الطبيعة الجيولوجية.. صعوبات تواجه فريق إنقاذ "أطفال الكهف" في تايلاند

10:28 م | الاثنين 09 يوليو 2018

أكثر من أسبوع مر على هؤلاء الأطفال الذين يبلغ عددهم 12 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 11 و16 عامًا، بالإضافة إلى مدربهم البالغ من العمر 25 عامًا، وهم محاصرون داخل كهف "ثام لوانج نانج" في تايلاند، على بعد مئات الأمتار من سطح الأرض، وزاد الأمر سوءًا بعد ارتفاع منسوب المياة التي ملأت الكهف نتيجة الفيضانات وهطول الأمطار.

وخلال عملية إنقاذٍ واسعة يتابعها العالم بأسره، تمكن فريق الإنقاذ الذي فقد أحد أعضائه خلال العملية، من إخراج 8 أطفال من الكهف الذي يقع أسفل جبل "نانج نون" الذي يمثل الحدود بين تايلاند وميانمار في الشمال في منطقة "ماي ساي" بمحافظة "شيانج راي".

عملية إنقاذ الأطفال من داخل الكهف يزيد من صعوبتها أن الكهوف بطبيعتها ليست لها أبعاد محددة، وفقًا للدكتور حسن بخيت، رئيس رابطة المساحة الجيولوجية المصرية، موضحًا أن الكهوف تمتاز بتركيبة غير منتظمة، وممرات متعرجة وغير مستقيمة ومتدرجها وواسعة في بعض الأماكن وضيقة في أخرى.

وأضاف راتب، لـ"الوطن"، أن معظم الكهوف تمتاز بتلك الطبيعة الجيولوجية الصعبة، إلا أن كهوف شرق آسيا تزيد من صعوبتها الطقس السيئ والأمطار الكثيرة، والفيضانات التي تغمرها، ما يجعل عملية الإنقاذ شديدة التعقيد، وتستغرق وقتًا طويلًا للخروج من الكهف عبر الممرات غير المنتظمة، موضحًا أن عمق الكهوف كذلك وامتدادها لمئات المترات تحت سطح الأرض تزيد من صعوبة العملية.

من جانبه، قال الدكتور ممدوح عابدين، رئيس شعبة الجيولوجيا بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد، إن الكهوف تتكون في الأساس نتيجة عمليات إذابة للصخور الجيرية، بسبب الماء الحمضي على مدار سنوات وعصور جيولوجية طويلة، مضيفًا أن عملية الإذابة ينتج عنها إعادة تبلور للصخور في السقف والأرض مما يجعلها مزارات سياحية، كمنطقة الكهوف في تايلاند.

وأوضح عابدين، لـ"الوطن"، أن تكون الكهوف نتيجة ذوبان الصخور يجعلها في الأساس مسارات للمياه، ما يجعل فرصة امتلائها بالمياة كبيرة جدا، وهو ما يحدث في الكهوف التايلاندية خلال موسم الفيضانات والأمطار، مضيفًا أن طبيعة الممرات الضيقة مع وجود المياه يجعل الخروج منها عملية صعبة للغاية.

لكل كهف ممرات ضيقة أو واسعة، حسب كمية الصخور المذابة، والمدة التي استغرقتها عملية الإذابة، حسب رئيس شعبة الجيولوجيا، مؤكدًا أن الكهوف في أوروبا حدثت لها عملية إذابة كبيرة فأصبحت واسعة لدرجة الانهيار، عكس كهوف شرق آسيا الضيقة صاحبة الممرات الضيقة غير المتجانسة، وهو ما يجعل مهمة فريق إنقاذ الأطفال غاية في الصعوبة.

الدكتور محمد حسن محمد عوض، أستاذ الرسوبيات والجيولوجيا بجامعة الأزهر، أوضح أن كهف "ثام لوانج نانج" المحتجز به أطفال تايلاند، يقع ضمن منطقة مليئة بالكهوف، مضيفًا أنها عبارة عن حفر طبيعية في الصخور ممتدة لمسافات طويلة وأعماق بعيدة.

وأشار عوض، لـ"الوطن"، إلى الصعوبة التي واجهها الغواصون لإيجاد طريق عبر الممرات الضيقة المتعرجة داخل الكهف، لأنها تسير في امتداد غير ممهد أو مستوى ومساحته ضيقة، موضحًا أن الكهف بطبيعته غير منتظم وليس له طول أو عرض.

وأضاف أستاذ الجيولوجيا أنه لا توجد كهوف ميسرة أو ممهدة، إلا أن تكوينها يختلف من منطقة لأخرى، حيث توجد كهوف واسعة بعض الشيء، ولها ممرات كبيرة، لافتًا إلى أن امتلاء كهف "ثام لوانج نانج" يزيد من صعوبة عملية الإنقاذ مع الممرات الضيقة والمتعرجة.