مشروب الطاقة في الأسواق.. "وهم النشاط"

مشروب الطاقة في الأسواق.. "وهم النشاط"
مع انتشار مشروبات الطاقة في الأسواق وفرض دعايتها لاستقطاب عدد كبير من المراهقين والشباب و بالرغم من التحذيرات والاحتياطات في كل دول العالم، وانتشار الشائعات بين مؤيدوها ومن يعارضها كثيرون لا يعرف هذه المشروبات أو مكوناتها.
ظهرت أولي العلامات التجارية لمشروب الطاقة بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1977 وحققت نجاح وازدهرت صناعته حتي وصلت إلى أكثر من 500 علامة تجارية في عام 2006، ومن أشهر العلامات التجارية لمشروب الطاقة "ريد بول" الذي قد دخل السوق الأوروبية في عام 1987، وبدأ ينتشر عالميا إلى القارة الأمريكية والشرق الأوسط وأستراليا.
ونشرت جريدة "الجارديان" تقرير عن تأثير مشروب الطاقة بمختلف أنواعه علي الأطفال والمراهقين وما يسببه من تأثير علي صحتهم، وتقول البيانات أن مستهلكي مشروب الطاقة في المملكة المتحدة تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 24 عام ووفقاً لأبحاث هيئة سلامة الأغذية الأوروبية فإن نسبة ثلثي الأطفال أعمارهم من 10 سنوات إلي 16 يستهلكون بانتظام مشروب الطاقة.
وتقول "أمليا ليك" الباحثة في جامعة تيسايد بعد اجرائها مجموعة مقابلات مع أطفال المدارس عام 2017 ممن يتناولون مشروبات الطاقة، ان المخاوف الصحية من تلك المشروبات لا تتوقف علي السكر والكافيين ولكن هناك بهذه المشروبات خليط من الأشياء الأخرى مثل "الغوانين والتوراين" وغير مما يسمى من المكونات الصحية وللأسف ليس لدينا الكثير من الأدلة حول ما يقوم به هذا الجمع بين المكونات أو تأثيرها علي البالغين والأطفال.
وفي عام 2016 قامت ليك وزملاؤها باستعراض "الأدبيات الأكاديمية حول مشروبات الطاقة" في كل من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ووجدوا رابط بين تناول مشروبات الطاقة مع بعض الأعراض مثل الصداع وآلام في المعدة، وفرط النشاط، والأرق والتعب وتهيج و كانت هناك أيضا ارتفاع في حالات الإصابات وانتهاكات القيادة وحوادث الطرق. في الولايات المتحدة في 2010-2011 بين محبي مشروبات الطاقة،وتلقى نظام بيانات السموم الوطني 4،854 مكالمة حول حالات مشروبات الطاقة. كان نصفهم تقريبا من الأطفال دون السادسة من العمر، وسجلت أغلب الحالات اضطرابات نظم القلب وارتفاع ضغط الدم.
وفي وقت سابق من هذا العام بالمملكة المتحدة، التزمت المتاجر الكبرى بعدم بيع المشروبات إلى أقل من 16 عامًا، بالرغم أنه مازالت المتاجر الصغيرة وآلات البيع منتشرة في كل مكان. وقد اقترحت الحكومة الآن حظرا على بيع المشروبات إلى أقل من 16 عاما ، لمكافحة السمنة في مرحلة الطفولة بحسب جريدة "الجارديان"
وقام بعض الباحثون بعمل دراسة لتأثير مشروب الطاقة على جسم الانسان من 10 دقائق بعد تناوله مرورا بساعتين و حتى مضي 12 يوما على الانتهاء من شرب عبوة واحدة فقط:
- خلال أول 10 دقائق بعد الانتهاء من شرب عبوة يبدأ الكافيين يتخلل مجرى الدم، وفي المقابل ترتفع وتيرة ضربات القلب وضغط الدم.
- وفي فترة ما بين 15 و45 دقيقة إن شربت العبوة بسرعة ستشعر بتركيز أعلى ونشاط أكبر بعد 15 دقيقة، أما أولئك الذين يشربون عبوة مشروب الطاقة ببطء فقد لا يشعرون بهذه الآثار إلا بعد 40 دقيقة.
- في خلال 30 إلى 50 دقيقة: يمتص جسمك الكافيين بشكل كامل ويرتفع ضغط الدم وتتمدد حدقة العين ويطرح الكبد المزيد من السكر في مجرى الدم كرد فعل، وهنا تُحظر مستقبلات الأدينوزين في الدماغ من أجل منع النعاس. لذا ترتفع نسبة السكر في الدم ويستجيب الكبد لهذا الأمر من خلال تحويل السكر إلى دهون.
- بعد ساعة واحدة من تناول مشروب الطاقة يتعرض الجسم لتجربة تحطم السكر فضلا عن آثار مادة الكافيين التي تنخفض تدريجيا ليبدأ الأشخاص بالشعور بالتعب وتنخفض مستويات الطاقة، وسيطرح الجسم كل الماء الموجود في المشروب عن طريق التبول.
- ومن 5 إلى 6 ساعات تبدأ تنخفض كمية الكافيين إلى النصف في الجسم، وقد يستغرق الأمر نحو 10 ساعات عند النساء اللاتي يأخذن حبوب منع الحمل
- بعد مرور من 12 إلى 24 ساعة: بعد يوم تقريبا من حصولك على مادة الكافيين سيتغير مزاجك، فإن كنت تشرب مشروبات الطاقة يوميا أو بشكل منتظم سوف تبدأ بالشعور بالضغط الكبير والتعب والصداع والإمساك.
- وفي 7 إلى 12 يوما بعد تناول مشروب الطاقة : أظهرت الدراسة بحسب موقع "روسيا اليوم" أن هذا هو الإطار الزمني الذي يصبح الجسم فيه قادرا على تحمل جرعة الكافيين العادية، وهذا يعني أنك ستعتاد على مشروب الطاقة ولن تشعر بأثر الكافيين أو الطاقة بنفس الطريقة.