الحرب على الثعابين مستمرة فى البحيرة.. وضحية جديدة للدغات الأفاعى بالدلنجات

كتب: إبراهيم رشوان وأحمد حفنى

الحرب على الثعابين مستمرة فى البحيرة.. وضحية جديدة للدغات الأفاعى بالدلنجات

الحرب على الثعابين مستمرة فى البحيرة.. وضحية جديدة للدغات الأفاعى بالدلنجات

تفاقمت أزمة انتشار الثعابين والأفاعى فى محافظة البحيرة، وامتدت إلى عدد من القرى، حيث لقى طالب من أبناء عزية «الصافى حميدة»، التابعة لمركز الدلنجات، مصرعه اليوم، نتيجة إصابته بلدغة ثعبان سام، ليرتفع عدد ضحايا الزواحف القاتلة إلى اثنين، بعد وفاة أحد أبناء قرية «منية السعيد»، وإصابة 4 آخرين من نفس القرية، نتيجة تعرضهم للدغات الأفاعى السامة، التى تهاجم أهالى القرية، منذ ما يقرب من 10 أيام.

وتلقى مدير أمن البحيرة، اللواء علاء الدين عبدالفتاح، إخطاراً من مدير إدارة البحث الجنائى، اللواء محمد أنور هندى، بورود إشارة إلى مأمور مركز شرطة الدلنجات من المستشفى العام، بوصول «ى. ف. م»، 16 سنة، طالب، مقيم بعزبة «الصافى حميدة»، مصاباً بتسمم إثر إصابته بلدغة غير معروف مصدرها، وتوفى عقب وصوله المستشفى، وبسؤال والده أفاد بأنه أثناء وجود نجله فى الأرض الزراعية، أصيب بلدغة ثعبان سام أودت بحياته، ولم يتهم أحداً أو يشتبه فى وفاته جنائياً، وبتوقيع الكشف الطبى عليه، بمعرفة مفتش الصحة، أفاد بأن سبب الوفاة «لدغة سامة مجهولة»، ولا يمكن الجزم بسبب الوفاة، وتحرر المحضر اللازم للعرض على النيابة العامة.

وفى قرية «منية السعيد»، التى تشهد هجمات متزايدة للثعابين، يواصل الأهالى حربهم ضد الزواحف السامة بأياديهم الخاوية، معتمدين على أنفسهم فى القضاء على ذلك الخطر الذى يهدد أرواحهم وأرواح أبنائهم، حيث قاموا بتشكيل فرق لملاحقة الأفاعى وسط الزراعات، تمكنت من قتل أكثر من 25 ثعباناً خلال اليومين الماضيين، كما تم تشكيل فرق أخرى لتطهير الترع والقنوات المائية من «البوص» والحشائش، التى تتخذها الثعابين مأوى لها.

{long_qoute_1}

وقام أهالى القرية بتأجير «كراكة» على نفقتهم، لاستخدامها فى إزالة البوص والحشائش، التى تنتشر فى مناطق مختلفة بالقرية، وعلى جانبى الترع والمصارف، والتى تتخذها الثعابين والأفاعى مأوى لها، كما أسس عدد من شباب القرية رابطة أطلقوا عليها اسم «اتحاد شباب منية السعيد»، لتقديم الخدمات لأهالى القرية، وتتولى الرابطة عملية مكافحة الأفاعى، وتوثيق هذه العملية من خلال صفحة باسمها على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».

وتسببت هجمات الثعابين على أهالى «منية السعيد»، التى بدأت قبل ما يقرب من 10 أيام، فى وفاة أحد أبناء القرية، وإصابة 4 آخرين، الأمر الذى دفع الأهالى إلى تقديم بلاغات للنيابة العامة ضد محافظ البحيرة وعدد من الوزراء ومسئولى الأجهزة التنفيذية بالمحافظة، يتهمونهم فيها بـ«التقاعس» عن حمايتهم، وطالبوا بمحاسبة كل من يثبت تقصيره فى مواجهة تلك الكارثة، فى الوقت الذى وجه فيه رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولى، بتشكيل وفد من رئاسة المجلس، للوقوف على حقيقة الوضع فى القرية، ومدى انتشار الثعابين بها، ووضع حلول عاجلة لتلك المشكلة.

محمد الشورى، محامٍ، من أبناء قرية «منية السعيد»، أبدى غضبه من بطء وعدم فاعلية الإجراءات التى اتخذتها الأجهزة التنفيذية بالمحافظة فى التعامل مع الأزمة، معتبراً أن الإجراء الذى اتخذته المحافظة بتسميم 5 آلاف بيضة لم يقض على مشكلة انتشار الثعابين تماماً، حيث ما زالت أعداد كبيرة من الأفاعى ترتع وسط الزراعات، بل وداخل المنازل، لتنشر الرعب والفزع بين الأهالى.

وقال «الشورى»، متحدثاً لـ«الوطن»: «نتصدى بشجاعة لخطر الثعابين، وقتلنا 25 أفعى فى يومين»، مشيراً إلى أن أبناء القرية يحتفظون بجثث تلك الأفاعى فى أوعية بها مادة «الفورمالين»، حتى يراها المسئولون عند زيارتهم للقرية، وتابع أن غالبية أهالى القرية منعوا أطفالهم من الذهاب إلى الحضانات والكتاتيب، وترك عدد منهم منازلهم خوفاً من لدغات الثعابين، خاصةً بعد ظهورها أمام المنازل وداخل بعض البيوت، تسللت إليها عبر مواسير الصرف، وتمكنت من الوصول إلى الحمامات والمطابخ.

وعن أسباب انتشار الثعابين فى قرية «منية السعيد» خلال الفترة الأخيرة، رجح عبده غنيم، أحد الأهالى، أن يكون نتيجة عدم وجود صرف صحى بالقرية، ما يضطر الأهالى إلى إلقاء مخلفاتهم فى الترع والمصارف، الأمر الذى ضاعف من خطر الأفاعى، التى تتغذى على مخلفات الصرف، بدلاً من بيضها، مشيراً إلى أنه بسبب وجود مواسير الصرف داخل الترع تتسلل الأفاعى من خلالها إلى دورات المياه والمطابخ فى الأدوار الأرضية لبعض المنازل.

أما سعد الشاعر، أحد الأهالى، فقال إن عدداً من الشباب أنشأوا رابطة «اتحاد شباب منية السعيد»، تتولى عمليات مكافحة الأفاعى، وتوثيق ما يقومون به على صفحة خاصة بموقع «فيس بوك»، بينما طالب جمال خطاب، محامٍ، بتشكيل لجنة علمية للقضاء على الأفاعى، واعتبار القرية «منطقة موبوءة»، وتوصيل الصرف الصحى لها، وإنشاء وحدة صحية بها، وتطهير الترع والمصارف التى تعد المصدر الرئيسى للأفاعى.

وكانت محافظ البحيرة، المهندسة نادية عبده، قد أمرت بتشكيل لجنة ضمت رئيس المدينة، ومديرى مديريات الصحة والطب البيطرى والزراعة والبيئة، ومتخصصين من كلية الزراعة بجامعة دمنهور، ووزعت اللجنة 5 آلاف بيضة محقونة بمادة سامة على شوارع القرية، وأكد وكيل وزارة الصحة، الدكتور علاء عثمان، توفير 325 مصلاً للدغات الثعابين وتوزيعها على المستشفيات الحكومية، مشيراً إلى أن إجمالى الحالات التى تم رصدها 5 حالات، توفيت إحداها بسبب تأخر نقلها للمستشفى، بينما تمت معالجة 4 حالات.


مواضيع متعلقة