حكاية شقيقين في قضية "الأعضاء البشرية": جريمة واحدة قادتهما إلى السجن

حكاية شقيقين في قضية "الأعضاء البشرية": جريمة واحدة قادتهما إلى السجن
- أمراض القلب
- الأعضاء البشرية
- الاتجار فى البشر
- التجمع الخامس
- الرقابة الإدارية
- النائب العام
- جنايات القاهرة
- أمراض القلب
- الأعضاء البشرية
- الاتجار فى البشر
- التجمع الخامس
- الرقابة الإدارية
- النائب العام
- جنايات القاهرة
كانت قاعة محكمة جنايات القاهرة بالتجمع الخامس يسودها الصمت، حينما بدأ المستشار مدبولي كساب، النطق بالحكم على المتهمين في شبكة تجارة الأعضاء البشرية، حيث أدين 37 متهما لمدد تراوحت من 3 إلى 15 سنة، وغرمتهم 10 ملايين جنيه، ومن بين المحكوم عليهم شقيقين هما "محمود على البدري" وشقيقه "محسن"، حيث انضما لما وصفته النيابة العامة فى تحقيقاتها، إلى "جماعة إجرامية منظمة تهدف إلى ارتكاب جرائم نقل وزراعة الأعضاء البشرية والاتجار فى البشر".
الأول أستاذ قلب، أفادت التحقيقات أنه ضرب بالقَسَم عرض الحائط واستباح حرمة مهنته، حيث خصص المستشفى المملوكة له ولشقيقه "محسن" وهي "ابن النفيس" في الهرم، لإجراء عمليات نقل وزراعة الكلى، على الرغم من عدم توافر شروط الصلاحية الفنية والطبية فيها لإجراء تلك العمليات، فضلاً عن كونها ليست ضمن المنشآت الطبية المرخص لها بزراعة الأعضاء، مع علمهما بذلك، الأمر الذى ترتب عليه وفاة عدد من المرضى الأجانب.
فى شارع حلوان بحي السيدة زينب الشعبي، استقر "على البدري" بعدما جاء من مركز أبو كبير فى الشرقية، وعمل موظفا فى شركة كهرباء القاهرة، إلا أن وصل مديرا فيها، له من الأبناء ثمانية، 7 أولاد وبنت واحدة .. لم يكن يعلم ذلك الرجل أنه حين تشتد عظام نجليه "محمود ومحسن" سينضما إلى الجماعة الإجرامية الشهيرة والتى ارتكبت 29 جريمة نقل وزراعة الأعضاء البشرية، والتى أوقعت بها الرقابة الإدارية بأدلة دامغة لا تقبل الشك، ويُعاقبان بالسجن المشدد والغرامة، جزاء لما اقترفاه.
"محمود" وهو أصغر أشقاؤه، تخرج من كلية الطب وتخصص فى أمراض القلب منذ 28 عاما مضت، يمتلك عيادة بالقرب من شارع قصر العيني، فضلا عن عيادة أخرى فى مستشفى خاص شهير .. تزوج عام 1993 من طبيبة تعمل مديرة فى إحدى شركات الأدوية، ولهما من الأبناء اثنين أحدهما مهندس فى لندن والآخر يدرس فى الفرقة الثانية بكلية طب القاهرة.
أسس"محمود" مستشفى ابن النفيس فى الهرم، كما شارك فى تأسيس مستشفى بالسويس، فضلا عن منشآت أخرى، وحول الأولى إلى مركز لإجراء عمليات نقل الكلى من مواطنين بسطاء، لا تتوفر فيها أقل شروط السلامة، وشاركه فى ذلك شقيقه "محسن"، وهو فنى، كان مسؤولا عن بعض الحسابات والتوريدات للمستشفى.
"مُحسن" عمل فنيا بإحدى الشركات فى منطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية منذ 1980 وحتى عام 2005، متزوج أيضا وله من 3 أبناء الأولى طبيبة بإحدى دول الخليج ونجله الأوسط هو لاعب شهير فى إحدى ألعاب القوى، والثالث فى أحد البنوك.
عاد "محسن" من السعودية وشارك شقيقه فى أعمال إدارة وتأسيس المستشفيات، وكان على علم بعدم جاهزية وصلاحية تلك الأماكن لإجراء عمليات نقل الكلى، إلا أن جمع المال كان هو الغاية، وتمكن من جني أرباح طائلة من النشاط الإجرامي.
اليوم عاقبت المحكمة الشقيقين بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات وغرمتهما 400 ألف جنيه، أحدهما محبوس وهو "محمود" أما "محسن" فهو هارب، وصدر الحكم بحقه غيابيا. أجهزة الأمن نقلت المحبوس إلى أحد السجون العمومية لتنفيذ العقوبة المقضي بها، بينما تطارد الثاني لضبطه وإلحاقه بشقيقه خلف القضبان، جزاء وفاقا.