فرقة الشمس.. أمل الموهوبين فى الوقوف على خشبة المسرح

كتب: شيماء عادل

فرقة الشمس.. أمل الموهوبين فى الوقوف على خشبة المسرح

فرقة الشمس.. أمل الموهوبين فى الوقوف على خشبة المسرح

اجتمعوا على حب الفن وخاصة التمثيل، ينتظرون انتهاء اليوم الدراسى، ويجمعون أنفسهم للذهاب إلى المسرح للتدريب على مسرحيتهم الجديدة، يصلون إلى مقر المسرح داخل الحديقة الدولية قاطعين مسافة كبيرة من مسكنهم فى شبرا الخيمة يبدلون ملابسهم ويرتدون جلباباً صعيدياً ويمسكون العصا فى أيديهم، ينظرون إلى مدربهم مركزين فى إشارات يده وتعبيرات وجهه ليبدأوا فى ترجمة الإشارات إلى حركات.

«أشرف ومصطفى ومحمد» حرمهم الله من نعمة السمع والكلام، لكنه أنعم عليهم بالرضا والسعى للتغلب على هذه الإعاقة، عرفوا من خلال مؤسسة «الشكمجية» عن تدشين مسرح الشمس لذوى الاحتياجات الخاصة، فقرر الثلاثة الانضمام إلى الفرقة الجديدة التابعة للبيت الفنى للمسرح، التى تعد أول فرقة مسرحية تابعة للدولة، حيث يجد الثلاثة ضالتهم فى التمثيل وحلمهم الأكبر الالتحاق بالجامعة، وممارسة هوايتهم المفضلة «التمثيل» بجوار الدراسة، ويرون أن وجود مسرح تابع للدولة أشعرهم بالاطمئنان لأن هناك اعترافاً من الدولة بهم ربما تأخر كثيراً ولكنهم سعداء به. داخل بروفة التحطيب كان الثلاثة على لقاء بمدربهم حمادة محمد حسن، مترجم لغة الإشارة، الذى كان يدربهم فى فرقة «الشكمجية» التابعة لإحدى المؤسسات الخاصة والتى انضم أغلب أعضائها إلى فرقة الشمس بعد تأسيسها.

اختاروا حديقة مفتوحة أمام مسرحهم الواقع داخل الحديقة الدولية فى مدينة نصر، ليتدربوا على عرضهم قبل الصعود إلى خشبة المسرح، يبدأ«حمادة» فى شرح كلمات الأغنية التى سيرقص عليها طلاب الثانوية الفكرية الثلاثة، وشرح نوع الموسيقى الخاصة بالأغنية، فالأهم هو أن يعرف الممثلون الكلمات والإيقاعات التى يرقصون عليها ولا يستطيعون سماعها. «لازم يعرفوا هما بيرقصوا على إيه والأهم إن إحساس الأغنية وإيقاعها يفهموه عشان يقدروا يرقصوا عليه ويتواصلوا مع الجمهور، ولما الجمهور يسقف لهم يكونوا عارفين هما بيسقفوا على إيه بالضبط» هكذا تحدث «حمادة» مترجم الإشارة عن استعدادهم للعرض، مؤكداً أن هناك مشكلات كثيرة تواجه مترجم الإشارة أثناء ترجمة كلمات الأغانى، وخاصة المصطلحات التى لا يوجد لها ترجمة أو كلمات موازية فى اللغة العامية الدارجة، مضيفاً: «ساعات كتير بتقابلنى صعوبة فى الترجمة زى كلمة (دربكة دربكة) والبديل أنى باحاول أشرح وقتها معنى قريب لها»، وأضاف أنه يدرب جميع أنواع الإعاقات الذهنية والحركية والصم والبكم والتوحد، ورغم الصعوبات التى يمكن أن يواجهها مع الممثلين إلا أن نتيجة الفعل والاستجابة النابعة منهم يتم التغلب على هذه الصعوبات.

أثناء البروفات تنتقل الفنانة وفاء الحكيم، مدير فرقة «الشمس» المسرحية، بين أرجاء المسرح والورش الفنية الموجودة خلفه، تشارك أصحاب الإعاقات الفنية الرقص على أنغام الموسيقى بعد وتطمئن أن كل شىء على ما يرام قبل بدء العرض المسرحى.


مواضيع متعلقة