ماذا يعني إغلاق مضيق هرمز بعد تهديد إيران بغلقه أمام سفن نفط الخليج؟

كتب: سلوى الزغبي

ماذا يعني إغلاق مضيق هرمز بعد تهديد إيران بغلقه أمام سفن نفط الخليج؟

ماذا يعني إغلاق مضيق هرمز بعد تهديد إيران بغلقه أمام سفن نفط الخليج؟

غلق مضيق هرمز ومنع تصدير نفط الخليج للعالم، تهديد أطلقه الرئيس الإيراني حسن روحاني في أثناء حديثه عن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على إيران، ومحاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حظر صادرات إيران النفطية، أمر أثار تساؤلات دولية، خصوصًا بعد بيان لقائد في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل كوثري، قال فيه، إن منعت الولايات المتحدة الأمريكية الصادرات الإيرانية من النفط، فستقوم إيران بمنع ناقلات النفط من المرور بمضيق هرمز، الأمر الذي يحمل في طياته تهديدًا ومخاطر قد يتعرض لها سوق النفط الخليجي.

{long_qoute_1}

ولمضيق هرمز أهمية استراتيجية، فهو يقع جنوب الخليج ويفصله عن مياه خليج عمان وبحر العرب، يحده من الشمال إيران ومن الجنوب سلطنة عمان، فهو "عنق الزجاجة" لدول الخليج العربي المصدرة للنفط، والتي تملك أكبر الاحتياطات النفطية في العالم، وتصدر من خلاله كامل إنتاجها من النفط وتستورد من خلاله وعبر الناقلات البحرية.

ومنذ القدم برزت أهميته كمعبر يجب منه في حركة التواصل بين الشرق والغرب، ومع اكتشاف النفط في منطقة الخليح والحاجة إليه بفعل التطور الصناعي أصبح المضيق الممر الوحيد لخروج النفط باتجاه العالم، كما ذكر الكاتب علي ناصر ناصر في كتابه "مضيق هرمز والصراع الأمريكي"، فهذا المضيق يتسع لأكثر من ثلث الصادرات العالمية من النفط الخام والغاز، وتعتمد عليه دول الخليج بشكل شبه كامل في بنائها وتطورها الاقتصادي، وإغلاقه سيؤدي إلى تغير هائل في بنية الاقتصاد الدولي.

يرى الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن التهديدات الإيرانية لا تتخطى كونها تأكيد للولايات المتحدة أنها تملك أوراق ضغط تجاه الإدارة الأمريكية ووسط ضغط إعلامي وسياسي يُمارس عليها، مؤكدًا أن رسالة روحاني وصلت، على الرغم من أنه اليوم في صراع داخلي مع القوى الإيرانية علة خلفية الخلاف الإيراني الداخلي في قضية التعامل مع الإدارة الأمريكية.

{long_qoute_2}

التصعيد لأقصى حد ثم العودة، هي الطريقة التي يتبعها الجانب الإيراني، بحسب تحليل فهمي، لـ"الوطن"، وخصوصًا وأن الجانب الأمريكي رد بأن البحرية الأمريكية ستدافع عن حقوقها ومصالحها، كما أنه من الطبيعي أن تقول الولايات المتحدة أن المضيق ممر دولي لن تقدر إيران على فتحه أو غلقه لوجود قانون دولي منظم لحركة النقل، فهو مضيق استراتيجي تمر منه كل أسواق نفط الخليج ويوصف بـ"ترمومتر الاستقرار في النفط الدولي"، ولن تجرؤ إيران أو غيرها على إغلاقه.

سياسة الردع والردع المباشر، هو التوصيف الذي ارتضاه أستاذ العلوم السياسية لتوضيح ما يحدث بين إيران والولايات المتحدة فكل طرف يريد أن يثبت أن لديه أوراق ضغط، فتسير العلاقات إلى اتجاه "الاستراتيجات التي تدفع الطرفين لحافة الهوية" في إطار معادلة صفرية للطرفين، بمعنى أنه سيظل هناك شد وجذب بين الطرفين دون صدام نهائي.

أما عن تدخل دول الخليج وما قد تفعله خاصة، وأن المضيق هو مفتاح الحياة بالنسبة إليها، يقول فهمي إن الخليج جزأ من المنظومة لكنه لن يتدخل على الأقل في هذا التوقيت لاعتبارات أن الخلاف ثنائي، وقد تتدخل إذا الأمر تحول إلى واقع وهو أمر مستبعد في الوقت الحالي.

لا يبتعد الخبير في الشؤون الإيرانية محمد محسن أبو النور، عن تحليل سابقه فهو يرى أنه نظريا تستطيع إيران إغلاق المضيق من خلال قيام القوات البحرية التابعة للحرس الثورة بتلغيم الممر المائي بالأغلام المائية بالتالي لا يسمح هذا بمرور كل الناقلات والشاحنات من وإلى مضيق هرمز، إلا أنها عمليًا لا تستطيع لأن هذا سيكون خطأ استراتيجيًا فادحًا بموجب "الجراند استراتيجي" أو الاستراتيجية الأمريكية الكبرى التي لا تسمح لأي طرف في العالم بالتحكم أوسيطرة في أي مضيق أو خليج أو أي ممر مائي ذا صفة استراتيجية من حيث المبدأ.

وأضاف أبو النور، لـ"الوطن"، أن الدول الكبرى لن تسمح لإيران بذلك لا سيما الصين وأوربا؛ لأنهم يحتاجون إلى النفط بشدة من الشرق الأوسط من الكويت والبحرين والإمارات والسعودية، لذلك نددوا في بيانات رسمية بالتهديد الإيراني، والولايات المتحدة الأمريكية نفس الأمر، فعملت على إبراز أنها تحمي المضيق، مشيرًا إلى أن أعضاء من البرلمان الإيراني صرحوا بوجود اتجاه للتراجع فيما قيل في الوقت الذي أكد فيه الحرس الثوري، أنه جاهز لتنفيذ تعليمات الرئيس بخصوص إغلاق المضيق.


مواضيع متعلقة