خبراء الإسكندرية يقتحمون أسراره.. ونتائج أولية تبشر بالقضاء على «السرطان»

كتب: مروة مرسى

خبراء الإسكندرية يقتحمون أسراره.. ونتائج أولية تبشر بالقضاء على «السرطان»

خبراء الإسكندرية يقتحمون أسراره.. ونتائج أولية تبشر بالقضاء على «السرطان»

فى بادرة أمل جديدة، وداخل صرح كبير بأحد معامل «النانو تكنولوجى» فى كلية الطب بجامعة الإسكندرية، تجرى حالياً العديد من الأبحاث عن تقنيات النانو، باستخدام الأعشاب الطبيعية فى علاج أنواع كثيرة من أمراض السرطان، منها سرطان الرئة والكبد والقولون، فى الوقت الذى بدأ فيه معمل أبحاث «الطب التجديدى» تنفيذ خطة بحثية عن استراتيجيات جديدة لعلاج سرطان الكبد، ليس فقط من خلال تقنية «النانو»، وإنما أيضاً من خلال الخلايا الجذعية، أو «الحويصلات»، التى تنتجها الخلايا الجذعية، فى محاولة للوقاية من آثار التليف الكبدى، الذى يُعد أحد المسببات الرئيسية للمرض.

أستاذ الفيزياء الحيوية بمعهد البحوث الطبية، الدكتورة ثناء شلبى، أكدت أن معمل النانو تكنولوجى، التابع للمعهد، يبحث عن التقنيات الأخرى لعلاج السرطان، من خلال العلاج الحرارى، والعلاج الضوئى، وذلك باستخدام جزيئات ثانوية من «أكسيد الحديد المغناطيسى»، أو جزيئات الذهب، التى تمتص الطاقة الخارجية الضعيفة، وتحولها إلى طاقة حرارية عالية جداً، تتسبب فى حرق الكتلة السرطانية، ثم يتم التخلص من هذه الجسيمات بطريقة فيزيائية أو جراحية، بينما قال الدكتور محمد البسيونى، مدرس بقسم الكيمياء الصيدلية بكلية الصيدلة، إن معمل أبحاث تكنولوجيا النانو للأورام بكلية الصيدلة يعمل حالياً على مشروعين، أحدهما لعلاج سرطان الرئة، والآخر لعلاج سرطان الثدى، وذلك بتمويل من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية.

أما مدير عام مركز الأبحاث الطبية بكلية الطب، الدكتورة غادة مراد، التى تشغل أيضاً منصب المدير التنفيذى لـ«مركز التمييز فى أبحاث الطب التجديدى وتطبيقاته»، فأكدت أن المركز يضم مجموعة من المعامل المتكاملة، أنشئت منذ بداية عام 2008، ولكن تم افتتاحها فى يوليو 2016، ضمن الخطة الاستراتيجية للبحث العلمى لكلية الطب، للتأهل للاعتماد القومى، وقالت إن الغرض من إنشاء المركز هو توفير كل الإمكانيات والتقنيات البحثية الروتينية والمتقدمة للباحثين فى جامعة الإسكندرية، وأضافت أن هذه المعامل تختص بأبحاث البيولوجيا الجزئية والجينية والأمراض النادرة والامتصاص الذرى، بالإضافة إلى معمل أبحاث مشتركة، بينما يختص مركز أبحاث الطب التجديدى بتقنيات الخلايا الجذعية واستزراع الخلايا والأنسجة وتقنيات النانو، بالإضافة إلى وحدة الميكروسكوب المتقدمة، التى تستخدم فى الفحص للتجارب.

وأكدت «مراد» أن تطبيقات النانو تكنولوجى فى مجال الطب، الغرض منها عمل وسيلة لعلاج الأمراض المختلفة، وفى مقدمتها الأمراض السرطانية، مشيرةً إلى أن أنواع مركبات النانو كثيرة ومتنوعة، وتتزايد يومياً مع اكتشاف مركبات جديدة، إلى أن تم مؤخراً التوصل إلى تصنيع مركبات نانو من الأعشاب والمصادر الطبيعية، وأضافت أن المواد المعدنية كانت الأولية فى الاستخدام، ولكن مع الاستخدام والتجارب، بدأت تظهر لها تأثيرات جانبية، بسبب تكوين جزيئات مؤكسدة، التى تتسبب فى تدمير الخلايا داخل الجسم، وأكدت وجود وحدة داخل معامل النانو بكلية الطب، لإجراء تجارب على خلايا مستخلصة من أنسجة يتم تجربة تفاعلات النانو عليها من ناحية السمية، على بعض حيوانات التجارب، للتأكد من تحقيقها التفاعلات المطلوبة.

وأضافت أنه يجرى حالياً، بالتعاون مع كليتى الصيدلية وطب الأسنان، تنفيذ تجارب لباحثى الدراسات العليا على عقاقير مختلفة، سواء كانت كيميائية أو مستخلصة من مصادر طبيعية كالأعشاب، أو من الأمصال التى لديها تأثير إيجابى فى السرطان، مؤكدةً أن «النتائج الأولية تبشر بالخير، ولكنها مرحلة أولية»، ولفتت إلى أنه من 5 إلى 10 سنوات هى المدة المسموح بها من أجل الإعلان عن أنها نتائج معترف بها، ويستطيع الباحثون تطبيقها، مؤكدةً أن البحث يمر بعدة مراحل، وهى مرحلة تجريبية «قبل إكلينيكية»، ثم تأتى بعدها مرحلة التجارب الإكلينيكية.

وأشارت مدير مركز أبحاث الطب التجديدى إلى أن كلية الطب يوجد بها مركز للأبحاث التجاربية، وتمثل المرحلة الثانية من البحث العلمى، مؤكدةً أن الأبحاث ما زالت فى المرحلة الأولى، ولم تخرج نتائجها النهائية بعد، وأكدت أن «هذا هو المعدل الطبيعى، من أجل خروج نتائج صالحة، يعتد بها، ويتم نشرها علمياً»، وأوضحت أنه قبل وضع خطة البحث، يتم الرجوع إلى الخطة القومية، التى وضعتها أكاديمية البحث العلمى، أو المركز القومى للبحوث، حيث توجد بها إحصائيات بالأمراض التى تواجه الدولة، ونوهت بأن الجميع يعمل فى إطار خطة بحثية لخدمة البحث العلمى، مشيرة إلى أن «هناك بوادر أمل كبيرة»، وأضافت أن هناك تدريباً على تقنيات النانو، قبل البدء فى التجارب والأبحاث، وذلك من أجل تعريف الطالب بالتقنيات، بالإضافة إلى الحفاظ على المعمل والتعقيم والأجهزة.

ومن جانبه، قال الدكتور مختار يوسف، نائب رئيس جامعة الإسكندرية لشئون الدراسات العليا والبحوث، إن الجامعة تولى اهتماماً خاصاً بالأبحاث الطبية، التى تتعلق بالتخصصات المهمة، مثل الكبد والأورام، وتضعها ضمن أولويات البحث العلمى فى الجامعة، وأكد أنه «نظراً لأهمية علم النانو تكنولوجى فى مجال الطب والأدوية، تهتم الجامعة بتشخيص وعلاج الأورام السرطانية»، وأضاف أن الجامعة بها مجموعة بحثية متميزة، لدراسة الآثار الجانبية لمركبات النانو، باستخدام حيوانات التجارب.


مواضيع متعلقة