آخر كلماته "حتى أنت يا حسين".. قصة أسر قائد المدرعات ليلة "23 يوليو"

آخر كلماته "حتى أنت يا حسين".. قصة أسر قائد المدرعات ليلة "23 يوليو"
- ثورة 23 يوليو
- الضباط الأحرار
- جمال حماد
- المدرعات
- سلاح الفرسان
- ثورة 23 يوليو
- الضباط الأحرار
- جمال حماد
- المدرعات
- سلاح الفرسان
رغم مرور 66 عاما عليها، إلا أن الكثير من خبايا ثورة 23 يوليو 1952 غير معروفة للملايين، فبوفاة أصحابها من الضباط الأحرار دفنت معهم العديد من الأسرار، ولكن بعضها نجا بتدوينه في مذكرات وكتابات غير منتشرة، ولكنها تجذب الأنظار بشدة مع الاحتفالات بذكرى الثورة.
وبين العديد من التفاصيل والأحداث التي لم تخرج للنور بشكل كامل، هي أسر قائد المدرعات بالجيش ليله الثورة، وهو ما كشف تفاصيله المؤرخ العسكري جمال حماد، أحد الضباط الأحرار، بمقاله بعنوان ذكريات عن ثورة 23 يوليو، في مجلة أكتوبر، بالعدد 770، الصادر يوم الأحد 28 يوليو 1991، استنادا إلى مذكرات فاروق توفيق، الذي يعدّ أيضا من ضمن الضباط الأحرار والذين شاركوا في الثورة.
كان من أشد المواقف حرجا التي واجهت الوحدات العسكرية المشتركة في الثورة ليلة 23 يوليو.. بهذه الوصف اختصر حماد تفاصيل الحدث، موضحا أن ما جرى في آلاي الخيالة بسلاح الفرسان عندما فوجئ الضباط الأحرار الموجودون في المعسكر بالعميد حسن حشمت، قائد اللواء المدرع، الذي كان يتمتع بشخصية قوية ورهبة واضحة، وهو ما كان بمثابة القوة الضاربة الأساسية لوحدة الفرسان حينذاك، يدخل المعسكر قبل ساعة تقريبا من موعد بدء التحركات، ما كاد يصيب هؤلاء الضباط بإحباط ويؤدي إلى اهتزاز روحهم المعنوية، حيث كانوا مكلفين بالاستيلاء على مبنى إدارة سلاح الفرسان.
وكان مبنى إدارة الفرسان يضم مكتب مدير السلاح اللواء علي الشافعي وأعضاء مكتبه، حيث كان في إجازة، لذلك كان على العميد حشمت في ليلتها علاوة على قيادة اللواء المدرع، قيادة سلاح الفرسان بالنيابة، وفي المساء كان يوجد بآلاي الخيالة من الضباط الأحرار الرائد عثمان فوزي والملازم أول فاروق توفيق والملازم ثاني مراد سكر، ثم انضم لهم الملازم أول حسن الدمنهوري.
ولتنفيذ واجب آلاي الخيالة في السيطرة على سلاح الفرسان توجه ضباط الخيالة إلى مبنى إدارة السرج القريبة من معسكرهم والتي كانت تقع على شارع الخليفة المأمون، حيث وجدوا الضابط المناوب وقتها هو النقيب صلاح عيداروس، الذي ضموه لاحقا لهم، وتصادف عند الدخول إلى مكتب ضابط عظيم السلاح أن علموا أنه طلب على التليفون لمحادثة الفريق حسين فريد رئيس أركان حرب الجيش، فبادر الملازم الدمنهوري وتوفيق بقطع أسلاك التليفون لمنع أي اتصال بين رئيس الأركان وإدارة سلاج الفرسان.
وأثناء وقوف ضباط الخيالة في ساحة الطابور بمعسكر الآلاي فوجئوا بعربة ركوب مدنية تتوقف أمامهم، ليصابوا بصدمة عنيفة عندما نزل من العربة العميد حشمت وكان مرتديا الزي المدني، وأورد فاروق توفيق في مذكراته، أنهم شاهدوا في المقعد الخلفي الملازم أول إبراهيم العرابي وممدوح شوقي، حيث كان العرابي أحد الضباط الأحرار وكان مكلفا بمهمة دراسة بوابة سلاح الفرسان بفصيلة من السيارات المدرعة، فأمره حشمت بالجلوس في العربة كما أمر فصيلة السيارات المدرعة بالعودة إلى ثكنتها داخل السلاح، ثم شاهد شوقي وأمره بالجلوس جانب زميله.
وحاول حشمت إقناع الضباط الأحرار الذين التقاهم بالعدول عن الاشتراك في هذه المغامرة الطائشة التي تعد في القانون العسكري جناية عقوبتها الإعدام، لأنها تعتبر تمردا وخيانة عظيم، فيما سارع توفيق بنزع مفتاح تشغيل العربة لمنعه من التحرك وطلب من زملائه النزول منها، بينما نادى الدمنهوري على جنود الخيالة المحيطين به نداء احترس فشهر الجنود بنادقهم في وجه حشمت، وإذا بأحد البنادق يصطدم بإصبعه ويجرحه ليزداد الموقف صعوبة وتوترا، وفي هذه الأثناء أسرع الرائد عثمان فوزي إلى مكتب قائد كتيبة السيارات المدرعة حيث يوجد المقدم حسين الشافعي والرائد ثروت عكاشة، الموكلة إليهم إدارة عمليات وحدات الفرسان والإشراف على تنفيذها للخطة.
وعلى الفور أخبرهم فوزي بوجود حشمت فأسرعا بسيارة إلى مكانه، حيث كان يناقش الضباط في حدة ويوجه إليهم تهديدات عنيفة، وعندما رآهم قائد المدرعات أبدى دهشته له قائلا: حتى أنت يا حسين، ليرد عليه بصلابة لا جدوى من النقاش والأمر قد حسم، فالتفت إليهم حشمت لتحذيرهم من مغبة هذه الأعمال، ولكن حسما للموقف وتجنبا لإضاعة الوقت في جدل لا طائل منه، تقدم عكاشة ووجه إلى حشمت الرشاش وأرغمه تحت التهديد على ركوب سيارة الشافعي وحملوه إلى قيادة كتيبة السيارات المدرعة وأوكلوا إلى الملازم أول ممدوح شوقي مهمة التحفظ عليه ليلة ثور 23 يوليو.