تناستهم عنصرية أمريكا.. قصة الصينيين الـ"6" الناجين من غرق تيتانيك

كتب: مصطفى الصبري

تناستهم عنصرية أمريكا.. قصة الصينيين الـ"6" الناجين من غرق تيتانيك

تناستهم عنصرية أمريكا.. قصة الصينيين الـ"6" الناجين من غرق تيتانيك

في 15 أبريل 1912، كان هناك ما يقدر بـ 2224 شخصًا على متن سفينة "تيتانيك" أثناء غرقها في شمال المحيط الأطلسي، نجا منهم حوالي 700 فقط، منهم 6 لم يذكرهم أحد، والآن بعد مرور أكثر من 100 عام، ما هي قصة هؤلاءالأشخاص الستة، ولماذا نسيت قصتهم؟

خرجت القصة للنور الآن بفضل فيلم وثائقي جديد اسمه "الـ6"، من المقرر إطلاقه في أواخر العام الجاري، ليتعرف العالم أخيرا على قصة 6 أشخاص صينيين نجوا من غرق "تيتانيك" ولم يحصلوا على الاهتمام المستحق، حسب موقع "all that’s interesting".

وأسماء هؤلاء الأشخاص هي "لي بينج، فانج لانج، تشانج تشيب، أه لام، تشونج فو، لينج هي، لي لينج، لين لام"، كانوا من ركاب الدرجة الثالثة على السفينة، ومجال عملهم هو سفن الشحن بين الصين وأوروبا، وعلى غرار معظم الركاب الآخرين من الدرجة الثالثة، ربما صمموا على بدء حياة جديدة في أمريكا.

ويعتقد أن لي لينج ولين لام غرقا مع السفينة، لكن الـ 6 الآخرين نجوا، بعضهم عن طريق آخر قارب نجاة وبعضهم الآخر عن طريق التشبث بالأنقاض في الماء.

التفاصيل الدقيقة لبقائهم ضئيلة، وشغلت قصة الناجين الصحافة في أعقاب الكارثة، ولكن هذا الاهتمام وجه للبريطانيين والأمريكيين الذين كانوا على متن السفينة المنكوبة.

أهين الناجون الصينيون الستة عندما لم يُذكروا على الإطلاق في الصحافة، وذكر أحد الناجين أن أحد الرجال الصينيين كان بطلًا لأنه جدف على قارب النجاة بكل قوته وساعد الجميع.

عندما وصل الناجون الصينيون الستة إلى الولايات المتحدة في أعقاب الكارثة، لم يلاقوا الترحيب الحار نفسه الذي تلقاه الناجون الآخرون.

وعن السبب في حدوث هذا، فالعنصرية ضد الشعب الصيني لها تاريخ طويل في أمريكا، لكنها كانت قضية ساخنة بشكل خاص في الفترة التي غرقت بها "تيتانيك"، ومع اهتمام العديد من الأمريكيين بزيادة الهجرة الصينية وكيف يؤثر ذلك على السياسة الأمريكية والاقتصاد، وضعت الحكومة العديد من القيود على الصينيين القادمين.

وأوقف قانون الاستثناء الصيني لعام 1882 هجرة الصينيين إلى أمريكا لمدة 10 سنوات، وتجدد مرة أخرى في عام 1892، وأخيرا، في عام 1902، أصبحت الهجرة الصينية غير قانونية تمامًا.

بعد أن وصول الناجون لأمريكا، أُجبروا على الخروج من الولايات المتحدة، وعلى مدى ما يقرب من قرن من الزمان، لم يكن هناك أي أخبار مؤكدة عن ما حدث لهم منذ ذلك الحين، حتى بدأ الوثائقيون صناع فيلم "الـ6" بالبحث.

لم تكن هذه مهمة سهلة، ليس فقط بسبب المائة سنة التي مرت، ولكن لأن كما أوضح المخرج آرثر جونز: "علم الأنساب الصيني صعب للغاية، خاصة في وثائق اللغة الإنجليزية مثل سجلات الشحن، إذ غالبا ما تكون الأسماء غير متسقة أو مسجلة".

ولكن بجد واجتهاد الباحثون والمؤرخون، تمكن صانعو الفيلم من تتبع خطوات الناجين الصينيين بعد أن بدا أنهم اختفوا من التاريخ، وأدت المسارات في الغالب إلى الصين، وهو ما كان متوقعا، ومع ذلك، في إحدى الحالات عاد أحد الناجين إلى الولايات المتحدة، البلد الذي أخرجه من التاريخ.


مواضيع متعلقة