طالبتان بـ"ستيم": نظام الامتحانات سبب أزمة النتائج والمديرين ملهمش ذنب

كتب: سارة فرنسيس

طالبتان بـ"ستيم": نظام الامتحانات سبب أزمة النتائج والمديرين ملهمش ذنب

طالبتان بـ"ستيم": نظام الامتحانات سبب أزمة النتائج والمديرين ملهمش ذنب

ظهرت نتيجة مدارس المتفوقين "stem" بنسبة رسوب مرتفعة بلغت 44% من مجمل عدد طلاب الصف الثالث الثالث الثانوي بمدراس المتفوقين، ليعقبها قرار الوزارة بإعادة التصحيح يدويًا، للتأكد من دقة التصحيح الإلكتروني وعدم ظلم أي طالب.

تواصلت "الوطن" مع طالبتين من مدارس المتفوقين "stem"، لمعرفة أبرز المشاكل التي واجهتهم، وآلت بهم إلى تلك النتيجة.

تقول الطالبة بايا محمد، أمينة اتحاد مدرسة المتفوقين ونائب رئيس اتحاد مدارس "ستيم" بالجمهورية، إنه على الرغم من حصولها على مجموع مرتفع 90.6% إلا أنها ترى أن مذاكرتها لم تختلف عن مذاكرة كثير من زملائها ممن كانوا يقضون ساعات طويلة في مذاكرة المقررات الدراسية، وكانوا يساعدوها في تنظيم الوقت والمذاكرة، لتكلل مجهوداتهم بالرسوب.

وأضافت بايا لـ"الوطن"، أن السؤال الحائر بلا إجابة هو من المسؤول عن تلك "الكارثة" غير المسبوقة، برسوب المتفوقين من الحاصلين على مجاميع مرتفعة في الشهادة الإعدادية.

ترى بايا أن قرار الوزارة بمحاسبة مديري مدارس المتفوقين باعتبارهم المسؤولين "قرار يفتقر إلى الصواب"، لأنهم لا دخل لهم في مراحل العملية الامتحانية ونتائجها.

وأشارت إلى أن ما حدث من مواقف في الامتحانات قد يكون لعب دورًا فيما ظهر في النتائج؛ إذ أن أول امتحان خضعوا له في كل مادة من أصل امتحانين، وهو امتحان الـ"تي أو سي" المفترض به أن يقيس قدرات الطلاب في مقررات السنة الأولى والثانية والثالثة، بواقع 50% للسنة الأولى والثانية و50% من مقرر السنة الثالثة، إلا أنه "لم تتحقق هذه الشروط هذا العام، بل جاء في الامتحان من مقررات العام الثالث بما يوازي 10% فقط، ما أحبط مجهودات عام كامل".

تضيف بايا: "أما الامتحان الثاني (يو أر سي)، الذي يحوي 50 سؤالا، وقطعة تحل في ساعة ونصف، فالمدة التي لا تكفي في معظم المواد، علاوة على أن الأسئلة جاءت من خارج القطعة".

وفيما يخص قرار الوزارة بإعادة التصحيح، قالت إنها "لا تظن أنه سوف يجدي إذ ستكون الجامعات قد بدأت بالفعل، وضاعت مجهودات العام".

أما رؤى طه، الطالبة بمدرسة المتفوقين بالإسماعيلية، فعبرت عن حزنها لما حدث، حيث شهد هذا العام الكثير من المعاناة التي تختلف كل الاختلاف عما يعيشه الطلاب بنظام الثانوية العامة العادية، إذ أنهم يضطرون للحضور إلى المدرسة بشكل منتظم، كما لا يؤثر تغيبهم المستمر على مجاميعهم.

تتابع رؤى تفاصيل معاناتها: "ما حدث في السنة الثالثة جاء على عكس ما اعتادوا عليه في الصف الأول والثاني؛ إذ كان يتم تقييمهم بنسبة 60% طبقًا لمشروعاتهم وبنسبة 20% على الامتحان الورقي، ولكن العام الثالث شهد العكس بإعطاء النسبة الأكبر للامتحان الورقي، والنسبة الأقل للمشروعات ما جعل جهد العام كله من مصاريف مادية وإرهاق نفسي يذهب هباءً".

تؤكد أن تعبها هي وزملائها هذا العام في إنتاج مشروع "نظارة للمكفوفين"، وإنفاق ما يقرب من ثمانية آلاف جنيه في التجارب والأبحاث، ما كان ليكلل بالرسوب في الأربع مواد العلمية نظرًا لعدم تجاوز نسبة الـ60% في الامتحان "اللي كان من برة المنهج.. إعراب قرآن كريم، وأسئلة على الجدول الدوري اللي مش موجود في الامتحان".

وانتقدت رؤى بشدة قرار محاسبة مدراء المدارس على ضعف المستوى، قائلة: "ضعف مستوى إيه!، إذا كانت الجامعات اللي برة بتكرمنا"، معبرة عن حزنها لضياع المنحة التي كانت قد حصلت عليها من رواندا بسبب الرسوب، مشيرة إلى أن قرار إعادة التصحيح، يحوي الكثير من التناقض إذ يتبع الإقرار بأن هذه نتائج مجهودات الطلاب.

كان عدد من أولياء أمور طلاب مدارس المتفوقين "stem"، شكوا من ارتفاع نسبة رسوب الطلاب إلى أكثر من 40.4% بـ62 راسبا، و179 في الدور الثاني، من إجمالي 616 طالباً وطالبة على مستوى الجمهورية، رغم أن هؤلاء الطلاب حاصلون على أكثر من 98% في شهادة الإعدادية، إضافة إلى حصولهم على الدرجة النهائية فى مادتين على الأقل، الأمر الذى يعنى أنهم مستعدون لخوض أى نوع من أنواع الدراسة، حيث أصابتهم دهشة من النتيجة المعلنة.

وقالت عبير أحمد، مؤسس "اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم"، لـ"الوطن" إنه "يتعين على وزير التربية والتعليم توضيح الصورة والحقيقة الكاملة الخاصة بأزمة رسوب طلاب (stem)"، مشيرة إلى أن هناك أمرا غير واضح وغير مفهوم فى نسبة هذه النتائج، وأنه على الوزارة التحقيق فى هذه النسبة المؤسفة والوصول إلى السبب الحقيقى.

بدوره قال رضا منصور، رئيس مجلس أمناء الجمهورية لمدارس "stem"، إنه سيتم إعادة تصحيح أوراق الإجابة الخاصة بطلاب "stem" البالغ عددهم 680 طالبا وطالبة على مستوى الجمهورية، وسوف يتم إلغاء الأسئلة الصعبة، مضيفا أن هذا الأمر يشمل شقين إيجابي وسلبي، الإيجابي يتمثل في رفع طلاب الدور الثاني والرسوب، ولكنه سوف يتسبب في ضياع حق الطلاب الناجحين.

وأضاف منصور، لـ"الوطن"، أن "الامتحانات جاءت بدون معايير، وتم تقسيمها 60% سهلة، و40% تميز، الأمر الذي تسبب في أن مدرسة بها 680 طالبا متفوقا على مستوى الجمهورية، يرسب فيها 204 دور ثان"، مشيرا إلى أن الأزمة سببها مستوى الامتحانات من ناحية والتصحيح الإلكتروني من ناحية أخرى.


مواضيع متعلقة