«مدحت» ساب وظيفته وفتح محل «حيوانات أليفة» وبقى فيلسوف: «البنى آدم غدار»

«مدحت» ساب وظيفته وفتح محل «حيوانات أليفة» وبقى فيلسوف: «البنى آدم غدار»
بعد أن يتناول إفطاره سريعاً، لا ينتظر كثيراً ويسرع إلى مقابلة أصدقائه الذين اعتاد على مجالستهم منذ 14 عاماً، يسلك حارات وممرات ضيقة حتى يصل إلى مكانه المفضل.. محل صغير يمتلكه لا تتجاوز مساحته بضعة أمتار امتلأت رفوفه بأقفاص زجاجية لجميع أنواع الحيوانات، الأليف منها والنادر، تناثرت ألوانها البنفسجية فى المكان فأعطت شعوراً خفياً بالراحة.
تنهيدة وبسمة صغيرة ترتسم على وجه مدحت أحمد، وهو ينظر إلى وجه حيواناته متذكراً شجاراته الضخمة مع أفراد عائلته، خصوصا والده من أجل الموافقة على قراره بالتخلى عن وظيفته ذات الدخل الكبير ليفتتح محلاً لبيع الحيوانات الأليفة فى منطقة «عين شمس»، التى كان يختمها دوما: «يا بابا الحيوانات بتفهم زى الإنسان وعندها من الوفاء ما يفوق البشر».
حب «مدحت» الشديد للحيوانات دفعه إلى محاولة تعلم لغتها من خلال تأمل تصرفاتها، فصارت هناك لغة خاصة بينه وبين الحيوانات من حوله، وصار بمجرد نظرة صغيرة للحيوان يدرك ما به من خلل، بل ويصف له العلاج بسهولة، مؤكداً أن العلاقة بين الإنسان والحيوان قائمة على الود المتبادل، فكلما كان الإنسان حنوناً على الحيوان وجد منه كل الوفاء والصدق، وبالتدريج يفهم الحيوان ما يدور فى خيال صاحبه.
وضرب «مدحت» المثال بقطه الصغير الذى يدرك منذ الخطوة الأولى عند دخوله البيت حالته النفسية، وإذا كان فى حالة غضب فيفر سريعاً ولا يقترب منه إلا بعد أن يهدأ، معلقاً: «الحيوان بيحس بصاحبه متى يكون مبسوط أو زعلان».
«غدر البنى آدمين هو الذى يدفع الناس لشراء الحيوانات التى تعتبر أكثر إخلاصاً وأمانة منهم» هى وجهة نظر «مدحت» فى إقبال الناس على شراء الحيوانات الأليفة التى لم تتأثر بحسب رأيه بظروف الثورة إطلاقاً، وعلى هذا المنوال يقسم «مدحت» زبائنه إلى ثلاثة أنواع: الأول هو «الدائم» الذى تولدت علاقة وطيدة بينهما تحولت إلى صداقة، الطرف والعامل المشترك فيها الحيوان، والنوع الثانى «زبون المحل» الذى يأتى كل شهر للاستشارة الخاصة وشراء لوازم حيواناته، وأخيراً الزبون «الطيارى» الذى يأتى مرة أو اثنتين لشراء مستلزمات الحيوان.