"الصحة العالمية": مصر خالية من "الفيلاريا"

كتب: محمد مجدي

"الصحة العالمية": مصر خالية من "الفيلاريا"

"الصحة العالمية": مصر خالية من "الفيلاريا"

يستعد المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالشرق الأوسط، لتسليم الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، شهادة دولية من المنظمة بخلو مصر من مرض "الفيلاريا"، خلال الفترة المقبلة، حسبما صرح الدكتور جان جبور، ممثل "الصحة العالمية" بمصر.

ويُعرف مرض "الفيلاريا" بين المواطنين باسم "داء الفيل"، والذي يسببه دودة إسطوانية تنتقل لإنسان عبر لدغة أنثي بعوضة تُسمي بـ"الكيولكس بييانز".

وكشفت تقارير صادر عن الإدارة المركزية للأمراض المتوطنة بوزارة الصحة والسكان، عن توطن "الفيلاريا"، بمصر منذ عهد قدماء المصريين، موضحاً أن "داء الفيل" كان يظهر إما في الأطراف، أو الثدي، أو الخصية، مع عمل حمي حادة، وتورم بالغدد الليمفاوية.

ورصدت "الأمراض المتوطنة"، في تقاريرها التى حصلت "الوطن" على نسخة منه، قصة مكافحة المرض في مصر، موضحة أن بداية "المكافحة" بدأت عبر إنشاء إدارة متخصصة للمواجهة منذ عام 1976، أي منذ قرابة 42 عاماً، موضحة أن مصر بدأت حملة موسعة لأعمال الترصد الوبائي، وعلاج الحالات المصابة بالمرض، حتى نجحت خلال سنوات قليلة في القضاء على المرض بـ4 محافظات ليصبح متوطن في 8 محافظات بعدما كان متواجد بـ12 محافظة.

وأشارت إلى أن المحافظات الثمانية كانت الجيزة، وأسيوط، والقليوبية، والغربية، والشرقية، والمنوفية، وكفر الشيخ، مضيفة: "ونتيجة لنجاح استراتيجية الإدارة، اعتبرت منظمة الصحة العالمية مصر من ضمن الدول الرائدة في مكافحة المرض، وبدأ منذ عام 2000 تنفيذ برنامج استئصال الفيلاريا بتطبيق نظام العلاج الجموعي للقري المستهدفة، باستخدام عقاري "الالبندازول 400 ملي جرام، بالإضافة إلى عقار "الفيلاران DEC 300 ملي جرام، للبالغين، ولباقي الأعمار فوق سنتين جرعات أقل مع استثناء المرضي بأمراض مزمنة".

وأوضحت "إدارة الأمراض المتوطنة بالصحة"، أن أولي خطوات برنامج القضاء على المرض في مصر، كان حصر وإبلاغ المسئولين الصحيين عن مناطق التوطن للبعوضة المسببة للمرض، والعمل على مكافحة تلك البعوضة باستخدام "مبيدات حشريات"، و"ناموسيات"، بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات المعنية المختصة للقضاء على أماكن تولد وتكاثر بعوضة "الكيولكس بييانز"، من برك، ومستنقعات، ومبيدات لليرقات.

وأشارت إلى أن برنامج المكافحة كان يتضمن تنفيذ برامج للوقاية من لدغ البعوضة لعدم تكرار الإصابة، ومنع انتشار العدوي، وفحص المخالطين للمصابين بالمرض عن طريق أخذ عينات دم ليلية منهم، لاكتشاف أية إصابات مبكرة بينهم، حيث تصل فترة حضانة المرض بين 6 أشهر إلى عام كامل، وبعدها يتم اتخاذ الإجراءات العلاجية للحالات الإيجابية المكتشف إصابتها بالمرض.

وأكدت "الأمراض المتوطنة"، أن برامج المكافحة كانت تتضمن عمل مسح وبائي للمناطق التي يتوطن بها "الفيلاريا" سابقاً، والمناطق المجاورة لها، عبر أخذ عينات دم من أماكن مختارة بدقة، وبطريقة عشوائية في حدود 3 كيلو مترات من أماكن ظهور البعوضة، حيث أنها المسافة القادرة على الطيران فيها، مع عمل تثقيف صحي للسكان في الأماكن التي يتوطن بها هذا المرض.

ولفتت "الإدارة" إلى أن تطبيق مشروع "استئصال مرض الفيلاريا"، أدي لانخفاض نسبة الإصابة بجميع القري المستهدفة بالمشروع إلى أقل من 1% من السكان، وانحسارها من محافظات القليوبية، وأسيوط، والدقهلية، حتى تم مواجهة بؤر انتشار هذا المرض، عبر برنامج القضاء على المرض، حتى أصبحت نسبة الإصابة بها أقل من 1 % من عدد السكان، وهي نسبة تكاد تقارب 0%، والتي تعلن حينها منظمة الصحة العالمية خلو مصر من تلك الأمراض.

ولفت التقرير إلى أن أعمال الترصد الوبائي للمرض مستمرة لاكتشاف أية بؤر لم تكتشف من قبل، مشددة على أنه لا توجد حالات وبائية بـ"الفيلاريا" بمصر.


مواضيع متعلقة