص الحوار:
بتوقيع اتفاقات القاهرة لوقف إطلاق النار فى بعض المدن السورية، هل نقول إن الدور العربى عاد، بعد غياب، للأزمة السورية؟
- فى البداية نشكر مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى على هذه الجهود التى أعادت بالفعل الحضور العربى فى الأزمة السورية، فدولتنا اسمها الجمهورية العربية السورية، وعلى مدار سنوات الأزمة رأينا الحضور الروسى والإيرانى والأمريكى والتركى ومختلف دول العالم، وغاب العرب. وتوقيع اتفاقات القاهرة يتسق تماماً مع رؤية مصر لحل الأزمة سياسياً والحفاظ على وحدة سوريا، وهذا الصوت ظل غائباً عن الأطراف التى حوّلت الثورة إلى صراع مسلح. ونحن نتساءل: كيف لأهل البيت، وهم العرب، أن يكونوا غائبين عنه؟ ومصر مشكورة، هى التى رعت عودة الدور العربى وخفض التصعيد، وقامت بدور فى الغوطة وفى غيرها، وصمدت الاتفاقات، ولكن التدخلات الدولية حققت انتكاسات، وهذا ما تريده الدول غير العربية المنخرطة فى الأزمة. ومصر وسيط نزيه فى الأزمة السورية، وهذا ما يعطى طمأنة للناس فى أى اتفاق لخفض التصعيد فى المدن السورية. ودعنا لا ننسَ أن هناك 400 ألف سورى فى مصر يعامَلون معاملة المواطنين المصريين، وليسوا لاجئين فى مصر كما هو الحال فى دول أخرى، ولا هم موجودون فى مخيمات مثل لبنان والأردن، فالسورى فى الأردن أو لبنان أو تركيا اسمه «لاجئ» لظروف خاصة بهذه الدول، وهناك قيود كثيرة عليه، ولكن السوريين فى مصر فى وضع آخر، كأنهم مواطنون أو مقيمون بشكل عادى، وعلى المستوى السياسى مصر لها دور نزيه، وشكّلت منصة القاهرة التى بُنيت على مؤتمرى «القاهرة 1 و2»، وهى مشاركة فى «جنيف» من أجل دعم الحل السياسى، وسياسة مصر تدفع نحو الحل السياسى.
{long_qoute_1}
كيف توصلتم للاتفاقات الأخيرة التى وُقعت برعاية مصرية فى القاهرة وبضمانة روسية بوساطتكم فى تيار «الغد السورى»؟
- أتينا إلى مصر ضمن وفود للفصائل الموجودة فى شمال حمص، ووقعنا الاتفاق فى نفس القاعة التى شهدت توقيع اتفاقات المصالحة الفلسطينية بين حركتَى فتح وحماس، وهذا دور مصر كشقيقة كبرى لكل العرب، فقد اجتمعت قيادات لقوات فصائل مسلحة فى ريف حمص الشمالى، وهناك اتفاق آخر فى الساحل السورى، وجئنا برعاية مصرية، وبوساطة من تيار «الغد السورى» برئاسة الشيخ «أحمد الجربا»، لإتمام الاتفاق حول خفض التصعيد ووقف إطلاق النار وعودة المهجّرين من أهلنا وعودة اللاجئين لبيوتهم، وتسوية أوضاع المعارضين واستتباب الأمن والعودة للحياة الطبيعية فى هذه المناطق شيئاً فشيئاً.
