خبراء: زيارة الوفد الروسى من أهم نتائج «30 يونيو»

خبراء: زيارة الوفد الروسى من أهم نتائج «30 يونيو»
أكد خبراء عسكريون واستراتيجيون أن زيارة الوفد الروسى برئاسة وزيرى الخارجية والدفاع لمصر، المقررة 13 نوفمبر المقبل، تصب فى مصلحة التخلص من الضغوط الأمريكية، خاصة أن روسيا تمتلك أنظمة متطورة جداً فى الدفاع الجوى والطائرات والصواريخ متعددة المدى، موضحين أن هذه الزيارة تُعد نتاج وثمرة نجاح ثورة 30 يونيو وإرادة الشعب المصرى.
قال اللواء أركان حرب حسام سويلم، المدير الأسبق لمركز الأبحاث الاستراتيجية بالقوات المسلحة، إن الزيارة تأتى فى إطار رغبة مصر فى التخلص من الضغوط الأمريكية التى حاولت إدارة «أوباما» ممارستها، والتى حققت فشلاً ذريعاً وتراجعت وخضعت للإرادة المصرية، مشيراً إلى أن تجميد جزء من المعونة العسكرية الأمريكية ومن خلفها التعاون العسكرى، يشكل تأثيراً سلبياً على الأمن القومى المصرى فى حالة عدم البحث عن بديل قوى يضاهى القوة الأمريكية، حتى ولو استمرت أمريكا فى توريدها لقطع غيار الأسلحة وعقد برامجها التدريبية للقوات المصرية على هذه الأسلحة وغيرها.[SecondImage]
وقال إن من الضرورى تنويع مصادر السلاح الوارد إلى مصر من دول أخرى غير أمريكا مثل الصين وروسيا، مشيراً إلى أن هذا ما حدث خلال الأيام الماضية قبل أن تتراجع أمريكا عن موقفها المُعادى لثورة 30 يونيو، من خلال قيام وفد عسكرى رفيع المستوى بزيارة موسكو والاتفاق خلال هذه الزيارة على بدء التعاون العسكرى وعودة العلاقات بين مصر وروسيا، فى ظل دعم وتمويل من الأمير السعودى بندر بن سلطان، الذى وعد بتغطية هذه الصفقات. وأكد سويلم أن التعاون العسكرى مع روسيا الذى سيعقب الزيارة المرتقبة سيشكل إنجازاً كبيراً لمصر فى هذه الفترة، خاصة فى مجالات الأسلحة والأنظمة العسكرية التى تتفوق فيها روسيا، مثل أنظمة الدفاع الجوى والأسلحة الجوية مثل طائرات «إف 29» أو ما أحدث منها، كبديل عن طائرات «إف 16» التى لوحت أمريكا بتجميد صفقاتها من قبل، وكذلك مجموعة الدفاع الجوى «s300» وكل الأسلحة التى تتعلق بالقطع البحرية وصواريخ «أرض أرض» ذات مدى 500 كيلومتر أو الأعلى منها، وصواريخ «سكود c» و«800 كيلو سكود b» والمدرعة «إم بى 3» والدبابة «تى 82»، موضحاً أن هذه الأسلحة من شأنها رفع قدرات مصر الحربية، وإن كان يتبقى فى الأمر التدريب عليها فقط، مؤكداً فى الوقت ذاته أن الأنظمة وآلية عمل هذه الأسلحة الروسية سيتم استيعابها سريعاً.[FirstQuote]
وتوقع الخبير الاستراتيجى عقد صفقات أسلحة وتعاون عسكرى كبير مع الجانب الروسى خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن هذا الأمر سيجعل القوات المسلحة آمنة من غدر الأمريكان فى أى لحظة، لأنها ستعوض قطع الغيار التى قد تمنعها أمريكا فى أى وقت ولأى سبب مستقبلاً، وأشار إلى ضرورة أن يستفيد الجيش المصرى من الأزمة التى حدثت بين الإدارة الأمريكية والنظام الحالى، وأن أول درس يجب التعلم منه هو عدم التعلق بمورد واحد للأسلحة حتى لا يضع الجيش يده تحت أنياب من لا يؤمَن غدره.[ThirdImage]
من جهته، أوضح اللواء محسن النعمانى، الخبير الاستراتيجى ووزير التنمية المحلية الأسبق، أن مصر دولة لها أهميتها ومكانتها المحورية والمؤثرة بين دول العالم لا سيما منطقة الشرق الأوسط، ما يحتم عليها ألا تحتكر سلاحها أى دولة أو أى قوة فى العالم، لذلك فإن سعى مصر لتحقيق التوازن بين دول العالم الغربى والأفريقى والآسيوى بما يضمن لها مصالحها هو الهدف الذى ينبغى أن تقصده القيادات المصرية خاصة فى هذه الظروف الراهنة. وأضاف النعمانى أن زيارة الوفد الروسى بقيادة وزيرى الخارجية والدفاع هو إحدى ثمار ثورة 30 يونيو والإرادة الشعبية والانتصار الأهم فى تاريخ الوطن خلال الفترة السابقة، لافتاً إلى أن جميع القوى السياسية والمدنية ترحب بهذه الزيارة وبغيرها من الدول التى تحترم صداقاتها وتسعى إلى تبادل العلاقات الطيبة مع مصر. وقال إن أهمية هذه الزيارة تتمثل فى أنها تصب فى مصلحة الشعب والجيش المصرى فى الدرجة الأولى، لأنها تؤكد على أن مصر تسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق أهداف الثورة وتحقيق أهداف خارطة المستقبل واعتراف كبرى دول العالم بها، مؤكداً أن مصر ستستفيد من التعاون العسكرى مع روسيا فى مجالات عسكرية يأتى على رأسها الأسلحة البرية، حيث تُعتبر روسيا أكبر قوة برية فى العالم، كما أن الجيش الروسى ما زال يمتلك أحدث الأسلحة البرية على مستوى جيوش العالم، إضافة إلى تميز روسيا فى نوعية الصواريخ بعيدة وقصيرة المدى وأسلحة الدفاع الجوى ومواكبتها لتطورات القوات الجوية، ما يصب فى مصلحة مصر ويعوضها كثيراً عما تستورده من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد أن التعاون العسكرى مع روسيا سيفتح آفاقاً واسعة للتعاون فى مجالات أخرى غير عسكرية، مثل التعاون الاقتصادى خاصة أن روسيا تُعتبر أحد أكبر موردى القمح فى العالم، وفتح مجال لاستيراده من روسيا سيعفينا من مدّ الأيادى للولايات المتحدة الأمريكية أو على الأقل سيخلق مجالاً للسعر التنافسى للاعتماد على أكثر من مصدر فى استيراده بالإضافة إلى الدخول فى منطقة الأمان، لمواجهة أى ظروف وتغيرات مناخية فى أى وقت فى المستقبل تؤثر على إنتاج المحصول فى مصر أو فى أى من هذه الدول.