"علشان طيبتها والناس بيحبوها".. "نعي" أم بدوي على كشك كهرباء في الدقي

كتب: دعاء عرابي

"علشان طيبتها والناس بيحبوها".. "نعي" أم بدوي على كشك كهرباء في الدقي

"علشان طيبتها والناس بيحبوها".. "نعي" أم بدوي على كشك كهرباء في الدقي

في أحد مناطق الدقي، وبالقرب من أحد أكشاك الكهرباء، كانت البهجة والابتسامة تملئ المكان بتواجد سيدة مسنة تدعى أم بدوي، التي أخذت من متر تقريبا مصدر رزق لها ولأولادها قرابة 40 عامًا، فكانت تبيع الخضروات فأخذ الزبائن يترددون عليها لشراء "الخس والليمون والكزبرة الخضراء"، وفي أحد الأيام أصاب هؤلاء الزبائن بالصدمة والحزن الشديد بمجرد رؤيتهم لورقة ملتصقة كشك الكهرباء المجاورة لفرشتها والتي كانت تبلغ بخبر وفاتها ومكان استقبال العزاء.

"توفيت إلى رحمة الله المرحومة أم بدوي و العزاء يوم الأثنين".. هكذا كتب عم صلاح أحمد، صاحب المكتبة التي كانت تقيم أم بدوي بجوارها فرشتها، على خبر نعيها، ليعلم زبائنها سبب عدم مجيئها وطريق أداء واجب العزاء "كانت ست محترمة وكانت زي أم لينا كلنا والناس كلها بيحبوها، كتبت ورقة عليها نعي وأحطها جنب الفرشة اللي بتقعد عليها زي أصحاب المحلات لما يكتبوا النعي علي المحل بتاعهم، عشان الناس تعرف أنها أتوفت و عليها العنوان البيت اللي هيبقي فيه العزا".

علي عبد المقصود، رجل سبعيني، جلس بجوار فرشته القريبة من أم بدوي، أخذ ينظر إلى المكان الذي تحول إلى مساحة فارغة في سكون تام، قائلا: "بقالنا حوالي 40 سنة موجودين في المنطقة هنا، قاعدة في نفس المنطقة مغيرتهاش كانت بيتبع في الأول ذرة مشوية ولكن الحرارة تعبت صدرها فحولت الفرشة إلى بيع الخضار، كل الناس كانت بتحبها عشان معاملتها حلوة ومكافحة ربت عيالها لحد ما بقوا ناس محترمة وبيشتغلوا في أماكن محترمة".

وأضاف عبد المقصود: "كانت تعاني من صعوبة في الحركة، وكنت بوقف ليها تاكسي علشان تذهب إلى بيتها في منطقة العمرانية، لأن رجليها كانت بتوجعها، ماتت في أيام مفترجة تاني في يوم العيد، وفي ناس كتيرة جات من زبائنها في الدقي فأي حد بيعرف الخبر يجي يعزي، الله يرحمها كانت ست طيبة، وفكرنا نعملها النعي عشان حبايبها كتيرة".

 


مواضيع متعلقة