هل تختلف اتفاقات وقف إطلاق النار التى وُقّعت فى القاهرة عن بقية مسار خفض التصعيد فى سوريا الذى يتم أيضاً بضمانة روسية؟
- بالتأكيد هناك فارق كبير، فالاتفاقات التى تأتى برعاية مصرية تكون مقبولة من معظم الأطراف، لأن مصر لم تتورط فى إراقة الدم السورى، ومصر دورها واضح ومعلن وموقفها ثابت منذ بداية الأزمة، فهى على جانب تدعم تطلعات الشعب السورى، وتدعو للحفاظ على الدولة، وتيار الغد السورى قام برعاية عدة اتفاقات بالتعاون مع مصر وكانت ناجحة، على خلاف مسار «أستانا» لخفض التصعيد، الذى تقوم به ثلاث دول وهى: روسيا وإيران وتركيا، والطرف الغائب عن هذا المشهد هو الجانب العربى، ولقد كانت لدينا رؤية أن يكون هناك دور للعرب فى الأزمة السورية، لأن سوريا تهم العرب أكثر مما تهم أى طرف آخر. والفارق الأساسى بين مسار اتفاقات القاهرة وأى مسار آخر هو أن مسار القاهرة يؤكد على وحدة سوريا، ولكن مسار «أستانا» كان يعمل وكأنه يكرس التقسيم الفعلى، لأن كل دولة من الدول الضامنة تعمل على تحقيق مصالحها فقط، فالأتراك عندما أخذوا مناطق فى شمال سوريا أصبحوا يتصرفون فيها كأنهم يتصرفون فى دولتهم، وأنا أعتبر ذلك احتلالاً، وليس الغاية خفض التصعيد أو إنهاء المشكلة، وكأنهم يعيدون استنساخ ما فعلوه مع لواء إسكندرون المحتل فى عام 1939، وحتى اللحظة لم يعد إلى الأراضى السورية، والجولان أخذته إسرائيل، وصعب أن يرجع، فالدول تكرس الاحتلال وتبحث عن مصالحها. {left_qoute_1}
هل هناك جديد فى شكل الاتفاقات التى وُقّعت مؤخراً فى القاهرة؟
- اتفاق الساحل السورى يُعتبر تقدماً كبيراً وتطوراً فريداً من نوعه، لأن المعارضة والفصائل المسلحة ليس لديهم سيطرة على أى جزء من الأراضى التى تم عليها هذا الاتفاق، فالأرض فى يد الروس والحكومة، وأهمية الاتفاق الذى تم توقيعه فى القاهرة حول الساحل هو أنهم عقدوا اتفاقاً فى أرض ليست تحت سيطرة الفصائل، على خلاف اتفاق الغوطة، والهدف من اتفاق الساحل هو عودة المهجّرين واللاجئين وعودة الناس لبيوتها وأراضيها، مع استقرار فى الحياة رويداً رويداً، واتفاق الساحل هو استكمال لعدة اتفاقات أخرى.
هل هناك تعاون من الحكومة السورية فى الاتفاقات التى ترعاها مصر؟ ومن الأطراف التى تعرقل الاتفاقات؟
- بالفعل هناك تفهم للوضع، سواء من جانب الحكومة السورية أو القوات الروسية، وتفهموا ضرورة أن يبقى الناس فى بيوتهم فى ريف حمص الشمالى ولا يحدث تهجير، وكان هناك أريحية وتطمين، فهناك 400 ألف شخص، وبقاؤهم يعنى الإدراك الكامل بالدور الإيجابى الذى ستقوم به الحكومة والروس، ونحن فى تيار الغد السورى وعدنا أهل المنطقة بوجود دور لهم فى إدارة شئونها، وعودة النازحين إليها، والناس لو عندها قلق كانت ستترك المكان. ولا بد أن نشير هنا إلى أن هناك توافقاً بين كل الأطراف حول دور مصر، وهذا لم ينشأ بين يوم وليلة، فمصر تحمل على عاتقها حماية الأمن القومى العربى، والشعب السورى لا يزال فى مخيلته يعتبر نفسه جزءاً من الإقليم الشمالى لدولة الوحدة بين مصر وسوريا. وبعد أن حققنا نجاح اتفاق وقف إطلاق النار فى الغوطة ظل الاتفاق وقتاً طويلاً مستقراً وصامداً وكان إيجابياً، وله نتائج مثمرة، وانتقلت الاتفاقات لحمص وجنوب دمشق، والآن بالساحل السورى، وأهمية ذلك أننا أدركنا أن هذا المسار يحقق الاستقرار والأمن وعودة اللاجئين واستتباب الأمن أكثر من أى مسار آخر، وهو بطريق غير مباشر يحقق هدفنا الأسمى وهو وحدة سوريا. والأطراف التى تعرقل الاتفاقات هى الأطراف المضادة للأمن القومى العربى، فاتفاق الغوطة صمد 3 شهور ثم حدثت هناك انتكاسات بسبب تدخل دول بالقصة، حيث تدخلت تركيا وقطر، ودفعتا أموالاً كثيرة من أجل إفشال الاتفاق.
كيف تقوم تركيا وقطر بهذا الدور التخريبى؟
- تفاصيل التدخل التركى القطرى لا تحتاج إلى دليل، فالأطراف المعرقلة للاتفاقات على الأرض والتى تخترق ما يُوقّع حول وقف إطلاق النار هى أطراف صنيعة تركيا وقطر، فما يقوم به فيلق الرحمن وجبهة النصرة وأحرار الشام فى هذه المناطق خير دليل، وهو كلام يعرفه كل النار، فتركيا وقطر تتحكمان بهذه المجموعات. وقبل الاتفاق فى غوطة دمشق على وقف إطلاق الناس كان جيش الإسلام هو القوة المسيطرة فى الغوطة، ووقعنا الاتفاق معه، ولكن لإفشال الاتفاق أصبحت تركيا وقطر تدعمان الأطراف الأخرى. أما فى اتفاق ريف حمص الشمالى، فكانت الفصائل التى وقّعت الاتفاق قوية وحاضرة، فما استطاعت تركيا وقطر أن تُفشلا الاتفاق، رغم أنهما حاولتا ذلك.
