كيف يتعامل الأثريون مع "تابوت الإسكندرية"؟

كتب: دينا عبدالخالق

كيف يتعامل الأثريون مع "تابوت الإسكندرية"؟

كيف يتعامل الأثريون مع "تابوت الإسكندرية"؟

"أكبر تابوب أثري عُثر عليه على الإطلاق في الإسكندرية".. هكذا وصف العلماء الاكتشاف الأثري الجديد الذي عثر عليه مصادفة، بداية من الشهر الحالي، حيث اكتشف التابوت الذي يبلغ ارتفاعه نحو 185 سم وطوله 265 سم وعرضه 165 سم، على عمق 5 أمتار تحت الأرض، كما يرجح كثافة وزنه بشدة.

وفي مطلع يوليو، كشفت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار عن مقبرة أثرية ترجع للعصر البطلمي، في أثناء أعمال حفر مجسات بأرض أحد المواطنين بشارع الكرميلي بمنطقة سيدي جابر حي شرق الإسكندرية.

وفي أولى الخطوات لاستكشاف التابوت، بدأت اللجنة المشكلة من وزارة الآثار برئاسة الدكتور مصطفى الوزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في رفع 5 سم من التابوت الأثري في منطقة سيدي جابر شرق الإسكندرية، صباح اليوم.

وقال مصدر مسؤول في موقع التابوت الأثري، إنَّ الأثريين تمكنوا من رفع 5 سنتيمترات فقط من التابوت ثم توقفوا بسبب خروج رائحة كريهة في أثناء علمية بدء الفتح، مضيفًا أن الأثرين خرجوا من الموقع بسبب قوة الرائحة التي من الممكن أن تؤذي أحد، وأن عملية فتحه تستغرق ما بين ساعتين إلى 3 ساعات.

عملية فتح التابوت تحتاج لعدة آليات وسبل دقيقة في التعامل، وهو ما أوضحه عالم المصريات والخبير الأُثري بسام الشماع، مؤكدًا أهمية التعامل معه بمنتهى الحكمة والرقة لعدم التأُثير عليه.

وشرح الشماع، لـ"الوطن"، أنه عند اكتشاف المقبرة تنظف محتوياتها وخصوصًا التابوت بدقة شديدة لإزالة التراب والحشرات والفضلات التي توجد حوله، ثم يتم فحصه بالأشعة من الخارج؛ للتعرف على محتوياته قبل فتحه، حتى يصبح الأثريون على دراية واضحة بحالة التابوت من الداخل والجثمان، ودراسته جيدا، مضيفًا أنه عقب ذلك يتم إزاحة غطاء التابوت بعناية شديدة أيضا.

ولم تقتصر سبل التعامل مع التابوت عليه فقط، حيث على الأثريين اتباع تعليمات محددة في هذا الشأن بارتدائهم قفزات طبية على أيديهم لعدم المساس بمحتوياته، فضلًا عن وضع ماسكات على وجوههم لتجنب التأثير على المقابر ولحمايتهم من الروائح الكريهة التي تنبعث من المقبرة لإغلاقها آلاف الأعوام، على حد قول الخبير الآثري.

"تابوت الإسكندرية".. له صفات خاصة لذلك التعامل معه يحتاج لحنكة ودقة بالغين، في رأي الشماع، مرجعًا ذلك لكبر حجمه ووزنه ووجوده في بيئة لا يرجح بوجود مقبرة كاملة فيه، فضلًا عن عدم وجود أي نقوش أو علامات عليه، مضيفًا أن الإسكندرية تختص بنسبة كبيرة جدًا بالعصر البطلمي الروماني، لذلك رجح أن يكون التابوت لأحد نبلاء تلك الفترة، مطالبًا بعدم فتحه للحفاظ على محتوياته والاكتفاء بإجراء الفحوص له خارجيا.

كما قال الدكتور وسيم السيسي عالم المصريات، إنه يجب التعامل مع التابوت بعناية فائقة، موضحًا أنه قبل فتحه توجد عدة إجراءات على العلماء اتباعها سواء بدراسته جيدًا وإخضاعه للأشعة، ثم فتحه من 5 إلى 10 سنتيمترات، على عدة مراحل.

ورجح أيضا أن يعود التابوت إلى أحد الملوك أو النبلاء البطالمة الذين كان لهم دورا كبرًا في نقل الحضارة المصرية لروما، والتأثير على الحضارة اليونانية أيضا، مؤكدًا أن ذلك سيكون له صدى دولي واسع المدى، وسيشكل جزءًا مهما بالتاريخ المصري، لذلك يجب وضع التابوت في متحف خاص له مستقبلا، بحسب عالم المصريات.


مواضيع متعلقة