تجربة جديدة.. فصل دراسى لتمرين الأطفال على «الباليه» فى أكاديمية الفنون

07:19 م | الجمعة 13 يوليو 2018

خلال تصفحها لمجموعة على موقع التواصل «واتس أب» تضم أولياء أمور يعانى أولادهم من إعاقات مختلفة قبل عامين، قرأت منشوراً مضمونه أن أكاديمية الفنون فتحت فصلاً دراسياً لتعليم الباليه لذوى الاحتياجات الخاصة تابعاً للمعهد العالى للباليه. تبعية المعهد لجهة تتبع وزارة الثقافة، جعل «كريستين» تطمئن أن ابنها «ريكاردو» صاحب العشر سنوات سيكون بين أيدٍ أمينة لأن المكان تابع للدولة وليس مكاناً تدريبياً خاصاً اعتاد على استغلال أصحاب الإعاقات.

استعدت «كريستين» واصطحبت «ريكاردو» وتوجها إلى الفصل لكى ترى المكان الجديد بعينيها، وهناك التقت «مستر حسن» المسئول عن تدريب الفصول، وعلمت أنه متخصص وله رسالة ماجستير بعنوان «أثر بعض التكوينات الحركية لفن الباليه على ذوى الاحتياجات الخاصة» وهو ما جعلها تقدم لابنها دون تردد.

«ريكاردو يعانى من متلازمة داون ومنذ ولادته وأنا حريصة على دراسة كل ما يتعلق بإعاقته وأثر الموسيقى والغناء والرقص على أصحاب متلازمة داون، وأستطيع أن أقول إن الفصل ساعد ريكاردو كثيراً، ابتدا يسمع مزيكا ويعمل عليها حركات، الموسيقى البطيئة لها حركاتها والسريعة لها حركات مختلفة، ونسبة تركيزه وإدراكه زادت وأصبحت حركاته أكثر اتزاناً وعرف إمتى يوظف جسمه مع المزيكا اللى بيسمعها وبقى متذوق أكثر للمزيكا»، هكذا بدأت «كريستين» حديثها عن حالة ابنها الذى دفعها تحسن حالته على حث أولياء الأمور على المجموعات التى تشترك فيها بمواقع التواصل الاجتماعى للانضمام إلى فصل الباليه لذوى الاحتياجات الخاصة، مضيفة: «مبسوطة لأنى كنت من رواد التجربة وابنى اشترك فيها من البداية وافتتاح فصل تابع لجهة حكومية جعلنى أشعر بسعادة لأنه بداية اعتراف من الدولة بالأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، فالأطفال دول عاشوا مرحلة صعبة فى حياتهم، يمكن ابنى وغيره فى الوقت الحالى مش حاسين بالظروف دى لأن بقى فى اعتراف بيهم من أهم شخص فى الدولة وهو رئيس الجمهورية اللى خصص عام 2018 لذوى الاحتياجات الخاصة».

{long_qoute_1}

تجربة تدشين فصل لتعليم الباليه لذوى الاحتياجات الخاصة، أمر سعى إليه المدرب حسن محمد حسن، المدرس المساعد بالمعهد العالى للباليه التابع لأكاديمية الفنون، والذى وجد رد فعل واستحساناً من قبل عميدة المعهد ورئيس أكاديمية الفنون الدكتورة أحلام يونس، وقال لنا: «الفكرة جات لى لما بدأت أحضر دراسة عن أثر التكوينات الحركية لفن الباليه على الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة وبدأت بتطبيقها فى مركز خاص وانعكست بنتائج إيجابية على الأطفال، وهو ما جعلنى أتوجه إلى عميد المعهد ورئيس الأكاديمية لطرح الفكرة عليهما وبالفعل وافقوا على طلبى وبدأت فى تكوين الفصل فى 2016».

«فى العام الأول انضم لى 7 أطفال وبعد انتهاء الفصل الدراسى شاركنا فى حفل المعهد وكان هناك رد فعل إيجابى على الحفلة بتاعتنا، تانى سنة المعهد استقبل 23 طالباً وطالبة وبعد انتهاء الفصل الدراسى أيضاً اشتركنا فى الملتقى العالمى لذوى الاحتياجات الخاصة فى جامعة القاهرة وعملنا حفلة كويسة، لم نتوقع زيادة الأعداد من 7 إلى 23 وقررنا أن نضع لائحة تحدد وتنظم دراسة الأطفال فى المعهد، أهم ملامحها أن تكون الدراسة لمدة 6 سنوات يحصل بعدها الطالب على شهادة تمكنه من العمل بها سواء فى تدريب ذوى الاحتياجات الخاصة على الباليه أو يكون مساعد مدرب وهناك توجه لتحويل الدراسة من دراسة حرة إلى دراسة منتظمة فى المعهد لكن هذا الأمر يتطلب دراسة كبيرة لوضع معايير وضوابط معينة للطلاب» هكذا تابع «حسن» حديثه.

وحول الشروط الواجب توافرها فى المتقدم لفصول الباليه قال: «امتحانات قبول الطلاب تبدأ مع امتحانات قبول الأكاديمية فى شهر أغسطس، ويتم استقبال الأطفال من سن 9 سنوات حتى 12 سنة، ويشترط أن تكون نسبة الذكاء بين 60 و75 درجة، وبعد توافر هذه الشروط يتم إجراء اختبارات قبول تختلف من إعاقة إلى أخرى لكى نحدد نسبة استجابة وقبول المتقدم لدراسة الباليه، وفى نهاية كل عام أطلب من ولى الأمر إعداد تقرير حول طفله بالإضافة إلى تقريرى الخاص لتحديد مدى استفادة الطفل من الفصل».