والدة الرابع على الثانوية: ابنى راجل وكان بيساعدنى فى الشغل وتوزيع الأنابيب.. أنا أم البطل

كتب: سمر عبدالرحمن

والدة الرابع على الثانوية: ابنى راجل وكان بيساعدنى فى الشغل وتوزيع الأنابيب.. أنا أم البطل

والدة الرابع على الثانوية: ابنى راجل وكان بيساعدنى فى الشغل وتوزيع الأنابيب.. أنا أم البطل

بعد 14 سنة من وفاة الأب، وتحمّل الأم نبيهة عبدالفتاح، 45 سنة، مسئولية تربية أبنائها الثلاثة، والإنفاق عليهم من توزيع أسطوانات البوتاجاز فى الشوارع، جاءت نتيجة تفوق ابنها محمود بديوى فى الشهادة الثانوية، وحصوله على المركز الرابع مكرر فى الشعبة الأدبية على مستوى الجمهورية، لتشعر الأم أخيراً بالفرحة المحرومة منها.

فى حوارها مع «الوطن»، قالت الأم المقيمة فى قرية النطاف بمركز كفر الشيخ، إنها ظلت فى منزل عائلة زوجها بعد وفاته، قانعة بلقب «أرملة» لتربى أبناءها بعيداً عن الشائعات، كما كافحت لتوفير جميع احتياجاتهم، ووصل الأمر لحد امتناعها عن شراء الملابس الجديدة لنفسها حتى يعيشوا دون حرمان، فكبروا وهم يشعرون بالمسئولية.

كيف نجحت فى تربية 3 أبناء وحدك، والوصول بأحدهم إلى قائمة أوائل الجمهورية؟

- زوجى كان موظفاً بسيطاً فى «الشباب والرياضة»، وتوفى بعد 8 سنوات من الزواج، تاركاً 3 أبناء فى رقبتى، فقررت أن أربى أبنائى دون الاعتماد على أحد، ودعوت الله ألا يجعلنى فى احتياج لأحد، وعملت فى بيع أسطوانات البوتاجاز، فكنت أقضى ساعات طويلة فى العمل المضنى، ثم أعود إلى المنزل لأجهز لهم الطعام عند عودتهم من المدرسة.

هل اعتاد الأبناء على مساعدتك فى العمل؟

- ولادى رجالة بدأوا فى مساعدتى فى توزيع الأسطوانات، فأكبرهم «أحمد» ساعدنى حتى التحق بالجامعة، وبعدها ساعدنى «محمود» حتى وصل إلى المرحلة الثانوية، وعندها منعته من الخروج معى ليركز فى الدروس، وتحملت «البهدلة» من أجلهم، لأننى كنت أثق بأن الله سيعوضنى خيراً مع أبنائى، الذين كنت لهم الأب والأم، ووفرت لهم ما لم أستطع توفيره لنفسى.

{long_qoute_1}

ما الموقف الأصعب بالنسبة لك فى رحلة تربية أبنائك؟

- كونى أرملة وشابة، وأعمل كان الأصعب بالنسبة لى، خاصة أننا نعيش فى بيئة ريفية، لكن لم تمنعنى هذه الصعوبة من استكمال مسيرتى، حتى وصفنى أهالى القرية بأننى «ست بمائة رجل»، بسبب مواقفى الجريئة، وسعيى على رزق أولادى، دون انتظار مساعدة أحد، وساعدنى عدد من المعلمين فى مذاكرة الدروس خلال المرحلتين الابتدائية والإعدادية، ومع الوقت استأجرت محلاً صغيراً لتجارة الطيور، مع زيادة احتياجاتهم فى الإعدادية والثانوية.

كيف استقبلت خبر تفوقه؟

- كنت فى مدرسة الشهيد حمدى الثانوية بمدينة كفر الشيخ، لأقدم أوراق شقيقه الأصغر، عندما تلقيت اتصالاً من عمه، يخبرنى بأن «محمود» ضمن أوائل الجمهورية، فأطلقتُ زغرودة وسط المدرسة، وقلت لهم أنا أم البطل، ابنى من أوائل الجمهورية، وصرخت وهللت، واحتضنت ابنى الأصغر، وأنا أقول له: ربنا عوضنى خيراً يا خالد، ثم عدت إلى المنزل بسرعة، وهناك وجدت العشرات من الأهالى والمدرسين، وتلقيت اتصالات التهانى من عشرات الشخصيات العامة، وبعضهم عرض صرف مكافأة مالية لمحمود، كما اتصل بى المحافظ اللواء السيد نصر، وقال لى ابنك بطل، ابنك رفع اسم كفر الشيخ عالياً، وبعدها بدقائق جاء إلينا عدد من الأشخاص، ليأخذونا إلى حفل تكريم من جانب المحافظ.

 

 


مواضيع متعلقة