«مسك بنت العم» أشهر تقاليد الزواج.. و«غلاء المهور» أبرز التغيرات السلبية

كتب: محمد سعيد الشماع ومحمد بخات

«مسك بنت العم» أشهر تقاليد الزواج.. و«غلاء المهور» أبرز التغيرات السلبية

«مسك بنت العم» أشهر تقاليد الزواج.. و«غلاء المهور» أبرز التغيرات السلبية

عادات وتقاليد قبائل مطروح فى الزواج والارتباط كثيرة، وتتميز عن غيرها من المحافظات الأخرى على مستوى مصر، بداية من كيفية الاختبار، والمهور، والغزل، وحتى ما يعرف بـ«مسك بنت العم»، وهو ما تستعرضه ناجية زايد، بنت قبيلة العشيبات، عضو مجلس الشعب الأسبق عن المحافظة.

تشير «ناجية» بداية إلى أن الفتاة فى مطروح تفاجأ بإبلاغ أهلها لها بأن «ابن عمك خطبك»، مُضيفة: «من عاداتنا وتقاليدنا التى تربينا عليها، عندما يأتى العريس للخطوبة لا يرى العروس، فترشيحها له يأتى عن طريق الأم والأخوات فى المناسبات، اللاتى يرين أن هذه الفتاة مناسبة، خاصة أن العريس يعطى مواصفات فتاة أحلامه لأمه وأخواته عندما يرغب بالزواج، وهن يحاولن اختيار من تناسبه، وعند ملء مياه الشرب من البئر، فى القرية أو النجع، يلتقيان بمحض الصدفة، تنظر المرأة بعيداً عن الرجل لأن الحياء غالب، وهذا طابع بمجتمعنا البدوى فى التنشئة والتربية، وهو ما يزيد من أسهم الفتاة إقبالاً لدى العرسان، وعندما تبلغ الفتاة 11 سنة لا تحتك بالرجال، وتبتعد تماماً عنهم فى أى شىء لأنها أصبحت شابة، فلا يوجد أى اختلاط لدينا، وإذا ما خرجت لا تكون وحدها ويكون معها محرم، سواء والدها أو والدتها أو أشقاؤها. وتتذكر بنت قبيلة «العشيبات» أن والدتها تزوجت والدها وهى بنت 13 عاماً، ورغم التعليم البسيط لهذا الجيل فإنهم كانوا يتغزلون فى بعض بأبيات الشعر، وهو ما يسمى فى مطروح «غناوة»، فيتغزل بها الوالد، وترد هى عليه، ولا يتحدثون مع بعض بالعامية نهائياً، ويتحدثون بالفصحى. أما عن ظاهرة «مسك بنت العم»، فتشير إلى أنها تعنى أنه إذا تقدم أى مواطن لخطبة الفتاة والزواج منها، واعترض ابن عمها وأعرب عن رغبته بالزواج منها، ففى هذه الحالة تُزوج لابن عمها، ولا يستطيع الغريب الارتباط بها فى هذه الحالة، وتقول: «مسك بنت العم فى المجتمع البدوى بمطروح مقصود به أنه أحق من الغير ببنت عمه، لأنه يرى أنها جزء منه ومن قبيلته وتاريخه، ولتمتد المصاهرة من أجل أن تكبر شجرة العائلة، ويزيد عدد أفراد القبيلة.

{long_qoute_1}

وفيما يتعلق باحتفالات الزواج، توضح «ناجية» أن القبيلة تقيم احتفالات للفرح لعدة ليالٍ تُذبح فيها الذبائح، لا سيما من جانب المقتدرين، فضلاً عن وجود تكافل مع غير المقتدرين، بمهاداة الذبائح لهم، أو طهى أكل وتقديمه لمن يشارك بالحضور كنوع من التقدير والتهادى والتكافل والمشاركة لأبناء العمومة والأقارب والجيران لبعضهم بعضاً، وتقدم الأكلات البدوية للجميع، الأرز واللحوم الضأن، ويلقى الشعراء قصائد جميلة تعبر عن تلك المناسبة، كما تحتفل السيدات بعيداً عن الرجال بالعروس والحناء والأغانى التراثية.

لكن «ناجية» تتمنى أخيراً أن تنتهى ظاهرة غلاء المهور التى انتشرت فى الآونة الأخيرة، وألا يتشبه الناس ببعضهم فى مثل هذه الأمور التى تضع الفقير وصاحب الدخل البسيط فى حرج.


مواضيع متعلقة