حبس سائق القطار ومساعده وعامل التحويلة وثلاثة آخرين

حبس سائق القطار ومساعده وعامل التحويلة وثلاثة آخرين

حبس سائق القطار ومساعده وعامل التحويلة وثلاثة آخرين

أمر المستشار نبيل أحمد صادق النائب العام أمس، بحبس سائق القطار ومساعده وعامل التحويلة وثلاثة أخرين.

وواصلت نيابة جنوب الجيزة الكلية، تحت إشراف المستشار حاتم فاضل المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، أمس، التحقيق فى حادث انقلاب 3 عربات من القطار الإسبانى رقم «986»، القادم من محطة مصر بالقاهرة، متجهاً إلى محافظة قنا، بسبب تحويلة خطأ فى محطة المرازيق بمنطقة البدرشين، وكانت النيابة استجوبت المتهمين الـ6 أمس، وهم سائق القطار ومساعده وعامل التحويلة، لكشف ملابسات الواقعة، والمتسبّب فى انقلاب العربات، وإصابة 61 شخصاً من ركاب القطار، طبقاً لبيان صادر عن النائب العام المستشار نبيل صادق.

وانتقلت اللجنة الهندسية التابعة للهيئة الهندسية بالقوات المسلحة والمشكلة من قبل النائب العام، أمس إلى مكان حادث القطار، لإجراء معاينة والوقوف على أسباب الحادث، وإعداد تقرير بشأن الواقعة.

وطلبت النيابة تحريات مباحث شرطة النقل والمواصلات، واستدعاء عدد من المسئولين والعاملين بهيئة السكة الحديد لمناقشتهم حول ملابسات الواقعة، وتحفّظت النيابة، تحت إشراف محمد خالد رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة الكلية، على الصندوق الأسود الموجود بالقطار.

{long_qoute_1}

وانتقلت النيابة إلى المستشفيات الثلاثة التى تم نقل المصابين إليها وهى «الهرم، الحوامدية، البدرشين»، وأكد المصابون أنهم كانوا يستقلون القطار من محطة مصر، متجهين إلى محافظة قنا، وفوجئوا بانقلاب عربات القطار، ولم يشعروا بأنفسهم سوى فى المستشفيات. والتقت «الوطن» عدداً من المصابين، الذين عاشوا لحظات من الرعب والخوف أثناء انقلاب عربات القطار.

وبجلبابها الأسود وكدمات على وجهها إثر اصطدامها بالعربة قبل الأخيرة، جلست «هويدا ربيع»، 41 عاماً، ابنة محافظة المنيا، متكئة على سرير طبى بمستشفى الهرم، بجوارها أطفلاها «طه»، 11 سنة، و«جنى»، 7 سنوات، تروى ما حدث داخل القطار فى تلك اللحظات، قائلة إنها أتت القاهرة لزيارة أحد أقاربها، ولعدم قدرتها على السفر فى القطار المميز، فقد انتظرت «المكيف» بسبب إجرائها عملية «زايدة»، وحتى لا تتأثر بسبب حرارة الجو، وتقول: «ماكنتش حاجزة، بس ركبت وحطيت الشنطة وقعدت عليها».

لحظات صعبة عاشتها «هويدا» بعد مرور ساعة من تحرك القطار من محطة رمسيس، وتضيف: «القطر اتهز وفرقع زى القنبلة»، وبمجرد اهتزازه لم تفكر سوى فى نطق الشهادة «أشهد أن لا إله إلا الله»، بعدها راحت تنادى على أبنائها وتبحث عنهم، ولشدة اهتزاز القطار فى تلك اللحظات لم تستطع أن تمسك أياً منهم، حتى سقطوا على الأرض بمجرد انقلاب القطار، وتكدس بعض الركاب عليهم. وتتابع قائلة: «محدش كان حاسس بحد، وكله بيفكر فى نفسه».

الدخان والأتربة ملأت العربة، حتى فقدت «هويدا» القدرة على الرؤية بوضوح، كما فقدت القدرة على النداء على أبنائها، وتقول: «حاسة بكل حاجة بتحصل، وسامعة صراخ الناس، لكن مش قادرة أتحرك»، وبعد دقائق أصبحت خارج العربة، وأحد أهالى محطة «المرازيق»، يسقيها المياه، لكنها بمجرد أن استوعبت ما حدث صرخت بصوت عالٍ: «ولادى.. يا جنى، يا طه» حتى قامت للبحث عنهم، لتجد «جنى» تجلس وتبكى وبجوارها أحد الشباب يسألها عن اسمها ومع من كانت: «أخدتها فى حضنى على طول»، فأمسكتها فى يدها وذهبت تبحث عن «طه» لتجده يقوم بالبحث عنهما، وهو يبكى، قائلاً: «أمى انتى فين؟».

يلتقط «طه» طرف الحديث وهو جالس على السرير المقابل لوالدته، قائلاً: «كنت خايف على ماما وجنى»، مشيراً إلى أن كثيراً من الركاب أثناء انقلاب القطار انقلبوا عليه: «ماكنتش قادر آخد نفسى ولا أتكلم»، يقطع حديثه صوت إحدى الممرضات بطرقة المستشفى بالدور الثالث، تخاطب أحد أهالى المصابين، قائلة: «ما أقدرش أدخلها من غير جواب الحادثة»، يأتيها الرد: «دى بتموت، حرام عليكى.. دخليها وأنا أعمل لك اللى عايزاه»، لا يبدو على الممرضة أنها تهتم بما يردده الرجل، فيعاود الصياح: «أنا هاقدم فيكى بلاغ.. ولو حصل ليها حاجة مش هاسيبك»

. يلتقط الرجل أنفاسه، ويقول إن اسمه «حسن على»، 43 سنة: إن زوجته كانت تستقل القطار، وتم نقلها من موقع الحاث إلى مستشفى العجوزة، وبسبب الإمكانيات الضعيفة به، قاموا بتحويلها إلى مستشفى الهرم، بسبب حالتها الحرجة، غير أنه فوجئ بامتناع الأطباء عن علاجها: «حالتها خطيرة، والدكاترة هناك محدش عرف يعمل ليها حاجة».


مواضيع متعلقة