كيف تنظرون للتدخل التركى فى الشمال السورى؟
- كما ذكرت لك هو احتلال، وهدفه تحقيق مصالح تركيا وليس إنهاء الأزمة، ورغم ذلك نحن لسنا ضد تركيا كدولة، نحن ضد سياسة الرئيس التركى أردوغان فى سوريا، فهى سياسة مضرة وهدفها استغلال الأزمة لمحاربة الكرد، وليس له أى هدف آخر، ونحن نعتبر أى تعد على الأكراد تعدياً على كل سوريا، وأردوغان منذ 2011 يقدم وعوداً للسوريين بدون تنفيذ، كما يفعل مع الفلسطينيين، ولو كان الأتراك جادين فى حل القضية السورية لقاموا بحلها منذ البداية، ولكن هناك عدم جدية فى تسوية الأزمة السورية من قبَل الأتراك، ودورهم سلبى.
كيف تغيرت رؤيتكم للأزمة السورية وطبيعة أهدافكم وفقاً لما وصلت إليه الأمور حالياً؟
- الأزمة السورية بدأت عام 2011 بمطالب شعبية مبررة ومشروعة، ثم أصبح الموضوع مع مرور السنوات شائباً، فأصبح هناك تدخل دولى، وأصبح هناك تسليح للأطراف وعسكرة للأزمة، ودخلنا فى متاهة، وعندما دخلت الأزمة فى نفق مظلم، أصبحت الفكرة الرئيسية للشيخ أحمد الجربا هى فكرة الحل السياسى وإيقاف شلال الدم بيننا وبين النظام، فكانت مشاركتنا فى جنيف 2014، ودخلنا فى مفاوضات جدية مع الحكومة السورية، وبعدها أصبح هناك منصات للمعارضة موحدة، وظهرت مبادرة «لافروف-كيرى» ولم تكن واضحة، ولذلك دخلنا فى «جنيف 2»، وشاركنا فى مؤتمرى «القاهرة 1 و2» مع المقتنعين بالحل السياسى، وتم تشكيل هيئة المفاوضات ككيان واحد يفاوض النظام بدون تشعبات. أهدافنا فى بداية الثورة كانت التغيير، ومطالبنا هى العدالة والحرية والكرامة، ولكن المنحنى كله تغير، ولكن عندما رأينا أن سوريا ستضيع منا.. رأى تيار الغد السورى بقيادة «الجربا» ضرورة المحافظة على وحدة سوريا، ثم بعد ذلك نبحث كيف ستحكم الدولة، والقرار فى هذا الأمر للشعب السورى، سواء رأى أن تحكم بشكل فيدرالى أو لامركزى أو حتى كدولة مركزية وتظل كما هى، فالمستقبل سيحدد نظام الحكم، أما مهمتنا ومسئوليتنا التاريخية حالياً فهى أن نظل محافظين على سوريا كدولة موحدة، والهدف الآخر محاربة الإرهاب ووقف العنف، وهذه معضلة كبيرة أمام كل الدول وتحد خطير، والمعضلة لدينا مضاعفة، فكيف ستتمكن دولة مثل سوريا لديها مشكلات كثيرة من مواجهة الإرهاب، وجعل سوريا تقف على قدميها مجدداً، وتعيد بناء نفسها، ونحن كتيار وكطيف واسع من المعارضة السورية لدينا أولويات محددة فى هذه المرحلة وهى المحافظة على وحدة سوريا، ومحاربة الإرهاب.
هل لا يزال دور السوريين، سواء المعارضة أو النظام، فى معادلة توازنات الأزمة «صفر»؟
- الاتفاقات التى نقوم بها تدحض ذلك، لأننا اليوم نقوم بعمل ملموس على الأرض، والاتفاقات تؤدى بشكل غير مباشر إلى استعادة القرار الوطنى، فنحن قرارنا الوطنى حتى الآن فى الأزمة لا شىء، وليس بأيدينا شىء، سواء معارضة أو نظام، فقد أصبح لكل الدول نفوذ فى سوريا ما عدا السوريين أنفسهم، ولكن مع مسار التهدئة الذى نمارس دوراً مهماً فيه بات أمامنا مسئولية، وحضور لا بد أن نبنى عليه ونحافظ على مكتسباته.